ردا منه على النزعات "الجهادية الإسلامية المتطرفة"
ماليزيا / متابعات :كثف رئيس وزراء ماليزيا عبد الله أحمد بدوي حملة لتشجيع نهج "الإسلام الحضاري" الذي يتبناه موجها انتقادات للمتشائمين الذين يخشون أن يكون المحافظون الإسلاميون يفسدون رسالته. وتحدث عبد الله بدوي أول أمس الجمعة في مسقط رأسه عن تشجيع "الإسلام الحضاري" الذي جاء بمثابة رد منه على النزعات "الجهادية الإسلامية المتطرفة" التي تنتشر في منطقة الشرق الأوسط وقال إنه ينبغي للمسلمين أن يرفضوا الرؤية الضيقة للإسلام من أجل التقدم.وأضاف في كلمة معدة مسبقا: "اذا ظللنا على العقلية القديمة.. سنبقى في المؤخرة... إذا كنا ضعفاء فيمكن للناس ترهيبنا بكل بساطة. انظر الى ما حدث للعراق"، وانتقد عبد الله المتشائمين والمشككين الذين يصفون نهج "الإسلام الحضاري" بأنه ليس أكثر من تحسين للصورة وذلك بعد ثلاث سنوات من إطلاقه له. وقال رئيس الوزراء بشأن منتقديه خلال افتتاحه معرضا يستمر ثلاثة أيام في ولاية بينانج مسقط رأسه بشمال البلاد: "يواصلون التمسك بتعاليم الإسلام في سياقها الضيق"، وقال عبد الله خلال مؤتمر صحفي إنه حتى الأحزاب التي لا تمثل عرقية الملايو داخل الائتلاف الحاكم قبلت الإسلام الحضاري، وأردف "إن الانتقاد أعتبره جيدا... ليست لدينا دوافع خفية." وأنشأت عشرات الإدارات الحكومية والشركات الخاصة في أحد المعارض المقامة لعرض المنتوجات الماليزية أكشاكا لعرض منتجات وخدمات تتراوح بين القهوة العشبية وحتى التأمين المتفق مع الشريعة الإسلامية في أجواء أشبه بأجواء المهرجانات. ويتوقع منظمو المعرض أن يجذب 500 ألف زائر. وجاءت تصريحات عبد الله بشأن الرؤى الضيقة بعد شهر من توجيهه توبيخا لمسؤول بولاية تقع بشمال البلاد اقترح استئجار "جواسيس" إسلاميين لمراقبة الأقران غير المتزوجين والمساعدة في فرض الشريعة الإسلامية. وكان هذا المسؤول مكلفا بمهمة تطبيق الإسلام الحضاري في الولاية. ويخشى زعماء المعارضة من إمكانية استغلال المحافظين للمبادئ العريضة للإسلام الحضاري كوسيلة لتعزيز برامج عملهم وهو ما أثار قلق غير المسلمين الذين يشكلون نحو نصف عدد سكان ماليزيا. وتوعد زعماء مدينة كوتا بارو المتشددون الذين أعلنوها "مدينة إسلامية" مؤخرا بتغريم غير المسلمات اللاتي يرتدين ملابس كاشفة. كما داهم مسؤولون إسلاميون متطرفون العام الماضي محل إقامة قرينين أمريكيين مسيحيين بشبهة الخلوة. واعتذرت الحكومة فيما بعد للاثنين. وفي كلمته قال عبد الله إن الحكومة ستحاول تصدير مفهوم الإسلام الحضاري إلى بلدان أخرى للمساعدة في نشر رسالة الإسلام المعتدل، ولم يحدد بلدانا بالاسم غير أن مسؤولين قالوا إن مناطق ساخنة مثل جنوب تايلاند قد تكون هدفا. وقال رئيس الوزراء الماليزي: "يمكننا لعب دور صانع سلام يحظى بالاحترام.. نريد أن يكون الإسلام الحضاري أداة للمسلمين في أنحاء العالم لنشر الرسالة التي مفادها أن الإسلام يمكن أن يكون دينا تقدميا دون أن يفقد قيمه العالمية." ومزج عبد الله الذي يستمد أغلب فكره من ابن خلدون العالم المسلم الشهير الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي مبادئ الإسلام الحضاري ببرامج التنمية الوطنية، بما في ذلك خطة لتحويل ماليزيا إلى دولة متقدمة وعظمى بحلول العام 2020، وقال: "البذرة التي نزرعها اليوم ستتمتع بثمارها الأجيال القادمة... لست أبالي بما يقوله الناس".