في عددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق ( 22 إبريل 2008م ) نشرت صحيفة (( الأهالي )) المقربة من تنظيم ( الإخوان المسلمين ) الذي يختبئ داخل ( التجمع اليمني للإصلاح ) في صدر صفحتها الأولى تصريحاً على لسان الأستاذ / محسن باصرة رئيس فرع ( الإصلاح ) بمحافظة حضرموت أعلن فيه عما ما أسماه بالاستعدادات الجارية التي يبذلها ( اللقاء المشترك ) لعقد مؤتمر وطني يوحد الحراك في الجنوب على قيادة ورؤى واحدة ـ حسب تعبيره ـ .وبحسب التصريح فإن هذه الخطوة (( تعد استمراراً لدعم ( المشترك ) الاستراتيجي للحراك الشعبي في المحافظات الجنوبية للحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية وضمان سيره في الاتجاه الصحيح نحو السلطة ؛ كونها السبب الرئيسي في إنتاج المشاكل التي تعاني منها اليمن )) كما جاء في التصريح الذي نشرته صحيفة (( الأهالي )) .هذا التصريح الذي نقل على لسان المهندس/ محسن باصرة من قبل إعلام (( المشترك )) أصابني بالحيرة والذهول فالمهندس باصرة يعلنها صراحة أن المشترك داعم ( استراتيجي ) للحراك السلمي في الجنوب ، ناسياً أو متناسياً أن حزبه الذي ينتمي إليه - والذي يتزعم ( اللقاء المشترك ) - كان ولا يزال سبب أهم المشاكل التي تعاني منها المحافظات الجنوبية اليوم ، وبغمضة عين وانتباهتها يتحول إلى داعم استراتيجي للحراك الجنوبي .ولكي نضع النقاط على الحروف ، ونوضح الحقيقة كما هي ، فإني أستغرب تصريح المهندس/ محسن باصرة في دعم حزبه (( الإصلاح )) للحراك الجنوبي ، في الوقت الذي نسي فيه المهندس/ باصرة ومعه الأستاذ إنصاف مايو رئيس فرع الإصلاح بمحافظة عدن وغيرهما من قيادات (( الإصلاح )) المتحمسة للحراك الجنوبي التي تناست أن حزب (( الإصلاح )) هو السبب الرئيسي في مشاكل الجنوب ، بدءاً من حرب صيف 1994م - سيئة الصيت ـ وحتى اليوم .علاوة على رصيد (( الإصلاح )) السابق في عداوته للمحافظات الجنوبية ، بدءاً من الاعتراض على دستور دولة الوحدة أثناء مناقشته في مجلس الشورى ، فقد تعامل حزب الإصلاح مع المحافظات الجنوبية بكل خبث وعداء منذ اندلاع حرب صيف 1994م فلم يكتف ( حزب الإصلاح ) بفتاوى (( التمترس )) الظالمة التي أطلقها أحد مشائخه إبان الحرب ، والتي قضت بإباحة دماء ابناء محافظة عدن واستباحة ممتلكاتهم بحجة أن الحزب الاشتراكي (( الكافر )) يتمترس بهم ، وبحسب فتوى التمترس فإنه لابد من قتل أبناء عدن الآمنين المسلمين لأن عدم قتلهم يترتب عليه مفسدة أكبر من مفسدة قتلهم كما قال صاحب الفتوى الذي لم يكتف بهذا بل بالغ في مهاجمة أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية حيث قال : إن الكفار الاشتراكيين لم يستطيعوا أن يبلغوا ما بلغوا إليه إلا بمساعدة هؤلاء السكان الآمنين ـ يقصد سكان المدن الجنوبية ـ الذين وصفهم بأنهم الجيش الذي أعطى ولاءه لفئة الكفر والإلحاد . والكل يعرف كيف سخّر حزب الإصلاح إعلامه وكتابه ومثقفيه بعد انتهاء الحرب للعمل ضد نفاذ قرار العفو العام الذي أعلنه فخامة رئيس الجمهورية بل كانوا يقولون بضرورة معاقبة كل الذين أصدر الرئيس عفواً عنهم . ولم يتوقف