باريس / وكالات :قبل 24 ساعة تقريبا من بدء الانتخابات الرئاسية في فرنسا أظهرت أربعة استطلاعات للرأي أن زعيم الحزب الحاكم "الاتحاد من أجل حركة شعبية" نيكولا ساركوزي ما زال متقدما على منافسته الرئيسية سيغولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكي.وحسب هذه الاستطلاعات سيحصل ساركوزي (52 عاما) على ما بين 27 % و29 % من الأصوات وروايال (53 عاما) على 22.5 % - 25 % ومرشح وسط اليمين فرانسو بايرو (55 عاما) على 15 % - 20 %, فيما يحل زعيم الجبهة الوطنية اليمينية جان ماري لوبان رابعا بـ 13%-15.5%.وحسب الاستطلاعات فإنه في حال وصول مرشحين فقط إلى الدور الثاني فإن ساركوزي - الذي ظل أداؤه ثابتا في استطلاعات الرأي- سيحصل على 50 % - 53 % مقابل 47 %- 50 % لروايال التي دخلت الحملة بقوة ثم تراجع ألقها, قبل أن تسترجع بعضا منه مؤخرا عندما بدأت تقلص الفارق بينها وبين مرشح الحزب الحاكم.وكان لافتا أن الاستطلاعات أشارت إلى أن مناصري روايال قد يمنحون أصواتهم لبايرو إذا رؤوا أن فرصه أكبر في هزيمة ساركوزي في الدور الثاني الذي ينظم في السادس من الشهر القادم.وعقد المرشحون الـ 12 آخر تجمعاتهم, واختلطت في خطاباتهم الألوان السياسية, فاستعار اليمين واليسار مصطلحات بعضهما في قضايا كثيرة مثل الهجرة والجريمة والبطالة.واتهم ساركوزي في تجمع انتخابي أمس في مرسيليا من يهاجمونه بالفاشية, قائلا إنه "عندما لا يكون لدى المرشحين أي أفكار ولا حجج ولا قناعات لا يكون أمامهم أي خيار سوى الإهانة والأكاذيب والغمز".وينظر كثير من الفرنسيين إلى ساركوزي بعين الإعجاب بسبب سياساته الحازمة في مكافحة الجريمة, لكنه غير محبوب في الضواحي حيث تعيش أغلبية مهاجرة بسبب تعامله مع أحداث الضواحي في 2005, وشبهته بعض صور خصومه بأدولف هتلر.ووعد ساركوزي بإعطاء الأولوية لتوفير فرص العمل وزيادة قيمة الأجور مقابل ساعات العمل الإضافية وحماية المشروعات الفرنسية, واستحداث وزارة للهجرة والهوية الوطنية، وهي خطوة وصفها محللون بأنها تهدف لاجتذاب أصوات اليمينيين المتطرفين.وتتهم روايال ساركوزي بأنه يؤلب الفرنسيين بعضهم على بعض, ودعت من تولوز إلى " فرنسا تسبق فيها قيم الإنسانية قيم البورصة", وحظيت بدعم رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو الذي قال إنها تمثل التغيي والمستقبل, "وفرنسا الجريئة التي تنتظرها أوروبا".ويقدم بايرو نفسه على أنه موحد فرنسا وصوت الاعتدال وحلقة وصل بين اليسار واليمين, وحث الفرنسيين على التمرد على سنوات اقتصرت فيها المنافسة على هذين المعسكرين.ودافع بايرو متحدثا في بلدته "بو" في جنوب غرب فرنسا عن "فرنسا آمنة وهادئة".أما لوبان الذي فاجأ فرنسا وأوروبا في 2002 -لما أطاح بالاشتراكي ليونيل جوسبان ودخوله الدور الثاني ضد جاك شيراك- فتوقع من مدينة نيس "موجة وطنية كبيرة ستطيح بالأوليغاركية" الموجودة في السلطة. غير أن استطلاعات الرأي تظهر أن ثلث الناخبين -البالغ عددهم نحو 45 مليونا- لم يحسموا أمرهم, ما يعني أن كل استطلاعات الرأي تبقى نسبية جدا.
غدا..الفرنسيون يختارون رئيسهم الجديد وساركوزي يتقدم استطلاعات الرأي
أخبار متعلقة