

الشاعرة (فانوسة) هو الاسم الشائع للأديبة (صفية محمد علي الفانوس) على عادة أهل لحج عند إخفاء اسم البنت الحقيقي يؤنّثون اسم ابيها أو عائلتها ويطلقونه عليها.
وهي أديبة وصاحبة أول صالون أدبي بعدن كان مقر ديوانها في مدينة دار سعد. اشتهرت بجمالها ومناظرتها الرجال، وكانت زوجة لطه مستر حمود، وفيها قال الشاعر صالح نصيب رائعته «أخاف منك عليك”. وقصة هذه الأغنية أن الشاعر صالح نصيب كان في ذلك اليوم في ضيافة الشاعر مهدي حمدون وقد كان ذلك اليوم هو موعد من مواعيد ديوان الشاعرة فانوسة. وقد اقترح مهدي حمدون على صالح نصيب أن يصطحبه إلى الديوان ويلتقي بأقرانه من الأدباء وكذلك أن يتعرف على الشاعرة الجميلة فانوسة. إلا أن ما حدث لم يكن في الحسبان فقد أبدت الشاعرة امتعاضها من وجود صالح نصيب وقد كان هذا ظاهرا للعيان لأن نصيب لم يكن مستعدا للمناسبة فقد أتى الديوان بثيابه الرثة علاوة على أن نصيب لم يكن صاحب طلعة بهية وجمال وقد لاحظ ضيق صدر الأديبة من وجوده في مجلسها وآثر أن ينسحب مستأذنا لكنه ناول مستضيفه حمدون في خارج الديوان ورقة كتبها في المجلس على عجالة وطلب من حمدون ألا يفتحها أو يقرأهها بل يناولها للأديبة فانوسة وقد فعل. وعندما قرأتها فانوسة بدأ دمعها ينهمر وتحشرج صدرها إلى أن بكت بكاء الشاعر الفاهم وابل هندامها وضاق بها المكان وكان يومها ومجلسها من أعكر ما يمكن. عندها وبعدها لم يرق لها مجلس ولا جلسة إلا وكان صالح نصيب على رأس المدعوين المحتفى بهم ويقال أنها كانت تجلسه بجانبها.

عبيد احمد طرموم