شخصيات خالدة
[c1]مخرج ينشر الاثارة [/c]ألفريد هيتشكوك مخرج عبقري استطاع أن ينقل السينما إلى عصر جديد من الإثارة والتشويق بل إلى حالة جديدة من الرعب إذا أردنا الدقة في التعبير، فعندما تجلس لتشاهد فيلماً لهيتشكوك يجب عليك أن تكون متأهباً للمشاهد المفاجأة المتلاحقة التي لن تستطيع التحول عنها حتى ينتهي الفيلم، وعند انتهاء الفيلم عند هذه اللحظة فقط يمكنك أن تلتقط أنفاسك مرة أخرى.قدم هيتشكوك للسينما العديد من الأعمال الفنية التي تعد علامة بارزة في تاريخ السينما العالمية فأي فيلم قام بإخراجه وأنت تشاهده ولا تعلم مخرجه سوف تجد فيه البصمة الخاصة بهتشكوك، فأصبحت طريقته في الإخراج حالة فنية خاصة ومدرسة يتعلم منها العديد من المخرجين حتى وقتنا هذا.ولد هيتشكوك في لندن في 13 أغسطس عام 1899م، قام بدراسة الهندسة لعدد من السنوات ولكنه لم يستمر نظراً لانطلاقه المبكر إلى العمل من أجل تلبية احتياجات عائلته، حيث التحق بالعمل في وكالة للدعاية والإعلان، ثم جذبه مجال السينما فدخل إليه في بادئ الأمر كمصمم للوحات الحوار التي تعرض على الشاشات الجانبية لتخفيف حدة الصمت في عصر السينما الصامتة في العشرينات، ثم أخذ يتنقل بين الاستديوهات المختلفة محاولاً اكتساب العديد من الخبرات وهذا ما حدث بالفعل، فعمل في تصميم الدعاية والديكورات، ثم كمساعد في كل من كتابة السيناريو والإخراج. بدأ هيتشكوك مرحلة الإخراج السينمائي عندما قدم فيلمه الأول كمخرج وهو في الخامسة والعشرين من عمره وكان هذا الفيلم بعنوان « حديقة السرور» ، ثم توالت أعماله الفنية بعد ذلك في الفترة مابين عام 1925م - 1930م، وجمعت أفلامه بين العديد من الموضوعات وشملت أيضاً أفلام الإثارة والتشويق.في بداية الثلاثينات بدأت شهرة ألفريد هيتشكوك كمخرج سينمائي متألق لأفلام الإثارة والتشويق تأخذ طريقها للانطلاق حيث قدم للسينما العديد من الأفلام القوية في هذه الفترة نذكر منها «الرجل الذي عرف أكثر من اللازم» ، «الدرجات التسع والثلاثون»، «العميل السري»، «تخريب»، «شباب أبرياء» ، « اختفاء سيدة «.ازداد تألق هيتشكوك كمخرج متميز قادر على تقديم أفلام مميزة استطاعت جذب الجمهور إلى شباك التذاكر، قرر هيتشكوك بعد ذلك الانتقال إلى هوليود عاصمة السينما العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1940م، حيث افتتح عمله هنالك بفيلم «ربيكا» والذي كان البداية لمرحلة جديدة من الازدهار والتألق بالنسبة له وأصبحت أفلامه تحظى بشهرة عالمية وتجتذب العديد من جماهير السينما على مستوى العالم ككل.قدم هيتشكوك للسينما العالمية رصيداً ضخماً من الأفلام نذكر منها «ظل الشك» ، «المأخوذ»، « المقيدون»، « تحت مدار الجدي»، « مجهول قطار الشمال» ، « النافذة الخلفية» ، « من قتل هاري»، .تمكن هيتشكوك من التميز في مجال الإخراج الأمر الذي لم يستطع أي مخرج أن ينافسه فيه فكان يختار دوماً القصص التي يقوم بإخراجها بعناية فائقة والتي نجد أن المجرم فيها يظهر في نهاية الفيلم كأبعد شخص ممكن أن يرتكب الجريمة فيتحول الفتى الطيب إلى قاتل يقتل ضحيته بمنتهى الشراسة، وغيرها من المفاجآت التي كان يعدها هيتشكوك للمشاهد، وهكذا يأخذنا في أفلامه في العديد من التحولات المفاجئة للشخصيات فكان دائماً يستخدم عامل الإبهار والمفاجأة وعدم التوقع ليجعل المشاهد في حالة مستمرة من الترقب والإثارة . كان لهيتشكوك في أفلامه لمسات فنية خاصة به لا يستطيع أي مخرج آخر أن ينافسه فيها وذلك في جميع المجالات الخاصة بصناعة الفيلم ككل وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي كان هيتشكوك يهتم بها، حتى يصبح هو المسيطر الرئيسي على المشاهد فيأخذه من حالة السكون إلى حالة من الإثارة والتشويق ثم الرعب وعدم التوقع والعديد من الأحاسيس التي تتسارع وتتلاحق لدى المشاهد لأفلام هيتشكوك.توفى هيتشكوك في 20 إبريل 1980م في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاماً.قام السينمائي الفرنسي المشهور فرانسوا تروفو بوصفه كواحد من أهم الكتاب العالميين وذلك على الرغم من أن هيتشكوك لم يكتب سيناريو أو رواية كاملة بمفرده.