عدن في المراسلات السياسية أثناء الحكم البريطاني
[c1]* القراءة في هذه الوثائق التاريخية تقدم لنا فكرة عن نمط العمل السياسي عند شيوخ القبائل[/c] نجمي عبدالمجيد :للمراسلات السياسية أهمية في دراسة التاريخ السياسي وتحديد الفترة الزمنية التي اظهرت تلك الاحداث وقراءة المراحل المساعدة في صياغة القرار والذي يعطي الهوية والصورة عن زمن معين تتجاور فيهالمصالح الذاتية مع الاهداف الموضوعية في شؤون الحكم .وهذه المراسلات " الوثائق " التي صدرت من عدن وما جاء اليها منها ، في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي تقدم لنا عدة جوانب حول الحالة السياسية وبالذات ما يرسل من عند شيوخ القبائل في محميات عدن الشرقية والغربية الى حكام عدن الانجليز الذين لعبت خططهم السياسية وافكارهم الادارية عدة ادوار في تسيير شؤون بريطانيا في هذه المنطقة من جزيرة العرب .والقراءة في هذه الوثائق السياسية ، التاريخية تقدم لنا فكرة عن نمط العمل السياسي عند الجانب اليمني في تلك الحقبة ،وكيف كانت القيادات القبلية تتصرف بالامور مع الطرف الآخر الذي تحدد الاتجاهات ومستوى الادراك ودرجات الوعي من خلال هذه المراسلات ، التي تطرح عقلية الساعي نحو المستفيد على مساحة معينة من التفكير ، ومن هذا المنطلق رسمت السياسة البريطانية في المنطقة مراميها مدركة مع أي نوع من الفعاليات تتعامل وتحت أي ظرف تصرف ما تصبو اليه من اهداف واعمال ، وكل هذا جعل من الوثائق البريطانية المتصلة بجزيرة العرب وخبرة في معركة الآلية التي صاغت الحدود الجغرافية الى رؤية لا تقف في نظرتها عند مسافة من حدث المرحلة ، بل تتخطى نحو ابعاد من الزمن السياسي القادم .[c1]نص من الوثيقة رقم 74عدن 6 مايو 1903م من ولدكم حسن أحمد بن علي الهتاري[/c]قدوة الامراء الاماجد الفخام الكنت لندبرج دام بقاؤه .بعد السلام التام الأسنى والتحيات الحسنى .نعلم عزيز جنابكم ان جمع كتبكم وصلتني الى ميون وانا مريض من الحمى لان بتلك الجزيرة جنس من الناموس يأكل من نباتها واذا عض انسان جلب له الحمى الخبيثة المسمة ، اما أنا ما عرفت ما كان سبب تلك الحمى ولكن اخبرني الحكيم هناك ان في ذلك الفصل يكثير الناموس في تلك الجزيرة ويأكل من نباتات التي تسبب الحمى الغريزية .ولم قدرت اكتب لكم مكتوب ولا يوجد احد هناك من يعرف يكتب طيب ، والآن قد رجعت من تلك الجزيرة من منذ اسبوعين ، وأنا الآن في احسن صحة وأتم عافية .أشراف بيحان أنزلوا معهم احجار حميرية واصنام تحتها كتابات عجيبة لم رأيت احسن منها في عمري ، أحجار حميرية صحيحة غير مزورة ، وأنا الآن قد صرت اعرف الاحجار المزورة والتي غير مزورة من منذ اشتريت تلك الثلاث الاحجار التي ارسلت لكم بمطبوعاتها في التنكة ، والبدوي الذي غشني هو مرزق الذي سلطه عليّ ولما وجدت الخبر حقيق اشتكيت بمرزق عند مستر بري لانه وظفه في الضالع عند احد السراكيل يترجم لهم باللغة الهندية التي لم يعرف حتى النصف منها ، ولاشك ان الآن مستر بري سيطرده لسبب انه عاهده ان لا يعود بخينه في شيء ،ولما رأى انه خانني خاف منه ان يخبر السراكيل الذي هو مستخدم معهم ، واللَّه يعوض علي فيما خسرته .