من فعاليات الفنان اليمني محمد المسلمي في مركز العزاني للتراث
متابعة/ عبدالله الضراسي شهد مركز العزاني للتراث والتوثيق الفني مساء الجمعة الموافق الثامن من شهر يناير الجاري 2010م فعالية ثقافية / فنية/ بحثية كانت على شرف الفنان اليمني المهاجر بدولة الكويت، حيث تعد هذه الفعالية الفنية امتداداً لحديث الذكريات والتي أصبحت تقليداً فنياً / ثقافياً تؤرخ لمسيرة وتجربة المركز مع فضاءاته الفنية خلال نصف قرن وأكثر خاصة وأن الفنان اليمني المهاجر والمقيم منذ ربع قرن بدولة الكويت الشقيقة جاء امتداداً لقطبين فنيين هامين شعرياً وغنائياً وهما الفنان الكبير الراحل عوض عبدالله المسلمي والشاعر الغنائي الكبير الراحل أحمد بو مهدي ما أعطت فناننا محمد المسلمي خلفية فنية غنائية كبيرة شكلت له زاداً فنياً وغنائياً فيما بعد انطلاقته الفنية، وشارك في الفعالية الباحث والموثق عبدالعزيز مصعبين في محاور الفعالية بالإضافة إلى الأخ ناصر العزاني مدير المركز..[c1]من وقائع الفعالية[/c]أفتتح الفعالية وأدارها الأخ عادل العزاني مستشار المركز حيث رحب في مستهل الفعالية وقال إنه يسرنا أن يكون (ضيف) أولى فعاليات مركزنا الثقافية والفنية مطلع العام الميلادي الجديد2010 الفنان اليمني المهاجر بدولة الكويت والذي يمثل امتداداً فنياً وغنائياً لقامتين فنيتين من شهدنا الغنائي والفني اليمني كانا ولازالا حديث المهد الإبداعي لعدن وهما القمة الغنائية اليمنية الكبيرة الراحلة الفنان عوض عبدالله المسلمي والذي قدمنا ولده الأكبر العام الماضي ضمن أحاديث المركز بصدد ذكريات المركز الفنية الأخ عبدالله عوض عبدالله المسلمي الفنان وعازف الكونترباس السابق وأحد عازفي (تخت) الموسيقى الدبلوماسي الحالي بسفارتنا في نيودلهي بالعاصمة الهندية، وكذلك القامة الشعرية الغنائية الكبيرة الراحلة الشاعر الراحل أحمد بو مهدي صاحب أشهر مواويل الغناء التراثي ( ألا يا طير يالخضر وين بلقاك الليلة) ولهذا فإن عبق حديث الفعالية مع فناننا الضيف الكبير محمد المسلمي يعد امتداداً لفضاءات إبداعية فنية (مسلمية + بو مهدية) يعتز بها الفنان محمد المسلمي اعتزازاً كبيراً وكذلك يشارك وجه إبداعي قادم من أسرة إبداعية حمل والده الكبير الراحل (مصعبين) فضاءات العملية التوثيقية بكل مفرداتها الدقيقة حيث يبذل الباحث عبدالعزيز مصعبين جهوداً مضنية لإخراج كتاب توثيقي يتحدث عن القامة الكبيرة (مصعبين) وتاريخ منعطفات هامة من خلال ما احتضنه من ملفات غاية في الخطورة والأهمية ليقول (الفعل المصعبيني الموثق) كلمته الفيصل هذا من جهة ومن جهة أخرى كان الباحث عبد العزيز مصعبين خلال عقد ونصف حتى قبل دخول عام 1990م زميل الفنان هناك بالمهجر بدولة الكويت كان خير شاهد لمداميك الفنان محمد المسلمي الفنية بكل (تلاوينها) الفنية المهاجرة وخير من يتحدث عن آفاقها الإبداعية.