غداة الاعتصام المفتوح للمعارضة
بيروت / وكالات :تبدو آفاق الازمة الحالية في لبنان مسدودة تماما بين المعارضة بقيادة حزب الله المصرة على المضي في اعتصام مفتوح في وسط بيروت لارغام رئيس الوزراء فؤاد السنيورة على الاستقالة والحكومة اللبنانية العازمة على البقاء.ونصبت مجموعات من المتظاهرين الذين بلغ عددهم الجمعة مئات الالوف في وسط العاصمة اللبنانية خيما على مقربة من مقر رئاسة الحكومة حيث يوجد السنيورة وعدد من وزرائه.واكدوا بقاءهم في المكان الى حين استقالة الحكومة. وقال النائب سعد الحريري احد زعماء الاكثرية النيابية والوزارية في حديث صحافي الجمعة ان "الرئيس السنيورة لن يسقط مهما فعلوا" ومهما استمر الاعتصام.واغلق المعتصمون مساء الجمعة بالخيم الطرق المؤدية الى مقر رئاسة الحكومة الذي احاطت به اسلاك شائكة وانتشار كثيف للجيش اللبناني ما استتبع اتصالات ادت الى اعادة فتحها جزئيا.. وتوقفت الصحف اللبنانية الصادرة أمس السبت عند "الافق المسدود" للازمة في لبنان.وكتبت صحيفة "السفير" القريبة من المعارضة ان التظاهرة التي نظمت الجمعة وجمعت مئات الوف الاشخاص "لم تفتح كوة صغيرة في جدار الازمة السياسية التي بلغت وما تزال مرحلة الافق المسدود".وعنونت صحيفة "المستقبل" التابعة لتيار المستقبل الذي ينتمي اليه السنيورة خبرها الرئيسي "الانقلاب في يومه الاول شارع احادي بلا افق سياسي" واصفة محاولات اسقاط الحكومة بانها "خطة انقلابية" بدأ ينفذها "الفريق السوري - الايراني الذي يقوده حزب الله".بينما رأت صحيفة "الاخبار" القريبة من سوريا ان تظاهرة الجمعة "فتحت الباب امام اصعب اختبار داخلي يعرفه لبنان منذ زمن بعيد" مشيرة الى "مساع سياسية بطيئة" يقودها السفيران المصري والسعودي.ونصب الاف الاشخاص من حزب الله الشيعي وحليفه التيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون خيما في ساحتي الشهداء ورياض الصلح في وسط العاصمة اللبنانية.وكان مئات الوف الاشخاص والداعمين للاكثرية الوزارية تجمعوا الخميس الماضي في وسط بيروت خلال مأتم النائب والوزير اللبناني بيار الجميل الذي اغتيل في 21 نوفمبر.وتبدو الساحة السياسية في لبنان بعد تظاهرة الجمعة مفروزة اكثر من اي وقت مضى بين معسكرين:من جهة حكومة اضعفتها استقالة وزرائها الشيعة الخمسة الممثلين لحركة امل وحزب الله وخسرت وزيرا اضافيا بمقتل الجميل ومن جهة اخرى المعارضة بقيادة حزب الله الشيعي المتحالف مع تيار ميشال عون المسيحي والتي تطالب بحكومة وحدة وطنية وبانتخابات مبكرة..وتتهم الاكثرية المعارضة بتنفيذ "محاولة انقلاب" وبمحاولة عرقلة انشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري. كما تتهمها بالتحرك بدعم من سوريا وايران.بينما تعتبر المعارضة ويدعمها الرئيس اللبناني اميل لحود الحكومة غير دستورية نظرا لغياب ممثلي طائفة باكملها عنها.