اما الاحجار المذكورة التي انزلوها الاشراف المذكورين ارادوا أن يهدوا بعضاً منها للوالي ، ولما وجدوا من واحد تاجر هنا قيمة التي افرحتهم باعوها عليه بثمن كبير واشترى ايضاً احجاراً كثيرة من بدو جابوها من مرخة ويعطيهم مئات من الريالات ليجمعوا له الاحجار الحميرية وينزلوها له وقد معه ملأ اربعة صناديق احجار ، وقد كان عازم على ارسالها الى وينه الى البروفسر ، ولكن أنا قلت له ان لايفعل ذلك وانكم ستعطوه ثمن احسن من البروفسر وهو أقل ما يكون طالب فيها ألف روبية وهو رجل غني ولم يزال يجلب من الاحجار فوق ما قد هو حاصل معه الى حال التاريخ ، فوالله العظيم يا سعادة الكنت وشرف ابائي واجدادي اني لا اقول الا الصدق واني رأيت ان هذه الاحجار تساوي ثلاثة آلاف ريال وستشكروني الى غاية عندماتصلكم هذه الاحجار التي بها كتابات كثيرة واصنام عجيبة وهي أكثر من خمسين حجرة واغلبها كبار وبعض منها لا يقدر الانسان على حملها ، فان اردتم هذه الاحجازر وسمعتم نصحي لكم فبادروا بارسال ألف روبية وهو الثمن الذي يطلبه هذا الانسان ويضاف الى تلك الخميسن الحجرة بعض احجار قليل مكسرة من الاطراف ، وارسلوا لنا مائة روبية لأجل نشتري منها صناديق من الخشب القوي ونحزم الصناديق بصفائح حديد التي لا يتحرك منها الخشب ونأجر منها نجارين وحمالين وكرا جواري وغير ذلك . ومازاد يكون خدمة لنا، الحذر الكم تبطلوا ان اردتم ذلك وعرفوا لنا كيف نكتب العنوان على الصناديق وسنرسلهم من طريق وكيل وابورات الجرمن وان تجعلوا له كتاب ان يستلم منا هذه الاشياء فهو اجسن.انا ليس كمرزق الخاين ابن الخاين الشاحت ابن الشاحت، وان لم اكن وافي بكلامي فانا ليس من بني الهتار، بل اكون قليل اصل، وقليل امانة.مستر بري سافر الى دثينة في الشهر الاول هو وتسعة من المياسر منهم صالح سريب وهو اخو فضل وعمه صالح امبدر والخضر بن حسين فلما وصلوا الى قبيلة تسمى اهل حاتم منعوهم من الدخول في ارضهم فلم يمتنعوا فتقاتلوا وصار النصر مع المياسر اما صالح سريب فقتل واحدا وتمم واحد كان جرحه مستر بري بالبندق وهذا الي جرحه مستر بري بالنبدق هو ايضا طعن مستر بري بالرمح في اعلى فخذه حتى دخل الحديد في فخذ مستر بري ستة انش (قيراط) وجابوه في ساعية الى شقرة واخذوه في الاسبتال، فقال له الحكيم، انه كان باقي ربع انش لو وصلت اليه الحربة كان قطعت عرق الدم، وكنت مت حالا، والآن مستر بري قد تعافى. اما صالح سريب فطعنوه في يده وتعافى، والخضر بن حسين وصالح امبدر قتلوا واحد والخضر بن حسين طعنوه في رأسه وتعافى وهم الآن الجميع في عدن منتظرين الانعام من الوالي لانهم ساروا في خدمته.اما الحاج احمد المعقول فهو وابنه مسجونين تحت ايادي الترك صارت عليهم فتنة انهم يجمعوا لكم الانتيكات لان ولد الحاج احمد كان واصل الى عندي في عدن ومعه صندوقين احجار ومطبوعات، وقد فتنوا عليه احد التجار هنا اهل صنعاء انه يجمع لكم انتيكات فسجنوه في الطريق تحت حراسة طابور عسكر وهجموا في صنعاء على بيت الحاج احمد ووجدوا فيه خطوط الدكتر جلاسر وكتبكم وسجنوه واخذوا ما معاه من الاشياء.بلغوا مني السلام على فضل سريب واخبروه ان اخوه يبلغه السلام وانه بخير وعافية. صالح الحداد يبلغكم السلام، ارسلوا لنا اوراق للطبع لنعطي منها الحداد يطبع لكم. ونرجو ان الكونتس باحسن صحة ولكم مني الف سلام.* حسن احمد بن علي الهتاري[c1]نص الوثيقة رقم (89)حرر في 28 ديسمبر 1910م من بندر عدن[/c]حضرة جناب سعادة المفخم الكونت لمبرك دام وجوده آمين.