غضون
* أكثر فئة في اليمن اليوم عرضة للهجوم والإساءات غير المبررة هي فئة جنود وضباط الشرطة والجيش والمخابرات .. هؤلاء مستهدفون من قبل أطراف كثيرة .. تنظيم القاعدة الإرهابي أعلن بوضوح أن هؤلاء “خبثاء” يقومون بعمليات ضد الإرهابيين (المجاهدين) ويحمون “الدولة الكافرة”, لكي يضمن تنظيم القاعدة حرية التصرف لمجاهديه (الإرهابيين) ويتمكن من ضرب “دولة الكفرة” لابد أن يضعف فعالية جنود وضباط الشرطة والجيش والمخابرات عن طريق قتلهم كما فعل أمس في مأرب.* هذا بالنسبة لتنظيم القاعدة .. أما الأطراف الأخرى فلا إلى قتلهم ولكنها تدعو إلى ضربهم بالجملة وليس بالتفاريق, وهذه الأطراف لا تدرك أنها تمارس أسوأ مما يفعله تنظيم القاعدة والعناقيد التي تتدلى من عموده الأساسي.* تتبعوا مثلاً الأوصاف التي تطلق على أفراد وضباط مؤسستي الأمن والدفاع من قبل قيادات المعارضة وصحف المعارضة .. في مختلف الأحداث والمواقف التي يكون أولئك الأفراد والضباط في حالة مواجهة أو حزم قانوني يقال عنهم : “الخاطفون .. القتلة .. الذين يجسدون المظاهر المسلحة ويرهبون الآمنين .. النقاط الأمنية التي لا هدف لها سوى تطفيش الناس واستفزازهم وابتزازهم .. وغيرها من العبارات المسيئة لدرجة أن الانتشار الأمني في بعض مناطق البلاد وصف من قبل بعض الجماعات السياسية بأنه مظهر من مظاهر الاحتلال الأجنبي .. فهم يسمون مأمور الضبط القضائي خاطفاً قاتلاً مؤذياً .. وغيرها من الأوصاف التي تسيء لرجال هاتين المؤسستين وتحط من قدرهم وتشوه صورتهم. فهل لأي مواطن صالح في هذا البلد مصلحة في ذلك؟.* بالنسبة لي لم تكن علاقتي مع العسكر تنطوي على أي ود .. لكن استهدافهم من قبل الإرهابيين ومن قبل المعارضة بغير حق دفعني إلى التعاطف معهم, بل صرت أحبهم .. لا يمكنني التورط في الدفاع عن أخطاء يقوم بها العسكر .. لكن يجب فهم وإدراك أمرين .. الأول أن لكل أصحاب مهنة أخطاء فالطبيب يخطئ والصحفي يخطئ والعسكري يخطئ .. والخطأ يعامل بقدره .. والثاني هو يجب أن ندرك أن مؤسستي الأمن والدفاع هما ضمانة لأمننا الشخصي والعام, ولا مصلحة لأحد في إضعافهما بأي شكل من الأشكال, بل المصلحة بالدفاع عنهما والحث على تقويتهما .. وكون ضابط أو عسكري يخطئ أو يسيء استخدام سلطته لا يعني القيام برد فعل ليشمل أهم مقومات وجودنا.