مع اقتراب العام 2008 من نهايته، اختارت مجلة “تايم” الأميركية ما أطلقت عليه “أفضل اختراعات العام”، وتراوحت بين ظهور خدمات “فحص الحمض النووي” إلى “رداء الإخفاء” مروراً بناطحات السحاب المتحركة. ولعل تأسيس شركة خاصة لإجراء فحوصات الحمض النووي من بين أهم الابتكارات التي ظهرت في العام 2008، إذ كانت تقتصر سابقاً على المختبرات ذات الإمكانات الكبيرة، بل المدعومة من الحكومات على وجه التحديد.وهكذا باتت مشاركة الأسرار الوراثية ومعرفتها من أركان شركة “23 آند مي”، إذ مقابل 399 دولاراً تستطيع أن تعرف 90 خاصية وصفة وراثية، كالصلع والعمى وغيرهما، من عينة من اللعاب. أما مؤسسة الشركة فهي زوجة سيرجي برين، أحد مؤسسي شركة”غوغل”، واسمها أن ووجسكي. وهكذا انتقلت الخريطة الوراثية للإنسان من مجرد حلم مستقبلي إلى عمل واقعي. سيارة “تسلا رودستر”، حلت في المرتبة الثانية في قائمة ابتكارات القرن، ربما لأنها ستكون سيارة تعمل بوساطة الكهرباء فقط، ولن يدخل في وقودها أي مواد ملوثة للبيئة. غير أن سعرها الذي يصل إلى 100 ألف دولار تقريباً لن يجعلها متوافرة للناس العاديين. ولعل من بين الاختراعات العلمية الأكثر أهمية في العام 2008، ذلك المتعلق ببدء تجربة محاكاة “الانفجار العظيم”، من خلال تشغيل “جهاز التصادم الكبير” المعروف باسم “لارج هادرون كولايد”.ففي العاشر من أيلول عام 2008، شرع علماء في تنفيذ تجربة طموحة بإطلاق حزمة بروتونات في نفق طوله 27 كيلو متراً في محاولة منهم لكشف أسرار الكون، وذلك في مختبر فريد من نوعه يقع على عمق 100 متر تحت المنطقة الحدودية الفرنسية السويسرية.كذلك اختارت المجلة “قبو البذور العالمي” أو “قبو يوم الدينونة” الذي افتتح في النرويج بهدف جمع أكبر عدد ممكن من بذور النباتات من حول العالم، وتخزينها بصورة تسمح بإعادة إحيائها إذا ما تعرضت الأرض لكارثة مدمرة أدت إلى انقراض أشكال الحياة، ليكون أحد أبرز ابتكارات العام الحالي.ومن بين أبرز الابتكارات أيضاً، الأبراج أو ناطحات السحاب الدوارة، التي كشف مهندس معماري إيطالي عن خطط لبنائها في دبي، بحيث يتيح دوران كل طابق على حدة تغيير أشكال هيكلها الخارجي باستمرار. فقد كشف المهندس ديفيد فيشر أنه يخطط لبناء “الأبراج الديناميكية” في موسكو ودبي بنهاية عام 2010، كما يأمل في تشييد برج ثالث مماثل في نيويورك، مشيراً إلى أن ناطحة السحاب التي ينوي بناءها في دبي تتألف من 80 طابقاً، أما تلك في العاصمة الروسية فتتألف من 70 طابقاً. ويأتي “رداء الإخفاء” ليحتل مكانته وسط هذه الابتكارات، إذ قال علماء من أنحاء مختلفة من العالم إنهم نجحوا في تحقيق بعض التقدم في النظريات والتجارب المتعلقة بالتخفي، ومن بينها رداء يخفي الأشياء التي يغطيها. ومن الناحية النظرية، كل ما يحتاجه الأمر لإخفاء شيء صغير هو “نوع من العدسات” superlins قادر على تجاوز انحراف الضوء عند مروره خلالها بزاوية معينة، كما يقول العالم الرياضي في جامعة يوتاه، غرايمي ميلتون.الرقم المعجزة. رقم مرسين السادس والأربعون، جاء بين أبرز ابتكارات العام، فقد نجح علماء الرياضيات في جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلوس باكتشاف أكبر عدد أولي مكون من 13 مليون رقم، وهو إنجاز سُعي إليه منذ وقت طويل، ما يجعلهم مؤهلين للحصول على جائزة نقدية بقيمة 100 ألف دولار. كما أخذ موقع الجواسيس الاجتماعي مكانته بين الابتكارات لهذا العام، وأطلق عليه اسم “إيه سبي ، وهو عبارة عن موقع شبكة اجتماعية للمحللين العاملين في 16 هيئة استخباراتية أميركية.وبدلاً من تسجيل أفكارهم وما يجول بخاطرهم حول الألبوم الغنائي “أفينج سيفين فولد”، أو فيلم “جيسيكا آلبا”، فإن محللي CIA يمكنهم استخدام موقع “إيه سبيس” لمشاركة المعلومات والآراء حول الأمور الاستخباراتية التي تهمهم.
|
الناس
أبرز ابتكارات واختراعات عام 2008
أخبار متعلقة