نعلم سعادتكم انه 29 في سبتمبر سنة 1910م انه وقع في بلدنا سوق والتفت من جميع الناس اجا واحد علوي من بني علي الذي هم في احور وهو متبدوي مع المراقشة والفخيضة يقولوا لهم اهل بلعيد وسار وقتل واحد اليدي في السوق والوليدي هذا قد قتل اخوه العلوي هذا، وعاقل المراقشة في هذا السوق ولمن قتل الاليدي فرت جميع البياعين المشترين وهذا قاع لافي بيت ولافي شيء وكل فخيضة حازت نفسها وجميعها هي منعلة كذلك تلاحقوا وقتلوا عاقل امراقشة واسمه صالح ابن احمد بن عاطف، وقتلوا معه عيال عمه اربعة يقولوا لهم اهل مذهبة وانقطعت الطريق على اهل حسنة واهل مياسر وعلى جميع من قال اني منعلة وانها نزلت المياسر الى عند المرقشي والدولة اهل فضل وقالوا نحنا ماحولنا شيء من القتال ان كان انت بالمرقشي متشبع تشتي تقتل غير الطريق ونحنا بعد هذا شدينا نحنا وهم، كذلك اهل فرج واهل صالح تقاتلون بسبب حصن قتلوا من اهل صالح سبعة ومن اهل فرج خمسة، والشيخ خضر بن حسين الذي تعرفه، وكان معنا نحنا. وعبدالله المنصور، قتل في هذاك اليوم. وانه اسسوا صلح ابي هلال جنواري سنة 1911م ، واستوى مرض في بلادنا وموت وكثر الموت في العيال الزغار واما الكبار شيء خفيف، ومن شأن مرزق خرجوه من الشغل. قده في مقدشة وعبدالله المنصور اجا الى عدن وسار الى بر العرب ابي عرفة وردوه، وانا ياكونت حصلت خبر من مدة سنتين.حصلت خبر ان تخبر فلامن مات والذي اخبرونا خواجات حصلتهم في بيت قهوجي في التواهي وانا سرت مريض سنتين مرض استوى بي خلف وكثر التعب زيادة.الوالدة امي مكانها مريض لاانها حي ترجى ولاميت تدفن، واخبرك بعمي صالح البدر انه معاد يبصر شيء من نظره هذا.والسلام من فضل السريب الميسري وسلام على الست مائتين الف سلام وسلام على البنت توني وسلام لاخوك والست ابتاعته وعياله وعلى من سأل عني ومن حضر مقامكم العزيز. وخص نفسك مني بالف الف الف سلام وانا مبسوط بل الا من تعب الوالدة حقي تعبان، وانا جالس في بيت سعيد هيثم اذا اجبتم لخدامكم، الجواب باحوالكم يكون عنوان الخط هكذا والا الى بيت الخواجه مريس لاجل نصير مبسوطين على صحتكم.والف سلام من اخي صالح بالف سلام كذلك ان سار قتل ما بين اهل فضل ويافع وبلاد العرب كلها متخربطة هذا ودمتم. * فضل سريب الميسري[c1]نص الوثيقة رقم (86) من عدن في 20-12-1900م الموافق 28 شعبان 1318هـ[/c]حضرة الجناب حميد الشيم سعادة الكنت لندبرج دام بقاءهبعد مزيد السلام ورحمة الله وبركاتهنبدي اولا دوام السؤال عنكم، نرجو الله عافيتكم وثانيا كتابكم العزيز وصل وتلونا مسرورين وكمال ماذكرتم الى آخر سار معلوم، وقد طالت علينا المدة وانتو توعدنا، ولكما سار وع مايصبح منه شيء وهذا ماهو شرع المودة بيننا وبينكم بل بيننا وبينكم شرع الوفاء، اما وانت جعلت الك وكيل من طرفك في عدن او ترل به من طرفكم ينتظر لكم في ذلك ولا وصلت انت بنفسك ولاحوللت لنا بـ 600 ريال نجري دين اهل عدن واهل البر و100 روبية اطرحها لبيتي وبااتوجه الى طرفكم انا وفضل البدوي. والخواجة سي زار تيان يسلم الفلوس ويطلعنا نحن والعفش وهذا أحسن من كل شيء وحضرتك تلقينا إلى مصر، والذي معنا لك فوالله ما بعد جابه لا فرنجي ولا عربي وخلي الخواجة سي زارتيان ينظره قبل أن يسلم الفلوس، وأما المطبوع فهو من هجر كحلان حد الأشراف وفي خدرة وفي خلبس من حريب ومن شبوة كذلك ثلاث حجارة واحدة حجرة فيها ست مصورات وسطر واحد مكتوب واثنين حجر طول فيها من عشرين سطر.