إسرائيل تقرر قطع إمدادات الوقود عن قطاع غزة مجدداً
الجدار الحاجز بين غزة فلسطين ورفح مصر
رفح (غزة)/14 أكتوبر/ نضال المغربي: تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مصر من قطاع غزة أمس الأربعاء عبر حاجز حدودي فجره مقاومون لشراء أغذية ووقود يعانون من نقص فيهما نتيجة الإغلاق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وقالت مالكة متجر مصري اكتفت بذكر اسمها الأول فقط وهو حميدة وهي تنظر للأرفف التي أصبحت خالية نتيجة شراء سكان غزة للسلع مستخدمين الجنيه المصري والشيقل الإسرائيلي «هؤلاء الناس متعطشون للحرية والطعام ولكل شيء.» وقال سكان رفح إن مقاومين فلسطينيين قاموا بسلسلة تفجيرات أثناء الليل دمرت نحو 200 متر من الحاجز الحدودي المعدني وارتفاعه ستة أمتار بين قطاع غزة ومصر الذي أقامته إسرائيل عام 2004 قبل عام من سحب قواتها ومستوطنيها من غزة. وسقوط حاجز رفح يمثل ثغرة جديدة في الجهود الإسرائيلية لمواصلة الضغط على القطاع في مواجهة انتقادات دولية بسبب نقص السلع والوقود في غزة التي يصفها الفلسطينيون بالسجن الكبير. ومعبر رفح الحدودي الذي كان ذات يوم طريقا رئيسيا للعالم الخارجي بالنسبة لسكان غزة مغلق معظم الوقت منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المعارضة لجهود السلام التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع إسرائيل على قطاع غزة في يونيو. وقال شهود عيان إن أفراد شرطة مكافحة الشغب المصرية الذين أرسلوا لتعزيز الأمن عند الحدود وقفوا جانبا وسمحوا للفلسطينيين بالمرور وبذلك بعد يوم من إعادتهم سكان غزة الذين اقتحموا معبر رفح. وفي القاهرة قال الرئيس المصري حسني مبارك إنه أعطى أوامره لقوات الأمن المصرية بالسماح بدخول الفلسطينيين من قطاع غزة.، وتابع «قلت لهم اتركوهم يدخلون ليأكلوا ويشتروا الأغذية ثم يعودون طالما أنهم لا يحملون أسلحة.» وشددت إسرائيل التي تقول إنها تأمل أن تكبح الهجمات الصاروخية للمقاومين إغلاقها لحدود غزة الأسبوع الماضي وقطعت شحنات الوقود إلى محطة الكهرباء الرئيسية في القطاع ومحطات البنزين وأوقفت شحنات المساعدات بما في ذلك الأغذية والإمدادات الإنسانية الأخرى.
تدفق الفلسطينيين الى رفح مصر عبر الحاجز الحدودي
وقال محمد سعيد الذي كان يجر عربة صغيرة باليد «اشتريت كل شيء أحتاجه للمنزل يكفيني لشهور. اشتريت طعاما وسجائر وحتى جالونين من وقود الديزل لسيارتي.»، وأضافت أم رائد وهي ربة منزل تبلغ من العمر 42 عاما عبرت الحدود مع اثنين من أبنائها «المخابز لا تعمل وهناك صعوبات في الحصول على احتياجاتنا... حضرت لكي أشتري لبن أطفال ودواء لداء السكري.» وفي كلمة أذيعت تلفزيونيا في مدينة غزة قال إسماعيل هنية أحد قادة حماس إن حماس مستعدة لإجراء حوار مع حركة فتح التي يتزعمها عباس ومصر بشأن خطوات إعادة فتح المعابر الحدودية والمشاركة في إدارتها. وقال هنية «نحن لا نريد أن نستحوذ أو نسيطر على مقاليد الأمور نحن جزء من هذا الشعب.» وكان سلام فياض رئيس الوزراء في حكومة عباس بالضفة الغربية اقترح أن تدير السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية المعابر الحدودية وهو عرض ترفضه إسرائيل حتى الآن. وقال آري ميكيل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أول تصريحات لمبارك بخصوص الوضع «نتوقع أن يحل المصريون هذه المشكلة.» وكانت انتقادات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لفشل مصر في كبح تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر أنفاق تحت الأرض في رفح أثارت ردا غاضبا من مصر إحدى المساندين الرئيسيين لمحادثات السلام التي تحث الولايات المتحدة إسرائيل والفلسطينيين على إجرائها. واستأنفت إسرائيل إمدادات الوقود لغزة أمس الثلاثاء لتعود الكهرباء لأجزاء كبيرة من القطاع الذي غرق في الظلام نتيحه الإغلاق. ووصف الاتحاد الأوروبي والوكالات الدولية الإغلاق الإسرائيلي بالعقاب الجماعي لسكان غزة البالغ تعدادهم 1.5 مليون نسمة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قال إن إٍسرائيل ليس لديها نية للتسبب في أزمة إنسانية في قطاع غزة ولكنها ستحرم الفلسطينيين في القطاع من «السلع الكمالية» ما دام إطلاق الصواريخ مستمرا. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 250 صاروخا وقذيفة مورتر أطلقت على إسرائيل منذ الأسبوع الماضي وسط تصاعد لأعمال العنف قتلت خلاله القوات الإسرائيلية أكثر من 30 فلسطينيا. إلى ذلك قررت الحكومة الإسرائيلية قطع إمدادات الوقود عن قطاع غزة مجدداً، بعدما دخل عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس مدينة رفح المصرية، إثر قيام مسلحين فلسطينيين بتدمير أجزاء من السياج والجدار الأسمنتي الفاصل.، فيما أكد رئيس جمعية أصحاب الوقود أمس الأربعاء ان السلطات الإسرائيلية أوقفت إمداد القطاع بالوقود «كرد فعل على هدم الحاجز بين قطاع غزة ومصر».