عمر عبدربه السبعنشرت صحيفة «السياسة» الصادرة عن وكالة أنباء سبأ اليمنية في عددها المؤرخ في 15 مايو 2008م عن حفر أكثر من سبعين ألف بئر لاستخراج المياه عشوائياً، واستنزاف المياه الجوفية للأجيال اللاحقة، بحيث تعاني من جفاف كلي للمياه.وتشير التقارير الرسمية، دون وجل، عن الوضع المتأزم للمياه في الجمهورية اليمنية، وإلى أن الأمطار هي المصدر الرئيسي والوحيد لتغذية المياه الجوفية، رغم تذبذب تساقطها وتحديد منسوبها ما بين 50-800 مليمتر في السنة بحسب تضاريس المنطقة المتفاوتة بين الساحلية والمرتفعات الجبلية، وإن الفجوة المائية بين التغذية والاستنزاف تصل إلى حدود تسعمئة مليون متر مكعب ..وهذا يؤدي إلى نقص حاد ومستمر في انخفاض مناسيب المياه الجوفية، مع وضع بعين الاعتبار احتمال تلوث بعض الأحواض الجوفية أو نضوبها على المدى القريب. وقد أشار تصريح أحد خبراء اليونسكو في أبريل 2005م أن ما نسبة 95% من كمية المياه المخزونة في باطن الأراضي اليمنية يتم استخدامها للزراعة، وأن ما يتم استهلاكها أكثر بكثير من مصادر تدفقها، وإن هناك هدر غير منظم وسيؤدي في النهاية إلى نضوب المياه الجوفية ووضع اليمن في مأزق حرج، ونصح الخبير فيما نصح إلى إدخال تقنيات جديدة منظمة لترشيد استخدام المياه في الزراعة وإتباع طرق أساليب الري الحديثة كالتقطير...ولا ريب أن الحكومة تبذل جهوداً لا يستهان بها لحل أزمة المياه في اليمن، رغم التكاليف الباهظة المطلوبة لحل هذه المعضلة .. وهي لا تألوا جهداً في طلب القروض الميسرة ومطالبة الجهات المانحة للمساعدة .. كما وجهت الحكومة اليمنية مؤخراً نداءها ودعوتها للقطاع الاستثماري المحلي والخارجي إلى الاستثمار في مجال المياه وقد تقدمت بالفعل بعض الشركات في إعداد دراسات لتحلية مياه البحر وإنتاج الطاقة.وفي ذات الوقت فإن مؤتمر فرص الاستثمار الذي شهدته صنعاء خلال الفترة 22-23 أبريل 2007م عرض إنشاء محطة تحلية المياه في عدن الصغرى للمستثمرين، بيد أن المستثمرين لم يستثمروا بعد المشاريع البيئية الكبيرة ... وعلى الحكومة اليمنية ضرورة وضع إستراتيجية للمياه تتبناها وزارة المياه والبيئة، تستوعب فيها النسبة المرتفعة للزيادة السكانية وحاجة المشاريع الاستثمارية ... أما بخصوص البحث والاستفادة من مياه وضوء المساجد، ومعالجتها واستخدامها لري بعض الأراضي الزراعية، والاستفادة من مياه الصرف الصحي لمشروع الحزام الأخضر في الطرقات، ورفع الوعي البيئي للمواطن اليمني لاستيعاب قضية المياه .. كل هذا ليس كافياً ولم تكن يوماً أحد الحلول المضمونة والعقلانية لحل أزمة المياه .. فاستثمار المياه مطلوب والمستثمرون هم بغيتنا لحل أزمة المياه في اليمن.
|
ابوواب
المستثمرون وأزمة المياه في اليمن
أخبار متعلقة