تتكشّف الحقائق يوماً بعد يوم حول حقيقة تلك التوترات التي يحاول بعض الموتورين اصطناعها في الوطن ليس في إطار تنفيذهم لتلك المشاريع المشبوهة والأجندة الخاصة التي كُلّفوا بها مقابل ما يستلمونه من أموال مُدنّسة فحسب، بل أيضاً في إطار نوايا سيئة مبيّتة لإعاقة أي جهد مثمر يُبذَل للنهوض باليمن تنموياً.ولهذا ليس بمستغرب أن تتصاعد مؤشرات ذلك التوتر المصطنع وأن تطل رؤوس الأفاعي لبث سمومها في المجتمع من أجل خلق حالة الاحتقان والأزمة لكي تمرر مخططاتها الهادفة إلى زرع الفتنة ومحاولة إيجاد حالة من التشطير النفسي بين أبناء الوطن من خلال التركيز على الإساءة للوحدة الوطنية وزعزعة السلم الاجتماعي، وذلك بعد النجاح اللافت لمؤتمر فرص الاستثمار الذي احتضنته بلادنا في إبريل الماضي، والذي أعطى مؤشرات قوية على أن اليمن ستدخل مع الاستثمار والتنمية مرحلة جديدة وجادة تبدت من خلال الرغبة الأكيدة التي أبدتها الكثير من الشركات والمستثمرين في منطقة الجزيرة والخليج بعد أن لمسوا جدية اليمن واستعدادها لاستقبال استثماراتهم وتهيئة كل السبل أمام نجاحها وحيث وجد المشاركون في ذلك المؤتمر تلك الفرص والإمكانيات المتعددة لإقامة استثمارات ناجحة ومجزية وفي مختلف المجالات وتُرجِمَ ذلك في العديد من العقود والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها لتنفيذ العديد من المشاريع وفي إطار تعزيز شراكة يمنية- خليجية مثمرة ستعود بنفعها على الجميع في المنطقة وتسرّع من عملية اندماج الاقتصاد اليمني في اقتصاديات أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي.. ولكن مثل هذا الأمر - وكما بات جلياً- لم يَرُقْ لأولئك "الموتورين" ومن يقفون وراءهم لإدراكهم بأن الاستثمار يعني المزيد من إيجاد فرص العمل التي تُحِدّ من البطالة وتشغّل الأيدي العاملة وتحقق المزيد من الحراك الاقتصادي والازدهار التنموي والاجتماعي.. وبخاصة وأن ملامح المستقبل قد تحددت بوضوح في تلك الرؤية الشاملة والواقعية التي قدمها البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية والمحلية الناجحة التي شهدها الوطن في الـ20 من سبتمبر الماضي والتي عززت من صورة اليمن إقليمياً ودولياً في المجال الديمقراطي وأعطت رسالة واضحة عن ماهية المستقبل الأفضل الذي ستُكرَّس كل الجهود من أجل الوصول إليه.لهذا تَسَارَعَ هؤلاء في تنفيذ مخططاتهم لعرقلة تلك التوجهات والحيلولة ما أمكن دون تنفيذ تلك الرؤى وخلق مناخات من التوتر والتأزُّم السياسي لإيصال رسالة خاطئة ومقصودة للمستثمرين الراغبين بالاستثمار في اليمن لكي يتردّدوا ويفكّروا مليّاً قبل الإقدام على ذلك وباعتبار ان الاستثمار لا يأتي إلاّ في ظل مناخات الهدوء والاستقرار، ولهذا كانت الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات التي تم افتعالها تارهً هنا وأخرى هناك تحت شعارات زائفة ومضللة متخذين من بعض المطالب الحقوقية كقضية المتقاعدين أو الأراضي غطاءً لتمرير ما يبطنون من نوايا سيئة وما يضمرونه من شر للوطن ووحدته رغم إدراكهم بأن مثل تلك القضايا والمطالب قد تم إيجاد المعالجات لها أو لمعظمها وما تبقى منها هو في طريقها للحل وحتى إذا ما وجدت أي قضايا أو مشكلات أياً كانت والتي لا يخلو منها أي مجتمع فإنها تُحل في إطار القانون وما تقتضيه المصلحة الوطنية وهذا الذي يتم بالفعل.وما من شك فإن مثل هؤلاء الموتورين - وهم قلة لا تمثل إلا نفسها - لن ينجحوا في مساعيهم لإعاقة مسيرة التنمية والاستثمار وسيرتد كيدُهم إلى نحورهم، إما اليمن العزيز فسيظل سليماً معافى مواصلاً سيره الواثق على دروب الازدهار والتقدم وفي ظل رايته المنتصرة، راية الوحدة والديمقراطية المحمية بإرادة الشعب وقواه الخيّرة على امتداد ربوع الوطن الواحد الغالي.[c1]* نقلا عن صحيفة (الثورة)[/c]
أخبار متعلقة