الامين العام السابق للامم المتحدة مع بعض القادة الافارقة
أديس أبابا /14أكتوبر/رويترز: يعتزم بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي يحذر من كارثة في كينيا التوجه إلى الدولة الواقعة في شرق القارة الأفريقية غدا الجمعة لدعم الجهود الرامية إلى إنهاء أزمة تسببت في مقتل اكثر من 850 شخصا. وقال بان الموجود في إثيوبيا المجاورة حيث يحضر قمة للاتحاد الأفريقي للصحفيين إنه سيدعم جهود سلفه كوفي عنان الذي يحاول القيام بوساطة لإنهاء اعمال عنف عرقية مستمرة منذ شهر في بلد كان يعد واحة للاستقرار. ومن المتوقع أن تهيمن الأزمة الكينية على مناقشات القمة التي بدأت أعمالها يوم أمس وتستمر ثلاثة أيام. وتفجرت الأزمة في كينيا بعد إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي في 27 ديسمبر كانون الأول الماضي والتي أثارت خلافا مع المعارضة. ودفعت أعداد القتلى المتزايدة 250 ألف كيني على الفرار من بيوتهم. وقال بان في واحدة من أولى الكلمات أمام قمة الاتحاد الأفريقي الذي يضم 53 دولة «العنف مستمر على نحو يهدد بأن يتصاعد إلى مستويات أزمة.» وقال إنه يتعين على كيباكي ورايلا أودينجا زعيم المعارضة أن يبذلا كل ما يمكن بذله لحل الأزمة. وقال بان الذي اجتمع مع كيباكي اليوم الخميس للصحفيين «غدا سأتوجه إلى نيروبي لتقديم دعمي الكامل للجنة التي تضم شخصيات أفريقية بارزة بقيادة سلفي كأمين عام للامم المتحدة كوفي عنان. ساجتمع مع أودينجا وبعض زعماء المجتمع المدني وسأزور أعضاء بعثة الأمم المتحدة.» وطلب بان من الاتحاد الأفريقي أن يحث «الزعماء وشعب كينيا على تهدئة العنف وحل خلافاتهم من خلال الحوار واحترام العملية الديمقراطية.» وأبدى ألفا عمر كوناري رئيس الاتحاد الأفريقي قلقا مماثلا حيال كينيا قائلا إن كينيا «كانت بلدا للسلام تحث الآخرين على التحدث بلغة السلام. ماذا يتبقى إذا احترقت كينيا.» واعتادت كينيا حتى شهر مضى حضور القمم الأفريقية كقوة إقليمية صانعة للسلام وملاذ لاولئك الذين يفرون من الحروب في الدول المجاورة. والآن فإنها تمثل أكبر أزمة في أفريقيا فيما تمزقها دورة من اعمال إراقة الدماء العرقية تهدد بتقويض استقرار حليف رئيسي للغرب والحاق أضرار باقتصادات دول مجاورة. وقال عبد الله واد رئيس السنغال في أديس أبابا إن كينيا يجب أن تكون في صدر جدول أعمال القمة. وأضاف «ليس مقبولا أن يكون بجوارنا آلاف يموتون ونكتفي بأن نأتي إلى هنا ونغادر دون أن تكون أصواتنا مسموعة.» وأضاف في تصريحات لراديو فرنسا الدولي «إن صورة أفريقيا هي المهددة في هذه المشكلة الكينية.» ويشارك كيباكي في القمة لكنه لم يدل بأي تصريحات. لم يعترف به سوى عدد صغير من الدول الأفريقية لكن مصادر إثيوبية قالت إن وفدا من الحركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها أودينجا منع من حضور القمة عملا بما جرى عليه العرف في الاتحاد الأفريقي والذي يقضي بحضور الحكومات فقط. وقال واد إنه تحدث مع أودينجا ويعتقد أنه يجب أن يسمح له بالحضور إلى أديس أبابا وتوجيه رسالة للقمة وهو أمر تعارضه حكومة كيباكي بضراوة. وتطرح الأزمة الكينية على الاتحاد الأفريقي معضلة الاختيار بين الخروج على رفضه التقليدي التدخل في الشؤون الداخلية لاعضائه أو أن ينظر إليه باعتباره غير مؤثر في معالجة مشكلات القارة الأكثر إلحاحا.