أقواس
مرت ذكرى الأربعين لوفاة الأستاذ والمربي الفاضل/ محمد مجذوب علي، مرت في الأول من مايو.. ولم يتنبه أحد لها، سواء زملاؤه أو تلامذته أم الجالية السودانية التي ربما هي منشغلة بـ (دارفور) أكثر من انشغالها بأحد المربين الأفذاذ الذي أناروا الطريق لأجيال.. وأجيال،وإن كان في اليمن، فهو وطنهم الثاني!ونحن لا نلوم الجالية فقد تكون أوضاعها (مش ولا بد) لكن نلوم مؤسساتنا التربوية والأدبية والإعلامية، نلوم من عمل معهم المجذوب لسنين طوال، نلومهم لأنهم بخلوا حتى بكلمة عزاء في (14 أكتوبر) قيمتها خمسمائة ريال في حدها الأدنى.. نلوم أولئك الذين نسوا فأنساهم الشيطان كل فعل جميل في زمن لم يعد فيه إلا الجميل كنوع من الأخلاق ليس إلا!مات الأستاذ محمد مجذوب في (21 مارس) يوم الأسرة، أو عيد الأم كما كان متعارف عليه، وجاءت أربعينيته في (1 مايو) عيد العمال العالمي، ويا لها من مصادفة خلدته في حين نساه الناس وكأن (42 سنة) من عمره العملي في مدارس عدن ولحج (لفترة قصيرة) لم تشفع له في أن يكون له صوان أو مجلس تأبين وعزاء يا لهول المأساة.. أهكذا تكون نهاية العلماء والمربين؟! لقد حز في نفسي وأنا الذي لا أملك شيئاً من حطام الدنيا، حز في نفسي أن أرى العجز والخنوع والاستسلام للواقع المرير والمتمثل في عدم عمل أي شيء لهذا المربي الذي كانت تربطني به زمالة وأخوة وأبوة صادقة، لم أجد غير الكلمات، أقدمها له رثاء لا، بل رثاء للواقع الحالي وللناس الذين لم يعد فيهم ما يفيد غير قول أمير الشعراء أحمد شوقي :(وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت[c1] *** [/c]فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا) لذلك ونحن في حضرة المجذوب الراحل نرى أنه لابد من عمل شيء يعيد للرجل مكانته بيننا من خلال تأبينية لائقة تتبناها قيادة المحافظة والتربية وصحيفتنا (14 أكتوبر)والأيام و (اتحاد الأدباء) و ( معهد 14 أكتوبر) وكل الزملاء والمحبين والمخلصين للمجذوب وبضمنهم الجالية السودانية في عدن وفي مقدمتهم الدكتور مبارك حسن الخليفة، لكي نصنع للرجل مقاماً لائقاً به وبعطائه في عدن الحبيبة الغالية على نفس المراحل وعلينا جميعاً!نعم.. ليس لنا من مبرر لكل هذا الصد والنكران، ولكن لنلحق بالزمان حتى لا نكون قد أضعنا حقاً لرجل خدمنا ثلاثة أرباع عمره ويزيد!نعم.. يا أبا العيدروس، والهاشمي، والدودحية.. نم قرير العين في جنة الراحل حمن الذي لا يضيع عنده حق أبداً..[c1]نعمان الحكيم[/c]