عبدالله إبراهيم الكعيد هل قُلت شيئاً محظوراً ؟؟ أبداً فالسينما معروفة في بلادنا منذ عشرات السنين سواء أكان على مستوى العرض أم الإنتاج ولكن طوال هذه السنين التي مرّت لم يتم تأسيس صناعة سينما حقيقيّة رغم قيام بعض المبادرات أذكر منها تلك التي كُنت أحد شهودها وفي بعض الأحيان أحد أطرافها ومنها فيلم سينمائي درامي طويل أُنتج من قبل وزارة الداخليّة عام 1400ه بعنوان (موعد مع المجهول) من إخراج المصري نيازي مصطفى المشهور بإخراج أفلام (الأكشن) وقام بدور البطولة الممثل سعد خضر سعدون بمشاركة ممثلين شباب (آنذاك) منهم المُمثل مطرب فواز وصالح الزير وحسن أبوحسنة وعبدالعزيز العيد وغيرهم ممن لاتحضرني أسماؤهم الآن0تدور قصّة الفيلم حول ضابط شرطة يُتّهم بقتل زميله فيهرب من أجل الدفاع عن براءته والقبض على المجرم الحقيقي فيتعرّض طوال فترة تعقّب الجاني لمواقف غاية في الصعوبة ولكنه ينجح أخيراً في القبض على من يعتقد بأنه القاتل وفي النهاية يكتشف صاحبنا بأن الحكاية كلها تمثيل في تمثيل ، حيث لم يكن هناك قضيّة قتل ولاهُم يحزنون بل كانت عبارة عن خطّة محبوكة لمعرفة مدى قدراته البوليسيّة واستحقاقة للترقية..! رغم (فانتازيّة) الفكرة إلا أنها كانت تهدف الى التعريف بإمكانات أجهزة الأمن وقدرتها في التصدي للجريمة وتعقّب المجرمين وقد تم الاستعانة بطائرات الهيلوكبتر وعدد كبير من سيارات الأمن المُجهّزة أثناء المطاردات وكل هذا لم يشفع للفيلم كي يُعرض لأسباب مجهولة كما هو عنوانه(موعد مع المجهول).! لا ننسى أن بلادنا شهدت انتكاسة كبيرة في المجالات الفنيّة المختلفة بعد أحداث احتلال الحرم المكي الشريف من قبل ثلّة من المتطرفين فتوقفت تبعاً لذلك كثير من الأنشطة الترفيهيّة ومنها السينما والحفلات الموسيقيّة لاعتقاد البعض بحرمتها وتقاطعها مع تعليمات الدين..! الفيلم السينمائي الآخر أُنتِجَ عام 1397ه أي قبل ثلاثة عقود يحكي قصّة مسلم (غربي) يأتي للمملكة بغرض أداء فريضة الحج فترافقه الكاميرا طوال تأديته المناسك بهدف التعريف بمراحل الحج والجهود التي تُبذل من أجل راحة الحجيج وأمنهم وقد كان الطاقم الفني للعمل من السينمائيين المحترفين في بريطانيا (طبعاً من المسلمين)، أذكر أن المخرج أصرّ على مرافقتي لهم أثناء تصوير آخر لقطة من الجوّ حيث تطوف طائرة الهيلوكبتر مع الطائفين بالكعبة ومع نهاية كل شوط ترتفع الطائرة أكثر فأكثر الى أن تُحلّق عالياً فتبدو الكعبة في ختام الفيلم كنقطة سوداء صغيرة تتلاشى عن الأعين تعبيراً عن شعور الحاج بعد طواف الوداع، تمت عمليات التحميض والمونتاج والمكساج في أحد استوديوهات(سوهو) الشهيرة في لندن وكان من المفترض ايضا عرض هذا الفيلم السينمائي على جمهور المشاهدين ولكن حدث له ماحدث لموعد مع المجهول..! الشاهد أقول للمرعوبين من قضيّة إعادة العروض السينمائيّة في بلادنا: أليس من الأفضل عرض فيلم تتم إجازته بعد مراقبة محتواه ويشاهده الملأ بدلاً من تسمّر أولادنا وبناتنا منفردين أمام شاشات التلفزيون التي تعرض كل شيء دون حسيب أو رقيب.؟؟ السينما السعودية قادمة فلامجال لنا سوى الترحيب بالقادم . نقلا عن صحيفة "الرياض" السعودية
سينما سعودية
أخبار متعلقة