سجل الفقيد حضوره على مدى سنوات وقدم من عمره وراحته ووقته خدمات جليلة لمعالجة آلام الكثير من المرضى، وساهم بوتيرة عالية في إسعاد الكثير وترك بصماته المشرقة في قلوب مرضاه كما هو الحال في قلوب طلابه الذين تتلمذوا على يديه في قاعات كلية الطب التي كان يحاضر بها متسما بوقار العظماء ومزايا الإنسان الواهب المعطاء المحب وبهيئة الملاك الرحيم، مفعما بتواضع سنابل الحقول وبقلب اخضر كفصل الربيع، خفيفا شفيفا لطيفا كاسمه.
لقد أتقن مهنته بديناميكيا، ضافيا عليها حضوره الإنساني بضمير حي وروح خلاقة نقية وجسد بمهنية عالية تدخلاته الطبية كمن يجمع شظايا البلّور المكسور، واستطاع معالجة حالات مستعصية على الشفاء والإنجاب، ورمم بجدارة الماهر صدوع كثير من العائلات المنكسرة وزرع على وجههم ابتسامة الظافرين.
ان خسارة كادر طبي كالفقيد عبداللطيف الحاج هي خسارة لا تقاس بالأيام والسنين ولكنها خسارة الدهر كله ولا تعوض مهما توالدت النساء. وبكل حزن وألم وبقلب مكلوم ننعى وطننا هذا الرحيل المؤسف ولا اعتراض على ارادة الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.