سلطنة عمان تحتفل بيوم النهضة
إعداد / حسن قاسم/ أيمن بجاشيحتفل الشعب العماني الشقيق في الثالث والعشرين من يوليو من كل عام بيوم النهضة العمانية التي قادها جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان منذ توليه الحكم عام 1970م. ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة وقد تحقق للشعب العماني العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي قفزت بالسلطنة إلى مصاف الدول المتقدمة. ففي الثالث والعشرين من يوليو 1970م أشرقت على عمان شمس عهد جديدة شمس النهضة المباركة بقيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس وبروح مفعمة بالعزم والإصرار انطلقت المسيرة تجمع الشمل وتحقق التلاحم والتماسك بين أبناء الوطن تجاوزاً لعقبات الماضي وتؤسس لبناء عصر يسهم فيه كل أبناء الشعب العماني. صحيفة (14 أكتوبر) تلخص أهم النجاحات التي شهدها الشعب العماني منذ تولي جلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم عام 1970م. [c1]عمان تاريخ وتواصل حضاري [/c]شكلت عمان على امتداد التاريخ مركزاً حضارياً نشطاً تفاعل منذ القدم مع كل مراكز الحضارة في العالم القديم وبينما كانت عمان واحدة من المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب فإنها كانت كذلك مركزاً تجارياً وبحرياً مزدهراً في المحيط الهندي حتى السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر وامتدت علاقاتها إلى مختلف القوى الدولية وتفاعلت بقوة مع محيطها الخليجي والعربي والدولي باعتبارها مركزاً للتواصل الحضاري مع الشعوب الأخرى. ومن هذه الأرضية الحضارية انطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة وهي تتمتع بمقومات القوة الضرورية لبناء حاضر مزدهر يربط بين الماضي العريق والمستقبل المشرق ، وفي مقدمة هذه المقومات القيادة التاريخية الواعية والشعب العماني الذي صنع حضارته بيده والموقع ذو الأهمية الحيوية في تفاعل عميق بين إرادة الإنسان قيادة وشعباً وأهمية المكان بما يجعل العطاء الحضاري العماني متواصلاً ومتجدداً في الحاضر كما كان في الماضي وكما سيكون في المستقبل. لقد مثل التاريخ العماني سلسلة متصلة الحلقات أسوة بتاريخ الأمم والشعوب ذات الحضارة والدور التاريخي حيث استطاعت الدولة ( البو سعيدية) التي قامت على يد مؤسسها الإمام احمد بن سعيد عام 1744م والتي يمثل جلالة السلطان قابوس بن سعيد امتداداً لها على مدى أكثر من مائتين وخمسة وستين عاماً أن تضع عمان في مصاف الدول القوية والمؤثرة في محيطها. ومثلت مبايعة الإمام احمد بن سعيد الذي كان والياً على صحار وما حولها عام 1744م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العماني حيث تمكن الإمام احمد بن سعيد من تأسيس الدولة ( البوسعيدية) وإعادة توحيد البلاد واستمر حكم أسرة ( البوسعيدية ) منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى الآن وقدم سياجاً آخر لدعم الوحدة الوطنية العمانية خاصة في مراحل محددة بلغت ذروتها في عهد السيد سعيد بن سلطان ثم في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد باني نهضة عمان الحديثة التي أثمرت عدداً من الانجازات المهمة في مسيرة عمان التاريخية وتواصل عطاؤها المستمر. [c1]الشورى العمانية آفاق رحبة[/c]ترسخت تجربة الشورى العمانية على امتداد العقود الثلاثة الماضية حيث انتقلت من الصيغة التقليدية التي عرفها المجتمع العماني في القرون الماضية إلى الصيغة الحديثة التي تقوم على نظام المجلسين حيث كانت السلطنة أول دول مجلس التعاون لدول الخليج في الأخذ بهذا النظام من خلال ما تضمنه النظام الأساسي للدولة الصادر في نوفمبر 1996م بالنسبة لمجلس عمان الذي يتكون من مجلس الدولة الذي يعين جلالة السلطان أعضاءه من بين أفضل الخبرات العمانية ومن مجلس الشورى الذي ينتخب المواطنون ممثلي ولاياتهم فيه. ومع انطلاق تجربة الشورى العمانية وتوطيد قواعدها بفضل الصلاحيات المتزايدة لمجلس الدولة ومجلس الشورى والمشاركة النشطة للمواطنين سواء في الانتخابات أو من خلال أعمال المجلس فإنهما يسجلان اهتماماً متزايداً ومتواصلاً باهتمامات المواطنين من ناحية وتفاعلاً ملموسا مع المجالس المناظرة والاتحادات البرلمانية العربية والدولية من ناحية ثانية. وأصبحت الشورى العمانية سبيلاً أخر ليس فقط لتعزيز مشاركة المواطن العماني في صياغة وتوجيه التنمية الوطنية ولكن في دعم علاقات السلطنة وتحقيق مصالحها وتوسيع نطاق حوارها الحضاري مع الدول والشعوب على امتداد العالم. [c1]بناء مؤسسات الدولة العصرية [/c]بناء الدولة العصرية وإقامة دولة المؤسسات هو احد المحاور الأربعة الرئيسية التي ارتكزت عليها جهود التنمية على امتداد السنوات التسع والثلاثين الماضية. وتمثل أهمية ودلالة ما يتحقق على صعيد ترسيخ مؤسسات الدولة العصرية وتطوير أدائها بخطى متدرجة تتواكب مع حركة المجتمع العماني وتطوره الاقتصادي والاجتماعي وتتجاوب مع تطلعات المواطن العماني من ناحية وفي إطار يقوم ايضاً على