الاحتياجات الانسانية والتمونية تتدفق من العريش ورفح
الأراضي المحتلة / غزة / وكالات :واصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين تدفقهم لليوم الثاني على التوالي من قطاع غزة إلى مصر بعد أن أحدث مسلحون صباح الأربعاء الماضي عدة ثغرات في الجدار الإسمنتي والحديدي الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة، الأمر الذي سمح لآلاف الفلسطينيين بشراء احتياجاتهم الإنسانية والتموينية التي كادت تنفد من القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.ووفقا لشهود عيان فإن تدفق الفلسطينيين على مدينتي العريش ورفح لم يتوقف طوال ساعات الليلة الماضية، وأنهم قاموا بشراء كل ما تقع عليه عيونهم.وقال الشهود إن المواد والبضائع نفدت من بعض المحال التجارية المصرية، بسبب الارتفاع غير المسبوق لعملية الشراء من قبل الفلسطينيين، كما طرأ ارتفاع على أسعار بعض السلع في ساعات المساء، مقارنة بما كانت عليه في ساعات الصباح.بالمقابل انتشرت شرطة مكافحة الشغب المصرية بكثافة قرب الحدود المصرية مع القطاع، وأجبرت الحافلات والسيارات المتوقفة على الجانب المصري من الحدود والتي كانت ترغب بنقل الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية بالعودة أدراجها للوراء.ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن دبلوماسي عربي قوله إن مصر طمأنت الولايات المتحدة، بأن تدفق الفلسطينيين للأراضي المصرية سينتهي بحلول عصر اليوم (أمس) الخميس.وأعربت واشنطن عن قلقها بسبب تدفق الفلسطينيين عبر رفح إلى مصر.وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي من عبور فلسطيني غزة إلى مصر، قال ماتان فيلناي -نائب وزير الدفاع الإسرائيلي- إن إسرائيل تريد قطع صلاتها الباقية مع القطاع الذي تسيطر عليه حركة (حماس).وقال فيلناي لإذاعة جيش الاحتلال «علينا أن ندرك أنه عندما تكون غزة مفتوحة على الجانب الآخر، فإننا نفقد المسؤولية عنها، لذا نريد الانفصال عنها»، وأكد أن جهود إسرائيل لفك الارتباط بغزة مستمرة «بمعنى نريد وقف مدهم بالكهرباء، ووقف مدهم بالمياه والدواء حتى يجيء من جهة أخرى».
تواصل تدفق الفلسطينيين على مصر
ومضي يقول «نحن مسؤولون عن القطاع ما دام لم يكن هناك بديل، مشيرا إلى أن إسرائيل التي احتلت غزة عام 1967، بدأت فك الارتباط بينها وبين القطاع حين سحبت جنودها ومستوطنيها عام 2005، فيما ما زالت تسيطر على حدود غزة الشمالية والشرقية كما تسيطر على أجوائها وسواحلها.وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أكد في تصريحات إعلامية أمس الأول أنه سمح للفلسطينيين بعبور الحدود إلى مصر للتزود باحتياجاتهم من الغذاء «طالما أنهم لا يحملون أسلحة (..) لأنهم يعانون من الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي».وفي محاولة لوضع حد للسيطرة الإسرائيلية على حياة الفلسطينيين بغزة، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إن المسؤولين المصريين وعدوا بدراسة اقتراح تقدم به بخصوص استعداد حكومته لإجراء محادثات عاجلة مع قيادة السلطة الفلسطينية ومصر من أجل الاتفاق على إدارة معبر رفح ووضع الترتيبات اللازمة لذلك.وأكد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية أن «الاستئثار بإدارة الأمور هو سياسة فاشلة» وأن «إدارة الظهر للشرعيات الفلسطينية هي رهانات خاسرة»، وذلك في إشارة إلى قرار الرئيس الفلسطيني إقالة الحكومة بعد سيطرة حماس على قطاع غزة.غير أن الرئاسة الفلسطينية فرضت شروطا قاسية للاستجابة لدعوة هنية، منها أن تعترف بفشلها في إدارة الأوضاع في قطاع غزة وأن تطلب من الرئيس محمود عباس إرسال قوات الأمن الفلسطينية إلى غزة للإشراف على المعابر هناك.أما رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد فقال متحدثا باسم عباس إنه «لن يكون هناك لقاء مع أي كان لا يلتزم بالشرعية الفلسطينية التي يشكل الرئيس محمود عباس رأسها».