[c1]حزمة فنية مبدعة[/c]وقد تحدث الفنان اليمني محمد أحمد المسلمي في بداية مداخلته بهذه الفعالية الفنية حيث قال : في البدء أعبر عن جزيل شكري لقيادة مركز العزاني وكذا (سعادة الملحق المالي) بسفارتنا في نيودلهي على (ترتيبه) عبر الهاتف مع المركز لإقامة هذه الفعالية وكذا لتواجد (القسم الثقافي) بصحيفة 14 أكتوبر في الفعالية ممثلة بالأخ عبدالله الضراسي، وكما تفضل الأخ عادل العزاني مستشار المركز في سياق (مقدمته) البانورامية عندما أشار إلى أنني قادم من معبة قطبي المشهدين الشعري والغنائي وهما الراحلان الكبيران فناننا المسلمي والشاعر الغنائي أحمد بو مهدي وفعلاً لي الفخر والشرف أنني فرع فني غنائي من هاتين الشجرتين الفنيتين لما لهما من بصمات شعرية وغنائية عرفها القاصي والداني بمن فيهم (سميعة) المهاجر بالجزيرة والخليج وكلنا يعرف مفردات مشهد فضاءات السندباد الغنائي العدني/ الكويتي بالدرجة الأولى لما (لمداميك ميناء عدن والأحمدي) من شواهد فنية لكونها مدينتين ساحليتين كانتا عرضة للتأثير والتأثر حيث كان هناك ألوان الغناء العدني واللحجي والحضرمي واليافعي وكذا كما يقول (ربعنا) هنا بالكويت والأحمدي والمرقاب والخالدية والفروانية وفيلكا تطاير روائح (فن الصوت الكويتي) من أحياء وأزقة عدن بدءاً (بالفنانين عبدالعزيز الكويتي وشادي الخليج حتى تلاقت علائم فنية غنائية متداخلة بين شاطئ الغناء العدني/ الكويتي والأخيرة مدينة بحرية سندبادية مسكونة بالفن والغناء و (التخت) الطربي الموازي لعشق الكويتي منذ زمانات رحلة البحث عن اللؤلؤ الكويتي الطبيعي لهذا كان الغناء التراثي الشعبي (ملازماً ومعادلاً بحرياً) في مثل الرحلات من هنا من (يتفيأ) أرض الكويت وعلائمها الحياتية الفنية لا يصلح إلا أن يكون (فناناً) وما بالكم باليمني المهاجر فيها منذ عشرات السنوات لهذا (أخذني) منذ كنت في مقاعد الدراسة الثانوية في 73م وبدأت (دماء) الحزمة المسلمية/ البومهدية تفعل فعلها الفاعل في عروقي خاصة بعد دخولي مرحلة النضوج ولهذا كانت المرحلة الدراسية نقطة الانطلاق وساعدني توافد الفرق الفنية الغنائية اليمنية القادمة للكويت سواء لإحياء حفلات فنية للمغتربين كفعاليات شعبية أو رسمية للمشاركة في حفلات كويتية حيث كانت فرصة للمشاركة معهم لتقديم مختلف ألوان الغناء اليمني وشيئاً فشيئاً فقد عرفني الجمهور اليمني المغترب خاصة والكويتي عامة وكان لي تواجد فني كذلك في فعاليات الجالية اليمنية الكبيرة والتي كانت ولازالت تحظى باحترام وتقدير كبيرين لكونها عاشت مع (ربعهم) الكويتي على (الحالي والمر) ومن هنا اتسعت دائرة مشاركاتي الفنية والغنائية خاصة بعد تقديم أعمال غنائية خاصة بي وجئت (عدن) أكثر من مرة وسجلت للإذاعة والتلفاز وثمة أعمال غنائية خاصة بي من ألحاني سأقدمها قريباً.ويمكنني القول ختاماً أن زيارتي لمركز العزاني للتراث والتوثيق الفني فرصة للوقوف أمام المكتبة الغنائية التسجيلية للمهندس علي حيدرة عزاني الإبداعية والتي تشكل كنز فني لا يقدر بثمن كذاكرة فنية لمدينة عدن الفنية منذ أكثر من نصف قرن وكتراث غني للأجيال الحالية والقادمة ستكون لهم خير مرجعية لزمن فن اليمن الجميل بفضاءات عصره الذهبي، لهذا سنبحث مع المراكز والجهات التراثية المشابهة إمكانية فرص تبادل الخبرات معهم والترويج للمركز كأقدم وأول استديو في الجزيرة والخليج قبل أكثر من نصف قرن.