تزايد عدد القتلى بالشاحنات المفخخة
بغداد / عواصم / وكالات :قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر إن "انتصار القوات الأميركية بالعراق مستحيل" على الأقل في الأمد القريب، مشيرا إلى أن "الصراع في العراق مرشح للاستمرار سنوات طويلة".وأكد كيسنجر من طوكيو حيث يحضر حفلا لتكريمه بجامعة واسيدا اليابانية- أنه يتفهم الصعوبات التي تواجه الرئيس جورج بوش بالعراق لأنه هو نفسه رأى وضعية مماثلة في فيتنام، لكنه أردف أن الحرب بالعراق أكثر تعقيدا من تلك التي واجهتها بلاده بفيتنام، وأوضح الوزير الأميركي الأسبق أن "النصر العسكري بمعنى (السيطرة التامة) على التراب العراقي وإخضاع كل السكان العراقيين شيء مستحيل"، وأضاف أن طبيعة "التمرد" في العراق والانقسام الطائفي بين الشيعة والسنة، يجعل "مفاوضات السلام" صعبة، وذكر كيسنجر أن الحرب في فيتنام كانت "أقل تعقيدا" حيث "كان بإمكاننا التفاوض مع زعماء معروفين ويسيطرون على ساحة حرب محددة ومعروفة"، لكنه استدرك قائلا إن انسحابا مفاجئا من العراق أو "نقصا في التأثير" قد يؤدي إلى الفوضى. وأضاف أن السبيل الأفضل هو "التفاوض مع أطراف الصراع" في العراق بمساعدة دول أخرى.وشجع الوزير الأسبق عقد مؤتمر دولي يجمع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والدول المجاورة للعراق بما فيها إيران، معلنا أنه يعتقد أن هذه هي الطريقة التي يمكن التوصل بها إلى اتفاق لإنهاء الصراع.وقد واجه الرجل -خلال ولايته مع الرئيس ريتشارد نيكسون مستشارا للأمن القومي ثم وزيرا للخارجية- تحديا مماثلا في صياغة سياسة للحرب بفيتنام التي تصاعد الرفض الشعبي الأميركي لها، وأشرف كيسنجر على انسحاب تدريجي لقوات بلاده من فيتنام، وهي السياسة نفسها المتوقعة للانسحاب من العراق حيث تقول القوات الأميركية إنها تقوم بتدريب نظيرتها العراقية لتسلمها ملف السيطرة الأمنية على البلاد.في غضون ذلك قال مسؤول عسكري أمريكي كبير أمس الأحد انه تم بالفعل نشر حوالي نصف ما يقرب من 30 ألف جندي امريكي إضافي تقرر إرسالهم للعراق في محاولة جديدة لإشاعة الاستقرار بالبلاد.وقال الاميرال مارك فوكس في مؤتمر صحفي ببغداد ان العدد المتبقي إما يوجد في الكويت في حالة تأهب للتحرك وإما في طريقه للعراق، وهناك إجمالا نحو 140 ألف جندي أمريكي في العراق الآن، وقال فوكس "نتوقع انتشار العدد المتبقي بحلول أوائل يونيو."وقال فوكس ان نجاح الحملة الأمنية في بغداد والتي يطلق عليها اسم عملية فرض القانون لن يكون ملحوظا خلال أيام أو أسابيع بل خلال شهور. وتأتي تصريحاته بعد أسبوع شهد أعنف أحداث منذ بدء العملية في منتصف فبراير.وقال فوكس "تواصل القاعدة تنفيذ هجمات وحشية لإفساد جهودنا... والتحريض على العنف الطائفي."، وأضاف ان خرقا امنيا خطيرا وقع الأسبوع الماضي في المنطقة الخضراء المحصنة بوسط بغداد والتي تضم مقر الحكومة العراقية والسفارة الأمريكية، وقال انه تم العثور على سترتين ناسفتين من نفس النوع الذي يستخدمه المفجرون الانتحاريون لكنه لم يذكر مكان العثور عليهما على وجه التحديد. ويجري التحقيق في الأمر حاليا. ميدانياً قالت الشرطة إن شاحنتين ملغومتين انفجرتا في قاعدة للجيش العراقي شرقي مدينة الموصل في شمال العراق في هجوم انتحاري أمس الأحد الأمر الذي أدى الى مقتل شخصين وإصابة 17 آخرين.