غضون
- أحزاب المعارضة الرئيسية المؤطرة الآن في تكتل اللقاء المشترك يقدمها أصحابها بصورة غير مرضية .. فسلوكهم يظهر أنهم صفر اليدين من المسؤولية الوطنية .. ولا يتوافرون على خبرة كافية لممارسة دور المعارضة .. فما بالك بخبرتها في شؤون السلطة .. تريد استلام الحكم في الوقت نفسه تخبرنا بأن لديها قدرة عالية على التدمير والهدم وإشعال الحرائق وتحويل البنيان إلى خرائب.- بالنسبة للماضي .. نعرف أن أحزاب المشترك هي تجمع ضم حزباً حكم الجنوب 25 سنة فحوله إلى فرن وقوده الأجساد البشرية والأسلحة والنار والصراعات والحجارة .. وبعد الوحدة كان ثاني الأحزاب ثم ثالث حزب في الإتلاف الحكومي وانتهت به التجربة إلى ذلك المصير الذي قرره لنفسه بسمعه وبصره .. وحزب ديني لا يعترف بالآخر شارك في السلطة مرتين وفي الحالتين كان يدغدغ الناخبين ببرنامج انتخابي ثم تخلى عن البرنامج وعن الناخبين واختار برنامجه الأصلي الذي بسببه خرج من السلطة بإرادة الناخبين والحزب الثالث له ماضي دموي والرابع ليس أفضل من سابقه.- عموماً.. كنا نعتقد أن ذلك شيء من الماضي يجب رميه خلف الظهور.. لكن هذه الأحزاب تتصرف الآن تصرفات كانت تصرفاتها قبل عشر سنوات مثلاً خير مما هي عليه الآن .. فهي قد تراجعت على مستوى الفكر والأهداف والوسائل والمسؤولية الوطنية .. ويبدو أنها جادة في عدم خوض الانتخابات ولذلك هي تطيش وتشرد ولا تبالي برضاء الناس عنها أو غضبهم منها .- حزب المؤتمر الشعبي ليس هو الحزب المثالي في اليمن. وحكومة المؤتمر لا تعمل بصورة جيدة .. ورئيس الجمهورية رئيس حزب المؤتمر ومساعدوه ليست كل قراءاتهم صائبة وهذه مسالة مفروغ منها.لكن .. بالنظر إلى خصوصية المعارضة السياسية في اليمن من حيث الأفكار والبرامج والسلوك يعد الرئيس ومساعدوه ويعد المؤتمر وحكومته وكل أعضائه هم الأفضل .. على الأقل هؤلاء لديهم برنامج واضح.. لديهم شعور بالمسؤولية الوطنية .. ولديهم التزام تجاه أمن المواطن وهم يعملون من أجل تقليص مستويات الفقر والخوف إلى الحدود الدنيا.. وهم لا يزالون في مقدمة حماة الديمقراطية والحريات العامة والخاصة .- إنهم ليسوا مثاليين ولكن لولا جهودهم لكان الوضع في البلاد وضعاً سيئاَ ولا نحسد عليه