[c1]مداخلة عبد العزيز مصعبين[/c]كما تحدث الأخ الباحث والإعلامي عبد العزيز مصعبين حيث قال : “ لقد عايشت الأخ الفنان محمد أحمد المسلمي فترة (15 عاماً) حتى نهاية عام 90م وهي الفترة الفنية الناضجة له خلال عملي هناك كمهاجر في دولة الكويت الشقيقة وكان فناننا المسلمي من فضاءات اغترابنا همزة وصل فنية لمشهدنا الغنائي باليمن بشكل عام والوسط الفني والغنائي الحضرمي واللحجي والعدني ولقد لقيت فعالياته الفنية والغنائية رواجاً وسط جماهير الجالية اليمنية خاصة و (سميعة الطرب اليمني) من الجمهور الكويتي عامة كل تقدير وترحيب وتقدير الجالية اليمنية والذي كان متواجداً في قيادتها باستمرار ويكفي هذا الفنان فخراً أنه امتداد فني طيب للشاعر الغنائي الكبير الراحل (أحمد رحيم بو مهدي) و (سلطان) الطرب التراثي القديم الفنان الكبير عوض عبدالله المسلمي حيث شكل الآخر له خلفية فنية وتراثية استفاد منها الفنان محمد المسلمي بشكل واضح ومجيئه لمركز العزاني دليل على حبه وأهمية استفادته من تراث الطرب الأصيل.[c1]حديث مدير المركز[/c]وفي الأخير تحدث الأخ ناصر العزاني مدير المركز حيث قال بهذا الصدد :“ كم سعدنا بزيارة الأخ الفنان محمد أحمد المسلمي، والتي تعتبر إضاءة (مسلمية) أخرى وجديدة حيث كان قبل نصف قرن (جده الكبير) الفنان العملاق الراحل عوض عبدالله المسلمي (يسجل) في استديو الوالد مطلع الستينات أغانيه التراثية وعلى رأسها (أجمل) أغنية (متى يا كرام الحي عيني تراكمو) وكذلك قام ابن الفنان الراحل الكبير بزيارتنا العام الماضي الدبلوماسي عبدالله عوض المسلمي والذي كان هو أيضاً مصاحباً لوالده بالعزف على (الدف) أثناء تسجيلات أغاني والده، منها اليوم مع مطلع العام الجديد 2010م نوثق هذه للفنان المهاجر محمد أحمد المسلمي والذي سوف تجمعنا معه مستقبلاً لقاءات عمل بحثية وفنية خاصة على صعيد جهوده ودوره الفني معنا بصدد المركز من أجل (الترويج) للمركز هناك بدولة الكويت الشقيقة.[c1]واقعة فنية قديمة[/c]وقبيل اختتام الفعالية مع الفنان الضيف محمد المسلمي تبادلت معه أطراف الحديث حول مصير كتاب الشاعر الغنائي الكبير الراحل أحمد بو مهدي عن (قرينه الفني) الراحل محمد صالح العزاني والذي حمل عنوان (العزاني كما عرفته) وبعد ذلك سردت له حكايتي مع العزاني وأحمد بو مهدي صيف (1974م) عندما أجريت مقابلة مع الفنان محمد صالح عزاني وكان (نزيلاً) بمستشفى المصافي بالبريقة وكنت (حينها) خدمة وطنية في صحيفة 14 أكتوبر بعد الثانوية مباشرة وقد لقيت عنده رجلاً اسمر بادر بالقول بمجرد ما دخلت غرفة الفنان العزاني بمستشفى البريقة حيث ذلك الرجل الأسمر «شعا جابولك وليد نينو بسوي معك مقابلة صحفية» وكان ذلكم الرجل الأسمر ولم أعرفه قبلها كان الشاعر أحمد بو مهدي..وها أنت اليوم مطلع 2010م تجري مع (نسيبه) الفنان محمد أحمد المسلمي!! هكذا أكمل ضيفنا الفنان المسلمي هذه الجملة.وفعلاً كانت خير (قفلة) لقافية الفعالية أي أنني قبل (36) عاماً أكون في (حظيرة) البو مهدي ومطلع 2010م أكون مع (نسيبه) الفنان محمد المسلمي إنها مفارقات الزمن الفني.[c1]تجهيزات الفعالية[/c]قاما بتجهيزات الفعالية صوت وصورة من أجل توثيق الفعالية من جهة وكذا أعطى نسخة منها للفنان الضيف كل من المهندسين نبيل علي حيدرة عزاني وعلي بن علي وساعدهما الشاب فهد عبدالله عزاني.