مشاركة المواطن وعلى التكامل بين مؤسسات الدولة التنفيذية والبرلمانية واستقلال القضاء من ناحية ثانية وهو ما يضفي سمة مميزة على هذه الجهود. [c1]الإنسان العماني الجديد [/c]خلال هذه السنوات بذلت السلطنة تحت قيادتها الحكيمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد جهوداً لتطوير اقتصادها الوطني وإحداث تنمية حقيقية هدفها تحقيق الرفاه للمجتمع العماني. ووفق مؤشرات موازنة السلطنة 2009م فان حجم الإنفاق ارتفع إلى (6) مليارات و(424) مليون ريال عماني بهدف الحفاظ على مستوى نمو الاقتصاد الوطني واستمرار تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات. وانتهجت السلطنة في بناء اقتصادها على خطط تنموية ترتكز على تنمية قطاعات السياحة والأسماك والصناعة ورفع المستوى المعيشي للمواطنين والحفاظ على معدلات التضخم عند مستويات متدنية حيث ارتفع نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي للسلطنة في عام 2007م إلى 5 آلاف و702 ريالات مقارنة بـ (5) آلاف و 354 ريالاً عام 2006م مسجلا نمواً بنسبة 6.5 %. وجاء هذا الصعود نتيجة لارتفاع إجمالي الدخل القومي للسلطنة عام 2007م إلى 15.5مليار ريال مقارنة بـ 13.7 مليار ريال عام 2006م. [c1]جسور مودة وتعاون وسياسة حكيمة[/c]تتسم السياسة العمانية بالوضوح في التعامل مع الآخرين وفقاً لمصداقية مواقفها وعلاقاتها الواسعة وخبرتها التاريخية التي أضافت مزيداً من الثقل والفاعلية في تحركاتها الدائمة لجهود تعزيز السلام والاستقرار خليجياً وعربياً ودولياً وجعل السياسة الخارجية رافداً وسبيلاً لدعم جهود التنمية الوطنية. وتحظى سياسات السلطنة ومواقفها على الصعيدين العربي والدولي بتقدير واسع لإسهامها الايجابي ولمصداقية مواقفها الداعمة للعمل العربي المشترك وعلى المستويين الإقليمي والدولي وحرصها على إقامة العلاقات الثنائية مع العديد من الدول على امتداد العالم انطلاقاً من المصلحة الوطنية العمانية وتحقيقاً لها. [c1]جلالة السلطان قابوس في سطور [/c]نشأته: ولد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد في 18 نوفمبر عام 1940م في مدينة صلالة بمحافظة ظفار حيث تلقى تعليم اللغة العربية والمبادئ الدينية على أيدي متخصصين اخترهم والده - رحمه الله-كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة. وفي سبتمبر عام 1958م أرسله والده إلى بريطانيا حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة في ( سافوك) وفي عام 1960م التحق جلالته بالأكاديمية العسكرية الملكية في ( سانت هيرست) حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خلالها العلوم العسكرية بعدها عاد جلالته برتبة ملازم ثان ثم انظم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري بعد ذلك عاد جلالته إلى بريطانيا حيث تلقى تدريباً في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك،ثم قام بجولة استطلاعية في عدد من الدول استغرقت ثلاثة أشهر عاد بعدها إلى البلاد في عام 1964م.وعلى امتداد السنوات الست التالية تعمق جلالته في دراسة الدين الإسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة عمان دولة وشعباً على مر العصور.[c1]اهتمامات وهوايات صاحب الجلالة[/c]لجلالته اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة وهو ما عبر عن نفسه في دعم جلالته المستمر للعديد من المشروعات الثقافية وبشكل شخصي محلياً وعربياً ودولياً سواء داخل منظمة (اليونسكو) أم خارجها.أما عن هوايته،فأهمها ركوب البحر والفروسية والرماية والرحلات البرية.[c1]مجلس التعاون[/c]صاحب الجلالة هو أول من دعا إلى إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ما عكس حرص واهتمام جلالته بقضايا أمته.[c1]جائزة السلام الدولية[/c]في حدث بارز زاخر بالمعاني والدلالات جاء الإجماع الذي التقت عليه ثلاث وثلاثون جامعة ومركز أبحاث ومنظمة أمريكية على منح جائزة السلام الدولية ليس فقط كامتداد للإجماع الذي يحظى به جلالة السلطان على كل المستويات رسمياً وشعبياً ولكن أيضاً ليؤكد شمولية هذا الإجماع وامتداده إلى المؤسسات المشهود لها التي تشكل في الواقع جانباً حيوياً في الفكر والسياسة الدولية عبر دورها المؤثر أمريكياً وعالمياً وفي مقدمتها جامعة (هار فارد) العريقة.[c1]جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة[/c]هي جائزة تمنح كل سنتين كمكافأة للإسهامات البارزة التي يقدمها الأفراد والمعاهد والمنظمات في مجال إدارة البيئة وصونها.بدأ منح هذه الجائزة سنة 1989م تحت إشراف منظمة (اليونسكو).[c1]قابوس في اللغة[/c]قابوس في اللغة:الجميل الوجه الحسن اللون،وقابوس من قبس وزن فاعول وهو طالب النار وموقدها وطالب العلم والمفيد منه وأيضاً الرجل المليح الوجه الحسن اللون.[c1]معجم أسماء العرب[/c]أهدى جلالة السلطان أمة العرب موسوعة بأسماء العرب.وهو مشروع ضخم وإنجاز حضاري مشهود لجلالته.بدأ العمل في هذا المشروع في عام1985م.
العاصمة المانية مسقط
العاصمة المانية مسقط