صباح الخير
في ظل تسارع خطى التنمية والبناء التي يشهدها الوطن من أقصاه إلى أقصاه والذي يتزامن مع تعميق وتجذير الولاء والانتماء الوطني في أوساط المجتمع اليمني الأصيل , هذا الانتماء والولاء النابع من أصالة وعراقة هذه الأرض الطيبة التي ينهل منها أبناؤها كل قيم الشموخ والإباء والشجاعة والاستبسال اللذود عن ثراها الغالي وليس أدل على ذلك الموقف الجماهيري والشعبي المشرف الذي عبرت عنه فئات الشعب الشرفاء من أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية والمنظمات الجماهيرية والمدنية والنقابات والإتحادات حيال أحداث التمرد التي تشهدها عدد من مناطق محافظة صعدة وإدانتهم واستنكارهم لما تقوم به وتمارسه قوى التمرد والإرهاب من أتباع المتمردين الحوثي والرزامي من أعمال وحشية وجرائم بحق الإنسانية يندى لها الجبين كونها أثارت نزعات الطائفية والعنصرية المقيتة وعملت على إبادة المواطنين الشرفاء من أبناء صعدة واستباحت بأساليبها الغادرة دماء أبناء قواتنا المسلحة والأمن هذه المؤسسة الوطنية العريقة التي طالما قدمت قوافل من الشهداء الأبرار دفاعاً عن الثورة والوحدة والجمهورية والديمقراطية .فهذه المواقف ليست غريبة على أبناء شعبنا فهم من فك أغلال وقيود النظام الملكي الكهنوتي في 26 سبتمبر 1962م , ودحروا جبروت وتحصينات المحتل البريطاني الغاشم في 14 أكتوبر 1963م وطهروا البلاد من الوجود الأجنبي في 30 نوفمبر 1967م , وهم من فك الحصار عن صنعاء في العام 1968م عندما حاول أذيال النظام الإمامي البائد الانقلاب على النظام الجمهوري بعد أن تدفقوا من كل حدب وصوب لفك الحصار وترسيخ قيم ومبادئ وأهداف الثورة , وهم من وقفوا صفاً واحداً وناضلوا من أجل إعادة وحدة اليمن أرضاً وإنساناً وكان لهم ما حلموا به في 22 مايو 1990م عندما استعاد الجسد اليمني عافيته ورفع فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح علم الوحدة خفاقاً في سماء مدينة عدن الباسلة , وهم من وقفوا كالطود الشامخ دفاعاً عنها أثناء حرب صيف 1994م وساندوا قوات الشرعية والوحدة وقالوا لا للانفصال وقدموا في سبيل ذلك قوافل من الشهداء وقوافل مماثلة من المساعدات المادية والعينية زحفوا بها عبر الطرق والمنافذ البرية إلى كل جبهة من جبهات المواجهة حتى تحقق النصر العظيم في 7 يوليو 1995م , وهم من جذروا مسارات الحرية والديمقراطية ومارسوها بشفافية مطلقة وساندوا القيادة السياسية في مسيرة البناء والعطاء والتشييد وكانوا الشريك الفاعل في المضي بعملية الإصلاح الشامل إلى حيز الوجود , وهم من يعول عليهم الوطن صنع مسيرة الغد المشرق والمستقبل الوضاء كما هو معهود بهم ذلك .وهي دعوة أوجهها لكل الخيرين والشرفاء ممن يتغلغل حب الوطن في شرايينهم بأن ينبذوا كل الخلافات والمناكفات الحزبية ويعملوا على إعلاء راية الوطن والحرص على رفعته وأمنه وإستقراره وتطوره وليكن شعار الجميع سلطة ومعارضة كل في موقعه وحسب المهام والأعمال المنوطة (اليمن أولاً) .نعم اليمن أولاً وما دون ذلك نتحاور ونتبادل وجهات النظر في ظل أفياء وظلال ديمقراطية واسعة الأفق من أجل الوطن فالمرحلة الراهنة تتطلب منا جميعاً التآلف والتقارب ونبذ كل ما من شأنه تعميق الهوة بين أبناء الجسد الواحد وليكن اليمن هو القاسم المشترك الذي تذوب وتختفي أمامه كل التباينات والانقسامات والترهات .