الحال عند حزب الإصلاح في معاداة السكان (( الآمنين الأحياء )) من أبناء عدن بل وصل الأمر إلى تصفية الحسابات مع الموتى فبعد انتهاء حرب صيف 1994م ووصول الإصلاح إلى الحكم في تحالف ائتلافي كانت وزارة التربية والتعليم من ضمن الوزارات التي استحوذ عليها تجمع (( الإصلاح )) وأول ما عمله هو الانتقام من الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الاستعمار البريطاني فقام بتغيير أسماء عدد من المدارس في محافظة عدن منها : مدرسة تحمل اسم الشهيد البطل / فيصل هيتاري الذي كان من أبطال القطاع الطلابي المناهضين للاستعمار ، وقد تم تسمية إحدى المدارس في مديرية المنصورة حفاظاً على ذكراه فقام حزب (( الإصلاح )) عقب انتهاء الحرب بتغيير اسم المدرسة من «الشهيد فيصل هتاري» إلى اسم (( مدرسة القادسية )) .لم يكن الشهيد/ فيصل هتاري وحده الذي قام حزب الإصلاح بإزالة ذكراه من مدرسة كانت تحمل اسمه ، بل كان هناك الكثير من المدارس ، مثل مدرسة الشهيد (( حسين عبدالقوي )) التي تم تحويل اسمها إلى (( مدرسة نشوان )) وكذا مدرسة الشهيد (( علي جاحص )) التي تم تحويل اسمها إلى (( مدرسة ابن زيدون )) وغيرها كثير من المدارس التي تم إزالة أسماء الشهداء منها بل وصل الأمر إلى إبعاد أسماء الشهداء من الشوارع ، في عملية أطلق عليها (( أسلمة الأسماء )) ولا حول ولا قوة إلا بالله .لم يقف عداء حزب (( الإصلاح )) الذي يتزعم (( اللقاء المشترك )) لأبناء الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية إلى هذا الحد بل قاموا بتطبيق ثقافة ( الفيد) على عدد من محافظات الجنوب ونهبوا الكثير من الأراضي والمساحات في عدن والمحافظات الجنوبية بذريعة فتحها وبالتالي يجوز للفاتحين تملك غنائم الفتح بعد أن أفتوا بإباحة دماء أبناء هذه المحافظات وسلب أموالهم . إذا كان (( الإصلاح )) كما يقول داعماً إستراتيجياً للحراك في الجنوب فلماذا لايعتذر عن كل هذه الأخطاء ؟ ولماذا لا يحث النائبان ( إنصاف مايو ومحسن باصرة ) قيادات حزبهما على التنازل عن الأراضي التي نهبوها في الجنوب بعد حرب صيف 1994م ؟ ولا يخفى على أحد المساحات الشاسعة من الأراضي التي نهبها ( الإصلاح ) في هذه المحافظات ، وإلى الآن مازال سكان محافظتي لحج وحضرموت يتهمون قيادياً كبيراً في حزب الإصلاح بنهب أراضيهم هو ونجله ، فلماذا لا يتنازل هذا القيادي الإصلاحي عن الأراضي الجنوبية التي نهبها إذا كان حزبه فعلاً يدعم حراك الجنوب ؟ .لقد حاول حزب ( الإصلاح ) الوصول إلى السلطة في الماضي بكل الطرق ودخل من أجل ذلك في عداء مع المحافظات الجنوبية وكفر الحزب الاشتراكي (( حليفه اليوم )) !! ثم بعد أن خرج من السلطة وفشل في أن يحصل على أصوات الناخبين عاد - بدهاء - ليتحالف مع الاشتراكي الذي كان قد أفتى بتكفيره بالأمس ، وبعد رصيده السيئ في التعامل مع الجنوب هاهو يعود من جديد للإعداد لمؤتمر شعبي لدعم حراك الجنوب. متناسياً كل الأضرار التي ألحقها بالمحافظات الجنوبية على طريقة (( رمتني بدائها وانسلت )) .[c1][email protected][/c]
لماذا يصر (المشترك) على البقاء في المستنقع !!
أخبار متعلقة