في دراسة للمركز الطبي بجامعة ماكماستر في كندا للمسنين
تشير البحوث والدراسات الطبية الاخيرة الى اهمية الرياضة في بناء العضلات وتقويتها وان لم تكن ضمن برنامج تدريب ممنهج حيث تكفي ممارسة التمارين الرياضية مرتين خلال الاسبوع للاحتفاظ بعضلات قادرة على الاداء اليومي بحيوية ونشاط كبيرين. وذلك لا يحقق فقط عضلات اكبر، بل عضلات اكثر شبابا وقوة. هذا ما انتهت اليه دراسة تمت في المركز الطبي بجامعة ماكماستر في اونتاريو بكندا اجريت على مجموعة من الافراد الذين يتجاوز عمرهم 65 عاما. حسب تقرير للـبي بي سي. وقام الباحثون في جامعة ماكماستر بمتابعة 25 فردا فوق سن الخامسة والستين بعد ان طلب منهم ممارسة تمرينات رياضية لمدة ساعة مرتين اسبوعيا. وفي كل مرة يتم تدريب كل مجموعة عضلية باجراء تمرينات بالاثقال 30 مرة. ووجدت الدراسة انه قبل ممارسة الرياضة كانت عضلات المسنين اضعف بنسبة 59% من عضلات من هم في المرحلة العمرية من 20-35 عاما. اما بعد ممارسة الرياضة فقد تحسنت قوة العضلات بنسبة 20% تقريبا. كما قام الباحثون بتحليل انسجة العضلات عند المسنين بعد الانتظام في ممارسة الرياضة فوجدوا انها تغيرت واصبحت شبيهة بمن هم في المرحلة العمرية 20-35 عاما. وقال الدكتور سيمون ميلوف الذي شارك في الاشراف على الدراسة انه فوجئ بنتائجها. واضاف ان نتائج الدراسة تعني ان التمرينات الرياضية لا تؤدي فقط الى تحسين الصحة، بل انها تعكس مسار عملية الشيخوخة نفسها، وهو ما يعطي حافزا اضافيا للمسنين على ممارسة الرياضة». ويضيف الدكتور مارك تارنوبولسكي الذي شارك بدوره في الاشراف على الدراسة انها تثبت انه يمكن بدء ممارسة الرياضة في سن متأخر، وانك «لا تحتاج الى ان تمضي حياتك في حمل الاثقال لكي تحقق فوائد من ممارسة الرياضة». واوضح الدكتور ماريون ماكميردو مدير قسم «الشيخوخة والصحة» بجامعة دندي في اسكتلندا «ان الجسم يبدأ في خسارة نسبة من عضلاته عندما يبلغ الانسان 35 عاما». ويضيف انه كان يعتقد انه لا يمكن عكس مسار عملية خسارة العضلات مع تقدم السن، لكن ذلك تغير الآن. ويضيف نعرف الآن ان اشخاصا في سن التسعين يمكن ان يستعيدوا انسجة عضلية خسروها بممارسة قدر معتدل من الرياضة. ويوضح ماكميردو «ان الامر المشجع هو انه لا حاجة لممارسة تمرينات شاقة.. المطلوب هو ممارسة تمرينات قليلة بانتظام». فالحليب منزوع الدسم لبناء العضلات قال د.ستيوارت فيلبس، الباحث من جامعة مانشستر في هاملتون بأونتاريو في كندا، ان الحليب أرخص بكثير من جميع المشروبات المكلفة مادياً المصنوعة بالذات لخدمة رواد رياضة رفع أوزان الحديد في مسعاهم لبناء حجم أكبر من العضلات. وما استخدمه الباحث في دراسته المنشورة في عدد إبريل من المجلة الأميركية للتغذية الإكلينيكية، هو حليب مجفف عادي متوفر في حانوت أي بقال وفي كافة متاجر المواد الغذائية. و حسب تقرير للشرق الاوسط استطرد الدكتور فيلبس قائلاً «لقد قمت بهذه الحسابات، وتوصلت إلى أن المقارنة أونصة (حوالي 29 غراما) بأونصة تدل على أن تناول أونصة من الحليب هي أقل ثمناً بمقدار 30 ضعفاً مقارنة بسعر أونصة من المشروبات البروتينية المُصنعة لهذه الغاية في بناء العضلات.