القاص الأردني إلياس فركوح لـ ( 14 أكتوبر ):
حوار/فاطمة رشاد ناشرالقاص الأردني إلياس فركوح رغم كلماته التي صارت ذات يوم قصة لطالما أبحر بها القارئ إلا إنه لا يعرف أن هذا القاص الهادئ يحمل أشياء مدهشة تجعلك تقف أمامه تتعجب منها فهو الخارج من نمط العادات والتقاليد الصانع للحياة جواً مبهجاً من اللامألوف ستجده في حالة الهدوء لكن سرعان ما تحتويك ابتسامته العفوية التي تقول لك:هذا أنا بكل بساطتي فلا تكلف يجعلني أمام القارئ الذي لطالما أبحر في وسط كلماته أنا هذا القاص الإنسان قبل كل شيء).نعم هكذا هو لا ربطة عنق تجعله متكلفاً أمام متحدثه فقط تكلفه يكمن في حقيبته التي حشاها بالكتب.التقيناه لأول مرة وبعفوية تجادبنا أطراف هذا الحوار القصير:[c1]واقع سردي[/c]* بداية سألناه عن رأيه بواقع السرد في الوطن العربي عموماً واليمن على وجه الخصوص؟- واقع السرد أراه متقدماً كما كان عليه قبل العقدين أو الثلاثة العقود ولإتجاهه في كثير من المناطق العربية نحو السرد الروائي أكثر من السرد القصصي لكن مثلاً المجتمع اليمني واضح مثل المجتمع العماني هو قابل على أن ينتج قصة قصيرة أكثر من أنه منتج روائي لأن العمل الروائي بحاجة إلى حالة من الاستقرار والسكون ودرجة ما من التمدين يعني أنه يعيش حياة المدينة ومجتمعها والمجتمع اليمني لم تتوفر له هذه المسائل وبالتالي القصة القصيرة هي الغالبة وهذا شيء طبيعي في مجتمع كاليمن.[c1]أدب نسوي وأدب رجالي[/c]* هناك من يصنف الأدب إلى أدب نسوي وأدب رجالي.. وما رأيك بهذا؟- علينا أن نقول هناك كتابة نسائية وعلينا أيضاً أن نعترف بها لأن النص المكتوب من قبل المرأة سيحمل معه هموماً مختلفة عن هموم الرجل صحيح أن هموم الرجل والمرأة ذات صلة وعلاقة بهموم المجتمع بعامة ولكن عالم المرأة عالم خاص تماماً كما هو عالم الرجل عالم خاص فلا بد من وجود ملامح تميز هذه الكتابة عن كتابة الرجل ليس في الموضوع فقط حتى اللغة في كثير من الأحيان ستكون نسوية أنثوية رغم أن علينا الاعتراف أن النسبة العظمى لا يكتبن بلغة الذكر لكن أعتقد أنه تميز علينا أن نكون واضحين فيه نعم توجد كتابة نسوية وليس أدباً نسوياً تطرح قضايا خاصة فيها وتحمل رؤية للعالم تختلف عن رؤية الرجل بضرورة لا تستلف وتسهر النجوم ولكن إلى أي مدى حاصل في الكتابة العربية أعتقد أن من المبكر أن أحكم عليها لأن الكتابات المؤخرة الطالعة من الجزيرة العربية لا تمثل في اعتقادي رؤية المرأة عن الحرية الحقيقة وليس الحرية الشكلية.[c1]واقع نقدي[/c]* ما رأيك بالنقد الأدبي؟- النقد الأدبي في الوطن العربي ما يزال يستلف من النظيرات الغربية معظم مقوماته وهذا يغيره،لكن تطبيق هذه النظريات يعتمد على ذكاء وفطنة وعمق الناقد بالعموم لا أرى أن هناك نهضة نقدية ملموسة وظاهرة بالعكس أرى أن النص الإبداعي العربي متقدم على النص النقدي.[c1]أزمة لغة[/c]* نسمع كثيراً عن أزمة في اللغة لدى بعض الأدباء ماذا تقول في هذا؟- ضعف اللغة عند الكاتب مقتل حقيقي لأنه يشكل نصه عبر اللغة واللغة في اعتقاده كما اعتقدها أنا ليست أداة توصيل ووسيلة،هي أيضاً لغة النص لا تنفصل عن الرؤية التي نبعث من خلالها جملة النصوص فاللغة ذات تاريخ وذات ذاكرة وعلينا أن نتحلى بخبرة عالية بهذه اللغة وإلا لن نكون كُتاباً أصحاب خصوصية.[c1]تناص[/c]* هناك نصوص متشابهة تسببت في أزمة بين الأدباء وتسمى أزمة التناص..ما رأيك بهذه الأزمة؟- أحياناً البيئة الواحدة بمفرداتها المحدودة تفرض عليك موضوعات جداً متقاربة لكن كلما اتسعت البيئة الاجتماعية واختلفت الرؤية لدى الكاتب ابتعدنا عن هذا التناص المزعوم.