قال إن جماعة اليماني هي فئة ضالة ومضلة لديها عقائد متطرفة
مستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقي أمس السبت ان جماعات لها علاقة بقوى خارجية تقف وراء ما حدث في مدينتي البصرة والناصرية الجنوبيتين من أعمال عنف أمس الأول الجمعة. ووصف الربيعي في مؤتمر صحفي في بغداد الجماعات المسلحة التي اشتبكت مع القوات الأمنية العراقية في الناصرية والبصرة الجنوبيتين بأنها «فئة ضالة ومضلة لديها عقائد متطرفة ليس لها علاقة بالإسلام بأي شكل من الأشكال.» وأضاف ان هذه الجماعات «بالتأكيد مدفوع لها ومدفوعة من قوى خارجية.» وكانت مدينتا البصرة والناصرية شهدتا أمس الأول مواجهات مسلحة دامية بين جماعة شيعية قالت السلطات أنها تسمى (جند السماء) وبين القوات الأمنية الحكومية استمرت حتى وقت مبكر من صباح أمس السبت. وقالت مصادر مطلعة في مدينة البصرة ان الجماعة ليس لها علاقة بجماعة جند السماء وإنها جماعة شيعية أخرى تطلق على نفسها أنصار المهدي ويرأسها شخص يسمى احمد بن الحسن ويطلق على نفسه لقب اليماني. وتقول مصادر وروايات عند الشيعة ان اليماني هو الشخص الذي يمهد لظهور الأمام المهدي وهو الأمام الثاني عشر عند الشيعة. وقال قائد شرطة البصرة أمس السبت ان حصيلة خسائر المواجهات أمس الأول في البصرة «بلغت خمسة وثلاثين قتيلا من المسلحين وإصابة أربعين آخرين واعتقال اثنين وسبعين منهم.»، وأضاف «خسائر القوات الأمنية هي مقتل خمسة من أفراد الشرطة.. واثنين من أفراد الجيش.» وقال مدير إعلام محافظة الناصرية ان المواجهات في المدينة أمس الأول «أسفرت عن مقتل 15 من المسلحين واعتقال تسعة وعشرين.» وأضاف ان خسائر القوات الأمنية «كانت عشرة من بينهم ثلاثة ضباط كبار احدهم أمر فوج الطوارئ في المحافظة (الناصرية).» ورفض الربيعي تحديد هوية أو اسم الجهات التي تسببت بالإحداث المسلحة وقال «لا ينبغي شخصنة الموضوع.»، وأضاف «الآن نحن في طور البحث عن مصادر تمويل هذه الجماعات.. تمويلها المالي والفكري.. ونحن ننتظر التحقيقات وماذا سيظهر.» وكشف احد القادة العسكريين الذي حضر اجتماعا مع الربيعي سبق عقد المؤتمر الصحفي ان المجموعة المسلحة «تمكنت من احتلال منشاة النفط بالجنوب قبل ان تقوم قوات الشرطة بعملية تطهير للمنشأة.» وتعتبر شركة نفط الجنوب في البصرة إحدى اكبر واهم منشات إنتاج النفط في العراق. وقال القائد العسكري ان احد قيادات المجموعة الذي اعتقلته قوات الشرطة في البصرة أمس الأول اعترف على مجموعة أخرى في منطقة الحلة «كانت تنوي التحرك وتنفيذ عمليات مشابهة لتلك التي جرت في البصرة والناصرية.» وأضاف ان قوات الشرطة «قامت بعملية استباقية واعتقلت ستة وعشرين منهم.» وتأتي هذه المواجهات المسلحة في ذكرى إحياء مقتل الإمام الحسين في يوم عاشوراء. وقالت السلطات ان هذه العمليات «كانت تستهدف تعكير الأمن في هذه المحافظات وعرقلة المراسيم الدينية التي شهدتها هذه المحافظات لإحياء ذكرى العاشر من المحرم.» في غضون ذلك فرضت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة على مدينة كربلاء أمس السبت حيث يحيي 2.5 مليون شيعي ذكرى مقتل الإمام الحسين حفيد النبي محمد(ص) بعد يوم من هجوم شنه مسلحون على زوار ورجال الشرطة في مدينتين جنوبيتين أخريين. وقال ضابط كبير بالشرطة العراقية إن سبعة عراقيين عائدين من مراسم إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين قتلوا في هجوم صاروخي في شمال غرب العراق أمس السبت.، وأضاف أن ثمانية أشخاص أصيبوا عندما سقط صاروخ من طراز كاتيوشا على مجموعة من الناس أثناء عودتهم من تلعفر الواقعة على بعد 420 كيلومترا شمال غربي بغداد. وقالت الشرطة في مدينة كركوك الشمالية إن قنبلة مخبأة في سلة مهملات تسببت في مقتل اثنين من الشيعة كانا متجهين إلى مسجد محلي لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين في يوم عاشوراء. وفي كربلاء امتلأت الشوارع والأزقة في المدينة المقدسة لدى الشيعة بالزوار لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين قبل 13 قرنا. وارتدى مئات الرجال ملابس بيضاء اللون وساروا في الشوارع وهم يضربون رؤوسهم بالسيوف تعبيرا عن حزنهم لمقتل الإمام الحسين. وسالت الدماء على ملابسهم في حين ضرب آخرون صدورهم على أصوات قرع الطبول. وسار مسعفون يحملون إسعافات أولية وسط الحشود لعلاج الإصابات في الرأس. وتأهبت عشرات من سيارات الإسعاف. وقال مسئولون إن 25 ألفا بين رجال شرطة وجنود عراقيين نشروا في شتى أنحاء كربلاء الواقعة على بعد 110 كيلومترات جنوبي بغداد.