أثناء تعقب أجهزة الأمن لمتشددي تنظيم القاعدة شمالي بغداد
بغداد/14 أكتوبر/مايكل هولدن وبول تيت: قالت الشرطة إن قوات أمن عراقية اكتشفت مقبرة جماعية تضم نحو 50 جثة بعضها تحلل بشدة وبعضها لأشخاص قتلوا حديثا وذلك أثناء تعقب أجهزة الأمن لمتشددي تنظيم القاعدة شمالي بغداد. وداهمت الشرطة وأفراد وحدة من مجالس الصحوة منزلا يعتقد أن القاعدة تستخدمه بمنطقة قريبة من مدينة سامراء التي تبعد 100 كيلومتر شمالي بغداد عندما عثرت على عشرة أشخاص خطفوا من بلدة قريبة. وقالت الشرطة إن معلومات أدلى بها بعض الأشخاص الذين تم تحريرهم من المنزل أدت إلى اكتشاف المقبرة القريبة. وأضافت أن بعض الأسر المحلية تعرفت على هويات بعض من دفنوا بالمقبرة غير أنه لا توجد معلومات أخرى متاحة. وعثر أيضا على ثلاث سيارات ملغومة. وجاء اكتشاف المقبرة الجماعية بعد رفع علم العراق الوطني الجديد المؤقت فوق مبنى البرلمان لأول مرة الثلاثاء في احتفال قالت الحكومة انه حد فاصل عن الماضي وخطوة نحو المصالحة. وفي خطوة رمزية أخرى قالت الحكومة إنها بدأت إعادة بناء مزار شيعي تعرض للتفجير منذ عامين مما أثار أعمال عنف طائفية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من العراقيين ودفعت بالبلاد إلى شفا حرب أهلية. ورأس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حفل رفع العلم خارج مكاتبه في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد. وحضر الحفل أعضاء الحكومة والشخصيات الكبيرة. وفي الشهر الماضي أقر البرلمان العلم الجديد الذي يشبه إلى حد كبير العلم القديم في إجراء تطالب به منذ فترة طويلة الأقلية الكردية التي قالت ان العلم القديم يذكر بوحشية عصر صدام حسين. وقال المالكي إن ذلك يمحو أثر الماضي. وسيرفع العلم لمدة عام قبل اختيار بديل دائم. ورفض المسؤولون الأكراد رفع العلم القديم الذي صار علما رسميا للعراق بعد انقلاب حزب البعث في عام 1963 وكان محظورا في إقليم كردستان الشمالي الذي يتمتع بقدر كبير من الحكم الذاتي. وقال مسؤولون في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار والتي كانت في السابق معقلا للتمرد السني أنهم لن يرفعوا العلم الجديد. ويرى كثير من العراقيين العاديين أن العلم القديم لا علاقة له بصدام ويفضلون أن تركز الحكومة على أمور مثل تحسين الخدمات الأساسية والمياه التي مازالت متقطعة. وقالت امرأة بحي الدورة بجنوب بغداد «إن من يسمون زعماءنا لا يفعلون شيئا لنا حتى الآن وهم يريدون الآن تغيير علمنا الذي هو رمزنا وأن يأتوا بعلم جديد» .وفي خطوة أخرى هدفها تضميد الجراح قال المالكي إن سامراء ومسجدها العسكري الذي أصيب بأضرار كبيرة جراء تفجير يشتبه بأن متشددي القاعدة نفذوه في فبراير شباط 2006 سيعاد إعمارهما. وأدى التفجير لتدمير القبة الذهبية الشهيرة للمسجد مما ولد أعمال عنف طائفية شرسة بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية. وتقع سامراء في محافظة صلاح الدين إحدى محافظات شمال العراق حيث أعاد مقاتلو القاعدة تجميع صفوفهم بعد طردهم من معاقلهم السابقة في محافظة الأنبار وحول بغداد خلال عمليات أمنية العام الماضي. وقال الجيش الأمريكي إن امرأة مدنية قتلت الثلاثاء خلال غارة نفذتها قواتها على من يشتبه بأنهم أعضاء في القاعدة. ويأتي هذا بعد يوم من اعترافه بأنه قتل تسعة مدنيين عن طريق الخطأ. وقتلت المرأة حينما كان الجنود يردون على إطلاق نار تعرضوا له لدى دخولهم منزلا في بلدة الدور بالقرب من تكريت التي تبعد 175 كيلومترا شمالي بغداد. وقال الجيش الأمريكي في بيان إن رجلين يشتبه بأنهما متشددان قتلا أيضا وأصيبت فتاة في ساقها. وأدى مقتل مدنيين عراقيين برصاص جنود أمريكيين إلى توتر في العلاقات بين بغداد وواشنطن. ويقول الجيش الأمريكي إن المتشددين يستخدمون المدنيين دروعا في كثير من الأحيان كي لا تهاجمهم القوات الأمريكية. ولكن منتقدين يقولون إن القوات الأمريكية كثيرا ما تطلق النار على المتشددين دون مراعاة إن كان هناك آخرون في المنطقة. وأعلن الجيش الأمريكي أنه قتل ستة أشخاص يشتبه في كونهم من مقاتلي القاعدة خلال مداهمات أخرى قرب الخالص وهي بلدة تقع شمالي بغداد أيضا.