تسعى بعض المؤسسات والهيئات الثقافية إلى تشجيع القراءة باعتبارها المصدر الأساسي للمعرفة ورفع الوعي الثقافي للمجتمعات إلا أن مثل هذه الجهود تبدو غير نافعة عند جيل عرف القراءة و ألهته وسائل أخرى عن ممارسة القراءة مثل التلفزيون وربما الكمبيوتر رغم ما لهذا الأخير من دور في ر فع الوعي المعرفي وإن لم يكن بمستوى فائدة القراءة.إذن لماذا كل هذا العزوف عن القراءة هل هي ضرورة عصرية مفروضة أم جهل معرفي ساهمت المجتمعات والتربية والتعليم والأسرة في تدعيمه حتى غدا من خصوصيات الجيل الجديد..إذ قلما تجد بين أوساط الشباب من هو مقبل على القراءة إلى درجة إن دارسي الأدب ذاتهم لايعيرون القراءة أهمية إلاّ محصورة في المقررات الدراسية.أما في المدارس بمختلف مراحل التعليم فلا تجد في هذه المدارس وتلك ما فهم عن تشجيع هذه العادة ا لى درجة إن المكتبات ا لتي كانت لدى بعض تلك المنشآت التعليمية تم تجاوزها باعتبارها لا تحتل أي اهمية ولا ترتبط بمهمة المدرسة التلقينية التقليدية المعروفة أما عندما تقيس مستوى معارف هؤلاء الطلاب فإنك تجد إن النخبة منهم يفتقرون للمعلومات العامة عدى معظهم كل ماهو مقرر دراسي ربما عن ظهر قلب وهذا ما يرضي معلمهم أو معلمتهم في أحوال كثيرة كون هذا الأخير لا يرتبط بالقراءة ولا يعدها ذات أهمية لعمله.. فكلما لديه هو إرضاء إدارته المدرسية بوضع أهداف الدرس التي حفظوها عن ظهر قلب بحكم تكرار كتابتها عند كل درس جديد لينالوا إثرها إشارة لوحظ من قبل الإدارة.. وهذا هو غاية الأهداف ليس إلاّ.أما المجتمع فلا توجيهات جادة لديه في تخصيص الأموال للكتات والمكتبات.كون مثل هذا الترف بحسب رأيهم لايشكل أهمية كما إن الأولوية في مثل أحوال مجتمعاتنا لا تشمل الجانب الثقافي.. ربما لإن مثل هذه المجالات غير مريحة من وجهة نظر هؤلاء.. وبالتالي ما الذي يدعو الى الاهتمام بالكتاب ربما لجهل هؤلاء إن هذا المجال هو أهم وأفضل المجالات الاستثمارية المريحة وإن ربحها يفوق عشر مرات ما يمكن تحقيقة في المجالات الاستثمارية الأخرى وإلاّ لما ركزت الدول المتقدمة على استثمار العقول.. وحققت بعض الشركات ربما خلال زمن وجيز يفوق عائدات النفط العربي بصورة عامة.علماً بأن العقل العربي لايمكنه الاقرار بأهمية الاستثمار في هذا المجال ذلك أمر لايمكن فهمه مما يجعل النظر الى كل ما يمت لهذه المراكز بشيء من الاستخفاف.. كما هو الأمر في مستوى الاهتمام بالمكتبات العامة ومراكز الانترنت وغيرها من الموجودات التي ينبغي عليها لرفع العتب ليس إلاّ. الأسرة *أما الأسرة.. فهي الحلقة التي لايمكن إن نعول عليها في رفع مستوى الوعي الثقافي لدى الأبناء وإن كانت هناك واحات استثناء إلا إنها لاتشكل أدنى نسبة قياساً بعدد السكان. بمعنى إن الأسرة المطمورة تحت ركام الفقر والأمية.. لاتسهم إلا في انتاج عقول فقيرة وثقافات مشوهة لاسلطة على الأبناء في تكوينها وهو ما يجعلها من لدن غث تلقيه الفضائيات المتنوعة على أذهان هؤلاء.غث فيه أنماط الصور المشوهة التي لو ساغ هؤلاء عليها غدوتهم.. لكانت المأساة في سلوكياتهم ا لتي تبدو شديدة التنافر حتى مع مكونات ثقافة المجتمع بصفة عامة وربما متنافرة مع المكون الديني والى آخر الأمر من تنافرات تتم عن انيميما في مكونته الفكري الثقافي. والأدهى مما سلفناه إلى الجانب الأخلاقي يبدو في حل من بعض من وقع عليهم فعل هذا التشويه الى درجة يصعب تقبلها رغم إن مثل هؤلاء يعدونها نمطاً عصرياً ينبغي الاعتداد به.ماهي الحلول *ويبقى السؤال كيف يمكن دفع هؤلاء إلى القراءة قبل إ ن تتكون شخصياتهم الكاملةمعظم الدراسات تطرح كلاماً نظرياً وكافة الهيئات تترك مثل هذا الرأي مكتوباً في بعض مايتم طبقه ونشره لكنه للأسف يصل الى الصفوه ليس إلاّ.وهي الصفوة التي لاتحتاج أصلاً للفت نظرها إلى أهمية القراءة.بمعنى إن .. مشكلة العزوف عن القراءة قائمة وستظل كذلك وتزداد حدتها يوماً عن يوم ظاهرة انخفض أوغاب معها مستوى العطاء الفكري سواء العلمي أو الثقافي لدى شعوبنا الفقيرة التي تبدو في أشد أوضاعها تردياً في عصر ثورة المعلومات التي نبدو فيها كالأطرش بالزفة لاحول لنا ولاقوة.فعندما تذهب الى أي من شوارع مدننا المكتظة بالسكان فإن أول ما يلفت نظرك فيها. هو حال الكتاب البائس المعروض على الأرصفة أو حال المعروض الفقير عن المعرفة والأدب اللهما كتب توحي بكيفة طرد الجن والجان وحبس الشياطين وقراءة الطالع.. ودرءالعين .. وطرد ا لسحر والخ.. ماهناك من عناوين بائسه تعبر بجلاء عن طبيعة الاهتمام الثقافي لدى السكان.. عن تشكل المعرفة أخر اهتمامهم ورغم إن البعض يرجأ الاسباب الى.. الأحوال الاجتماعية ا لاقتصادية.. إلاّ إن مثل هذا السبب لايمكنه إن يكون الوحيد، رغم اهميته وتأثيره فالكتاب وإن إنحدر ثمنه الى أدنى سعر لاتجد له رواجاً في وسط هؤلاء العازفين أصلاً عن الاهتمام بالثقافة وكل ما يرتبط بها.حال لايمكن تغيره إلاّ من خلال المدرسة أولاً والمجتمع ثانياً والأسرة ثالثاً..على اعتبار إن جيل الأبناء أمانة لدى الآباء.. وينبغي أن نجنبهم هذا الخواء الروحي الفكري شديد الخطورة على مستقبل حياتهم. عبدالقوي الاشول
غياب المكتبات يؤدي إلى ضعف القراءة