اليوم .. الموريتانيون يأملون أن تؤسس الانتخابات لنظام تداول سلمي للسلطة
نواكشوط / متابعات :قال الرئيس الموريتاني علي ولد محمد فال إن أمام الشعب الموريتاني فرصة نادرة لا ينبغي إضاعتها لتغيير واقع البلد السياسي من خلال الانتخابات التشريعية والبلدية اليوم. وأكد فال أن الانتخابات ستكون "نزيهة وشفافة تماما"، وستجرى تحت مراقبة الاتحادين الأوروبي والأفريقي، وجامعة الدول العربية، وبعض المنظمات الأهلية الأميركية.كما أعلن أنه لن يرشح نفسه لمنصب الرئاسة في المستقبل، وتعتبر هذه الانتخابات المرحلة قبل الأخيرة من الفترة الانتقالية التي ينتظر أن تنتهي بانتخابات رئاسية في مارس المقبل يسلم بعدها العسكر الحكم للمدنيين.وقد اختتمت مساء أمس الاول الحملات الانتخابية ويتنافس حوالي 30 حزبا وتكتلا سياسيا، وتقدمت هذه القوى ببرامج متشابهة تدعو بشكل عام إلى تعزيز الديمقراطية وإصلاحات إدارية وقضائية.وقد خاضت النساء الموريتانيات حملتهن الانتخابية على غرار الرجال، حيث فرضت السلطات وجود امرأة بين كل رجلين في القوائم الانتخابية بهدف الحصول لهن على نسبة لا تقل عن 20%، في المجالس المنتخبة، كما توجد سيدات موريتانيات على رأس بعض اللوائح.مشاركة المرأة الموريتانية بهذا الحجم سابقة من نوعها في الانتخابات الموريتانية حيث ظلت المناصب الانتخابية شبه محتكرة على الرجال، وكان وجود المرأة الموريتانية على المسرح السياسي محدودا لا يتجاوز تعيينات في مناصب وزارية بقطاعات حكومية ليست ذات أهمية.وكان تعيين أول مسؤولة برتبة وزير من طرف الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد الطايع ضمن حملة قيل حينها إنها دعائية بالأساس من طرف حكومة الرئيس السابق للحصول على مساعدات لأسماء التي عرفت بالنضال السياسي والسعي للدفاع عن حقوق الإنسان في معظمها أسماء مذكرة بيد أن الترشيحات للاستحقاقات الجارية كشفت القناع عن وجود نضال سياسي تقوده النساء.وكشفت مرشحة حزب التحالف الشعبي التقدمي رأس اللائحة الجهوية للحزب في دائرة العاصمة نواكشوط وزوج المدافع عن حقوق الأرقاء في موريتانيا بوبكر ولد مسعود السيدة المعلومة بنت بلال عن تعرضها للمطاردة من قبل أمن الرئيس السابق واختفائها شهرا كاملا عن أنظار الناس خوفا من الوقوع بين أيدي الشرطة.وتقول المعلومة إنها بطبعها ثورية شاركت في الإضرابات العمالية وهي آنذاك في الصف الثالث الابتدائي، كما ساهمت في تشكيل حزب "العمل من أجل التغيير" المنحل بعد أن أسست مع مسعود ولد بلخير وآخرين ما يعرف في موريتانيا بحركة "الحر" وهي حركة حقوقية سياسية نشأت في الثمانينيات من القرن الماضي لمحاربة الرق في موريتانيا وتعرضت لمضايقات من النظام السابق. بنت بلال قالت إنها ستعمل في حال انتخابها بالبرلمان الجديد على محاربة الطبقية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز الوحدة الوطنية.الإسلاميون يفاخرون بمرشحاتهم كل القوى السياسية المترشحة ضمنت لوائحها رموزا وعناصر نسائية بارزة.كما أن بعض هذه العناصر تتصدر القوائم الانتخابية لبعض التشكيلات السياسية كما هو الحال بالنسبة لقائمة اتحاد قوى التقدم النيابية على مستوى ولاية نواكشوط التي تتصدرها "خادجة مالك جالو".ويفاخر الإصلاحيون الوسطيون (الإسلاميون) بطاقاتهم وكوادرهم النسائية، وتؤكد مصادرهم أنهم تجاوزوا في ترشيحاتهم نسبة الـ20 المخصصة للنساء على مستوى القوائم الانتخابية، وتضيف تلك المصادر أنهم رشحوا أزيد من مائة من كوادرهم النسائية لخوض الاستحقاقات المقبلة.وقالت الإصلاحية افو بنت الميداح التي تتصدر اللائحة الوطنية للإصلاحيين (رقم 2 في اللائحة) إن التيار الإسلامي يفاخر بطاقاته وكوادره النسائية.وأضافت إن الإصلاحيين هم وحدهم من استطاع خلال هذه الحملة أن ينظم مهرجانا نسائيا حاشدا، معتبرة أن سر التفاف النساء حول مرشحات الإصلاحيين هو أن نساء هذا التيار يتميزن بالصدق والوفاء والمسؤولية، وقد ضحين خلال السنوات الأخيرة من حكم ولد الطايع، وقدمن جريحات وأسيرات في سبيل الحقيقة والمبادئ.وفي إحدى الدوائر الانتخابية بالعاصمة نواكشوط (مقاطعة تفرغ زينة) التي تقطنها الطبقة البرجوازية الموريتانية تتنافس أكثر من سيدة على مقعد عمدة البلدية، ومن بين المترشحات العمدة الحالية فاطمة بنت عبد المالك التي انتخبت في الدورة الماضية بأغلبية كبيرة.وتحظى المرأة الموريتانية بقدر كبير من الدلال. فالمجتمع الذكوري يحيطها بهالة من القدسية هي نتاج تراكمات تاريخية كما يقول الخبير الاجتماعي محمد ولد اجدود.ويؤكد ولد اجدود أنه لا أحد في الجمهورية الإسلامية الموريتانية يرفض طلبا للمرأة، وهذا ما جعلها تتمتع بقدرة فائقة على ولوج الأبواب التي تفتح لها، وتتميز بجرأة لا تتوفر حتى لدى المجتمعات الأكثر انفتاحا على المرأة. ورغم كل هذه المعطيات تبقى المرأة الموريتانية محافظة على الحياء والاحتشام وتلتف داخل ملحفة لا يظهر منها غير الوجه والكفين.