والله ثم والله يا كنت ان الثلاث الحجر بيسو خمسة ألف ،إنما "المقتول ما عد يسمع فرخت البندق" وأما حسن بن القاضي قد شاف الحجار كلها وباقي الحجار الثانية من بيحان ومن مأرب، ولو أنت تبي نصيحتي ورأيي أني ولدك. فهو احسن أن نطلع إلى عندك حيث ان عبدالله منصور مشك علي أنا. وأنت الذي خربطنا أموره في بلاد العوالق وكلما زقرو واحد بدوي مرادهم يشهد لهم علينا ما حصلوا علينا طريق وأضح الى الآن، وعبدالله منصور من يوم ما رجع من لبر مريض في الاسبتال وكثر العدوة علينا يوم أنا كلما خرجت جيت لا أشيء الذي أسير لها وأما المذكور يرجع معكوس وصاحبه المذحجي قد رضي فيه بالنهب وقع له قصم من الغنيمة 400 ريال ونحنا اجتهدنا في شغلك ولا حصلنا جمالة معك وحق الناس تدينه الى جنوبنا ولا حصلنا جزاء ولا مكافأة، وأنا آقولك والله ثم والله ما أقدر أجد عليك زيادة على شهر رمضان ومن بعد رمضان حكمي بني باع البصل بما حصل وأخارج الناس وما زاد باعيد به العيد الزغير وبعد باأسافر لا سامان السيد الذي في بيحان واشتريه منه، وقد معي المشتري طيار في عدن، والله ثم والله ان المشترين كل يوم يترددون علينا ولا رضينا نقرب لهم، مرادنا نوفي بالعهد بالعهد معك ولو كان انا با أخينك ولا با أغشك كنت باخينك بـ 800 ريال ولا بـ 600 روبية وانما أمشي معك طيب.وهذا رمضان وصل ولا قلت با تحولنا 100 روبية ولا خمسين من شأن رمضان وأنت عارف رمضان عندنا مشرف وانما ذلحين الخواجة سي زارتيان يكون شهادة بيننا وبينك، وان كان مرادك انه يشوف الحجار. أكتب له وخليه يجيء الى البيت حتى يشوف الحجار وبعد المذكور يخبرك وحسن قاضي قد شافهم، واما الحجار حد بيحان نظرها يكفي عن سؤالها، وحجارة شبوة فوالله يا كنت لا بعد أحد قد جابهم لا عربي ولا فرنجي ولا أنت قد شفتهم في كل حجر عشرين سطراً وحجرة واحدة فيها ستة مصورين والله أعلم نصيب من يكونوا، وانما أنت سيبتنا وضعيتنا وخلت لا أحد يضحكوا علينا صالح المذحجي وقومه دائماً عدنا، بوفي بشرعي معك الشهر هذا وغير هذا الكتاب معد أعرفك ولا عد نبيه كثير الكلام، حكمه قد نوفي لك وعد ونحنا كلمنا نفوسنا لراعي البواسطة كل يوم نوري عنده كتاب ولايكون جوابكم إلى بما عرفناكم عليه وإلا ملاقاة بنا مصر واللّه يطول بكرمك صحيح.* أحمد علي مزرق[c1]نص الوثيقة رقم 69 أكتوبر 1900م إلى عدن الكونت لندبرج حماه اللّه آمين.الحمد للّه وحده.[/c]إلى جانب الصاحب الوافي الكنت لندبرج حماه اللّه آمين.الذي نعرفك به أنا بينا نحنا ومرزق وصحبة وخرج عندنا أول مرة وثاني مرة واعطيناه حجار من حجر هجر ابن حميد الذي في الحنو حنو السادة والحجار قدها وقدرك باتراها مليحة.. وخذنا لايوم وسرحنا الهجر وخرجنا حجار لباني لبناء بها حصن وأنا لقينا إيش أو أدام مصورين وكما الثور مصور نحاس وظبيه وحجار فيها كتاب وفيها صور وأنالك هن صنعاء وخذ منا مرزق عهد أنكم لاتبيعوا لما اتنفق أنا والكونت ويصلكم خطي وأرسلنا معه هذا الخط لكم وإلا أنت تبنا لصل إلى عدن أرسل لا خط وبانصل وبالتخابر عليها ولا باترسل لها حد يوم قد خذ منا عهدكم عهد اللّه فضل ومرزق صاحب ولانسخى به هذا مالزم والسلام.* طالب الدعاء السيد حسين بن عبداللّهمولى الحنو وهجر ابن حميدتاريخ 15 جماد آخر 1318هــــــــــــ[c1]* للتوسع في هذا الموضوع راجع كتاب: تغريب التراث العربي بين الدبلوماسية والتجارة.الدكتور/ محمد عيسى صالحة - الطبعة الثانية 1985م دار الحداثة- بيروت. [/c]