كانت عدن وستظل دائماً عين اليمن الأم تحرسها بكل جوارحها وحدقة عينها، وبوابتها الرئيسية تمد إليها خيراتها وتنشرها إلى كل أرجاء المعمورة اليمنية، فخير عدن هو خير لكل أبناء اليمن، ولهذا ظلت عدن مطمح المستثمرين المحليين والخليجيين والرساميل العرب والأجانب نتيجة لما تمتاز به محافظة عدن من مزايا كثيرة ومتعددة، لعل أهمها موقعها الجغرافي البحري وأهميته الإستراتيجية الذي جعل ميناءها البحري ومطارها الجوي الدولي في موقعين آمنين ومحصنين بفضل تضاريسها الجغرافية الطبيعية، وبذلك اكتسبت عدن شهرة عالمية في تأمين الملاحة الإقليمية والتجارة الدولية وفي نشاطها الاقتصادي وتعاملها الإنساني في التبادل التجاري مع الدول المجاورة والعالم عبر البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي، وفي مراحل التاريخ القديم والحديث. ويأتي انعقاد مؤتمر عدن الاستثماري يوم أمس بادرة خير وانفراج - بإذن الله تعالى - لأزمة البطالة المتفاقمة بين خريجي الجامعات والمعاهد المهنية اليمنية الذين يواجهون مشكلة البحث عن فرص عمل يقتاتون منها، تقيهم من مفسدة الفراغ والتعرض للضياع والتسكع والانحراف عن طريق الخير والاستقامة. ولاشك في أن القيادة السياسية لليمن وعلى رأسها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قد أولت أهمية كبيرة واهتماماً ملحوظاً في تنظيم سبل انعقاد المؤتمر الاستثماري المكرس لمحافظة عدن حصرياً، وضمان توافر نجاح أعماله ، تأكيداً لصحة إستراتيجيتها التنموية والاستثمارية على طريق المستقبل والازدهار لخير اليمن عامة ومحافظة عدن خاصة، وما تتمتع به من فرص استثمارية جذابة ومغرية، وأمن واستقرار لا يرقى إليه أدنى شك .إن محافظة عدن وقيادتها وأهلها الطيبين يرحبون بإخوتنا المستثمرين جميعهم ترحيبا حارا وصادقاً، وأهمية مشاركتهم الجادة في إنجاح ثمار هذا المؤتمر الاستثماري ومخرجاته العملية. ختاماً نقول، إن عدن - يا إخوتي - أشبه بجوهرة ثمينة لا يعرف قدرها إلا من عرف تاريخها، وأهمية موقعها الجغرافي البحري الاستراتيجي ، وشهرتها العالمية في مجال الملاحة البحرية والجوية، والتجارة الدولية ، وما تمتاز به من تنمية حضرية، وتنوع ثقافي ، وإمكانيات وقدرات مرموقة، وفرص استثمارية جذابة لا حدود لها ، ولهذا فإننا نتطلع بكل تفاؤل إلى نجاح أعمال المؤتمر الاستثماري. وما يمكن أن يتمخض عنه من قرارات وتوصيات تجد طريقها سريعاً إلى التنفيذ العملي والمساهمات السخية، لتخفيف الألم وترجيح الأمل.