وقالت الشرطة إن القتيلين مدنيان ومعظم الجرحى جنود. وأضافت أن اشتباكات اندلعت في المنطقة الصناعية التي وقع بها الانفجاران.قالت الشرطة نقلا عن تقارير أولية إن شاحنتين ملغومتين انفجرتا في قاعدة للجيش العراقي شرقي مدينة الموصل في شمال العراق في هجوم انتحاري أمس الأحد الأمر الذي أدى الى إصابة 15 شخصا.وقالت الشرطة إن اشتباكات اندلعت في المنطقة الصناعية التي وقع بها الانفجاران.من جانبه قال الجيش الأميركي إنه قتل مسلحا واعتقل أربعة آخرين، خلال عمليات استهدفت جزئيا تنظيم القاعدة في بغداد وقرب الحدود السورية أمس الأحد.وأضاف الجيش في بيان عسكري أن مروحياته تدخلت أيضا مساء السبت لمساندة القوات البرية أثناء عملية دهم استهدفت عناصر مسلحة بمدينة الصدر، وانتهت باعتقال اثنين ممن سماهم "إرهابيين مشتبها بهم".وأوضح البيان أن "قوة من الجيش واجهت وابلا من إطلاق النار لدى اقترابها من المكان، الأمر الذي استدعى تدخل المروحيات".وفي حادث آخر نجا أمس الأحد عمر عبد الستار (أحد نواب الحزب الإسلامي العضو بجبهة التوافق البرلمانية) من انفجار عبوة ناسفة قرب مقر الحزب بمنطقة اليرموك غرب بغداد كما أصيب اثنان من أفراد الحماية بجروح، حسب ما أكدته مصادر أمنية.ومن جهتها أعلنت الشرطة العراقية أن قنبلة مزروعة على الطريق أصابت اثنين شرق المدينة ، كما أفادت أنها عثرت في أجزاء متفرقة من العاصمة أمس الاول على عشر جثث تحمل آثار طلقات نارية.وفي إطار ما سمي "خطة تحديث الجيش العراقي" قال بيان أميركي إن وزارة الدفاع العراقية تسلمت عربات مدرعة جديدة بقيمة 1.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 2.6 مليار خلال العام الحالي، وأوضح البيان أن الجيش العراقي تسلم السبت 40 عربة مدرعة من طراز "باجر" من أصل عقد لشراء 398 عربة من هذا النوع، بالإضافة إلى 88 عربة أخرى خطط لشرائها في القريب العاجل.في سياق أخر أعرب العرب الذين توطنوا في عهد النظام السابق في كركوك قبل عقود عن مخاوفهم أمس الأحد إزاء خطة الحكومة العراقية الرامية الى تشجيعهم على مغادرة المدينة الغنية بالنفط في شمال العراق والعودة الى ديارهم الأصلية.ومن المتوقع أن يسوي العراق الوضع النهائي للمدينة التي يسكنها خليط من الأعراق من خلال استفتاء محلي قبل نهاية العام الجاري. وحذر بعض المسؤولين والمحللين من أن هذه الخطوة قد تسبب اندلاع العنف وإراقة الدماء.ويريد الأكراد دمج كركوك في منطقة كردستان التي يتمتعون فيها الى حد كبير بنوع من الحكم الذاتي. وتقع كردستان الى الشمال مباشرة من كركوك، ووافقت الحكومة الأسبوع الماضي على منح الأسر العربية 20 مليون دينار (15000 دولار) لكل منها وقطعة من الأرض إذا ما عادت طواعية الى بلداتها الأصلية، وخلال عهد صدام حسين طبقت السلطات سياسة "للتعريب" طرد بموجبها كثير من الأكراد من ديارهم الأصلية وحل محلهم عرب غالبيتهم شيعة من الجنوب، وقال شريف نجم وهو مزارع من كركوك يبلغ من العمر 35 عاما إن اعادة توطين العرب في بلداتهم الاصلية سيشيع الاستقرار في المدينة، ومضى قائلا "أنهم سبب المشكلات لأنهم أخذوا أموال الأكراد وأراضيهم".