والبروتينات متعددة سريعة وبطيئة والمعروف أن تناول البروتينات بعد الفراغ من أداء حصة تمارين أوزان الحديد يُسهم بشكل إيجابي في زيادة كتلة وحجم العضلة التي تم تمرينها. لكن ما لم يكن واضحاً للباحثين، على حد قول الدكتور فيلبس، هو ما هي أفضل أنواع ومصادر البروتينات اللازمة لهذه الغاية، من بين جميع ما هو متوفر في الأغذية أو المشروبات المُصنعة التجارية. وتناول الأنواع سهلة الهضم المحتوية على مصل الحليب whey وبروتينات مستخلص الصويا، يتسبب في تدفق عال ومؤقت من الأحماض الأمينية amino acids إلى الدم. والمعروف أن الأحماض الأمينية هي لبنات أو «أحجار» بناء البروتينات protein building blocks ما يجعل تناولها يُؤمن كميات عالية من هذه اللبنات البروتينية كي تصل إلى العضلات المتعطشة إليها، وتستخدمها بالتالي سريعاً في بناء مكونات العضلات المهمة من البروتينات. وعليه فإن وجود أنواع من البروتينات يصعب هضمها بسهولة وسرعة، من قبل أجزاء الجهاز الهضمي المعنية بإتمام هذه المهمة، مثل بروتينات كاسيين الموجودة في الحليب، فتناولها يُعطي تدفقاً بطيئاً ولمدة طويلة من الأحماض الأمينية إلى الدم، الأمر الذي يجعل من تناول البروتينات البطيئة الهضم، وسيلة غير مجدية في تكوين حجم كبير وسريع للعضلة. لكن هذا من جانب واحد فقط، لأن بقية المسألة تتمثل في أنها مصدر غذائي ممتاز لتزويد العضلات ببروتينات من الصعب، حال تركزها في العضلة، أن يحصل هزال أوزوال سريع لحجم العضلة وكم بنائها، صحيح لا تُعطينا حجماً أكبر للعضلات، لكنها تُساهم في المحافظة على حجم معقول وطبيعي للعضلة، وهو ما من الصعب زواله أو هزاله.وبنى الباحثون دراستهم القليلة في عدد المشاركين، لكن المهمة، على فرضية أن تناول مصادر غذائية بروتينية تحتوي على بروتينات سريعة الهضم وعلى بروتينات بطيئة الهضم، مثل مصل الحليب وكاسيين الموجودين كلاهما في حليب البقر العادي، سيكون ذا فاعلية عالية في بناء العضلات. وللتحقق من الأمر شملوا ثمانية من الرجال المعتادين على أداء تمارين أوزان الحديد، بتناول إما مشروبات الصويا أو تناول حليب عادي منزوع الدسم. وذلك مباشرة بعد أداء سلسلة من التمرينات لإحدى عضلات أحد أرجلهم. وبعد ثلاث ساعات من الفراغ من أداء التمارين وتناول أي من المشروبين، تبين للباحثين أن مقدار ما تراكم من أحماض أمينية في تلك العضلة، التي تمت الدراسة حولها، كان أكبر عند تناول الحليب المنزوع الدسم مقارنة بتناول مشروب الصويا. وبحساب تأثير ذلك أكد الباحثون أن النتيجة ستكون خلال 10 أسابيع هي بناء حجم مضاعف من العضلة عند شرب الحليب مقارنة بشرب الصويا.و بناء العضلات سلوك صحي وما يظن البعض من أن بناء العضلات والتمارين الخاصة بها هو أمر مختص بالرجال، غير صحيح. كما ان الظن بانه أمر مختص بمن يهوى ذلك من الناس، هو غير صحيح أيضاً، لأن الذكور والإناث، في أي عمر كانوا، بحاجة إلى ممارسة تمارين رياضية تهدف إلى تحقيق بناء كتلة من العضلات القوية كي تسهم في دعم صحة الجسم. ويقول الدكتور إدوارد لاسكويسكي، طبيب التأهيل بمايوكلينك بروشستر في مينيسوتا، إن كتلة العضلات في الجسم تقل مع التقدم في العمر. ولو أن أحدنا لا يعمل على تعويض ما نقص منها فإن كمية الشحم في الجسم ستزداد. وما يعمل على المحافظة على حجمها هو ممارسة تمارين بناء العضلات في أي عمر كان الإنسان.