المشاركون في منتدى الدكتور / علوي طاهر يوصون بضرورة إدخال مادة
عدن / محمد عبدالعزيز :في سلسلة من حلقات النقاش الرمضانية التي يقيمها المنتدى الثقافي للدكتور / علوي عبدالله طاهر، عقدت حلقة النقاش الرابعة التي تناولت موضوع الثوابت الوطنية، وشارك فيها نخبة من المثقفين اليمنيين وبعض أساتذة جامعة عدن، وذلك في مساء أمس الأول الاثنين في المقر المؤقت للمنتدى في قاعة جمعية حقوق الطفل في الشيخ عثمان.بدأت حلقة النقاش بكلمة من رئيس المنتدى الدكتور / علوي طاهر رحب فيها بالحضور وشكرهم على تواصلهم مع المنتدى، ومشاركتهم في فعالياته، وتفاعلهم مع القضايا المثارة فيه، ثم عرض عليهم القضية المراد الحديث حولها، وهي قضية (الثوابت الوطنية) والمتمثلة في (الله، الوطن، الثورة، الوحدة) مشيراً إلى تفاوت المواطنين في التعاطي مع هذه الثوابت، واختلافهم في كيفية التعامل معها، مؤكداً أن الثابت الأول (الله) لا يختلف الناس في التعاطي معه، باعتباره أساس التكوين الفكري والروحي لشعبنا اليمني المسلم المؤمن بالله، والعقيدة الإسلامية شريعة ومنهجاً، ولذلك فكل تصورات الإنسان اليمني للإنسان والكون والحياة، تنبثق من التصور الإسلامي الشامل، وهو ما يجعل حياتنا العملية تنهج نهجاً يؤكد هويتنا الإسلامية.وفيما يتعلق بالثابت الوطني الثاني (الوطن) أشار / د . علوي إلى أن لكل مواطن وسائله في التعامل مع الوطن، وله أساليبه في عمارته وترقيته، تختلف باختلاف إمكانياته المادية وقدراته الذهنية، وخبراته وتجاربه الخاصة، وإخلاصه للوطن من عدمه، وتساءل : لماذا بدأ الولاء للوطن يتضاءل في السنوات الأخيرة لدى بعض الناس؟ ولماذا لم يعد الانتماء للوطن موضعاً للتباهي والافتخار، كما يقتضي الواجب؟ ولماذا لم تعد الثورة كما كانت لها بريقها؟ ولماذا برزت مؤخراً ظاهرة التآمر على الوحدة؟ وأين يكمن الخطأ؟ ومن المتسبب في هذه التحولات السلبية؟ ثم طرح الموضوع للنقاش من قبل الحضور.وكان أول المتحدثين الدكتور / أحمد غالب المغلس الذي أشار إلى أن الثابت الأول لا خلاف عليه لدى معظم الناس في بلادنا باعتبارهم جميعاً مسلمين، غير أن الخلاف يكمن في النظر إلى مسألة الوطن والثورة والوحدة، حيث إن هذه الثوابت الوطنية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بحياة المواطن، فبالقدر الذي يشعر فيه المواطن أن كرامته مصانة، ومصالحه محققة، وأموره ميسرة، في وطنه فإنه يكون حينئذ أكثر ارتباطاً بوطنه وحماساً للثورة، واندماجاً بالوحدة، وعلى العكس من ذلك عندما لا يكون هناك توازن بين الفئات الاجتماعية المختلفة أو عندما يفقد المواطن مصالحه، فإنه لا يجد في وطنه ما يلبي طموحاته أو يحقق مصالحه، وعندئذ يتضاءل ولاؤه للوطن، فيكفر بالثورة ويتنكر للوحدة. وهو ما يستوجب إيجاد نوع من التوازن في العلاقات الاجتماعية، والعدالة في توزيع الثروة، والتداول السلمي للسلطة، حيث أن بعض الناس الذين تفانوا في خدمة الثورة والوحدة وجدوا أنفسهم مهمشين، وفي أوضاع اجتماعية سيئة.وأعقبه في الحديث الأخ / عبدالله نعمان، الذي أكد على بعض ما طرحه الدكتور / المغلس مع الإشارة إلى أن من حق المواطن أن يلمس إنجازات الوحدة عملياً من خلال ما تحدثه من تغيير إيجابي في حياته لأن ، طموحات المواطن قبل الوحدة كانت كبيرة ، وكان يتوقع أن الوحدة ستنقله نقلة نوعية ، وستحدث تغييراً جذرياً في حياته لكنه شعر بخيبة أمل عندما وجد تفاوتاً بين الناس أدى إلى ظهور فئات طفيلية في المجتمع تستأثر بمعظم الخيرات المادية.وأعقبه في الحديث الدكتور مرشد شمسان الذي أشار إلى أن حماس الناس للدفاع عن الثورة والوحدة تضاءل ، لغياب العدالة في توزيع الثروة / وفقدان فئان اجتماعية واسعة مصالحها ومنها الفئة الوسطى التي غابت ، وغاب معها التوازن الاجتماعي .ثم تحدث الأستاذ محمد السراري ، وقدم تحليلاً مسهباً لمجريات الأحداث التي حصلت في الوطن ، وما أسفر عنها من تداعيات وكيف أن الأحداث المتعاقبة أسفرت عن تهميش فئات واسعة من الناس الذين وجدوا أنفسهم قد فقدوا مناصبهم ومواقعهم ومراكز نفوذهم ، ما ولد لديهم نوعاً من الإحباط والرفض للواقع.وتحدث بعد ذلك الأخ حميد أحمد محمد الذي أشاد بالمنتدى وأثنى على القائمين عليه ، وبالقضايا المتميزة التي تناقش فيه ، وهو ما يميزه عن المنتديات الأخرى.وتعاقب الحضور بعد ذلك في إبداء آرائهم وطرح وجهات نظرهم حول موضوع النقاش ، وخرجوا بعد ذلك بقناعة تامة على الرغم وجود بعض الأخطاء و السلبيات التي رافقت مسيرة الثورة والوحدة ،والتي أضرت بمصالح الوطن ، والمواطنين إلا أن ذلك لا يعني الكفر بالثورة والتنكر للوحدة ، والتآمر على الوطن ، وخرج الجميع بقناعة كاملة أن الحفاظ على الثوابت الوطنية مسؤولية كل مواطن ، ويتحمل المثقفون الدور الأكبر في تعزيز هذه الثوابت ، والحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي ، وأوصوا بإدخال مادة التربية الوطنية في مدارس التعليم العام بمختلف مستوياته والاهتمام بالناشئة في مجالات التنشئة المختلفة.