مشاكل البصر(الرؤية المتدنية )من الأسباب الرئيسية لتسرب الطلاب من التعليم
نور الشامي تدرب الكفيفات
نـور محمد الشامي يشكو نحو ربع أعداد أطفال المدارس من مشاكل في النظر مثل قصر النظر، الرمد، عمى الألوان وتعب العين أو أمراض وراثية وغيرها. و تظهر الكثير من هذه المشاكل في الفترة التي تسبق دخول الأطفال إلى المدارس ويمكن أن تبقى مجهولة لفترة طويلة ، لذا فإجراء الفحص في سن مبكرة يعد عاملا مهما في الوقاية والكشف المبكر للتعرف على التشخيص وطريقة المعالجة وتفادي تفاقم المشكلة ، فالأطفال الذين يعانون من ضعف النظر أثناء الدراسة يصعب عليهم مجاراة أقرانهم .[c1]ضعف الرؤية [/c]هو ضعف في رؤية العين، حيث لا تمر بمراحل النمو الطبيعية للرؤية خلال مرحلة مبكرة من الطفولة. و تتأثر العينان أو عين واحدة فقط بهذا الضعف، في حين أن العين الأخرى تظل طبيعية. وهذه الحالة شائعة وتؤثر على حوالي 3-2 % من الأطفال ، وأفضل ميعاد للعلاج أثناء الطفولة المبكرة ، وقد ترجع إلى تاريخ وراثي في العائلة من الإصابة بالحول أو ضعف النظر أو الاحتياج إلى نظارات طبية في مراحل عمرية مبكرة، مما يحتم ضرورة فحص الطفل، لأنها مؤشرات تنبئ بالإصابة.[c1] تطور النظر[/c]
إحدى الطالبات الكفيفات من جمعية الأمان
خلال المراحل العمرية المبكرة يتغير النظر بسرعة وتنمو الرؤية، وإذا لم تستطع الطفلة أوالطفل استخدام العين بشكل طبيعي سيضعف النظر. وبعد مرور الأعوام التسعة الأولى من عمر الإنسان يكون الجهاز البصري للإنسان قد اكتمل نموه ، والنمو الطبيعي له هو تساوي العينين في القدرة على الرؤية ، وفقد الإنسان للرؤية بإحدى عينيه نتيجة لحادث أو مرض يوصف بأنه إعاقة أو عجز بصري .[c1]هل تعلم أن بين تلاميذك تلميذاً يعاني من ضعف في البصر؟[/c]
أحد طلاب معهد النور للمكفوفين يحاول القراءة
الإعاقة البصرية حالة تصيب الجهاز البصري لكن آثار الإصابة تتجاوز الإحساس البصري ذاته وتمتد فتؤثر على كل مجالات النمو الإنساني تقريباً سواء ما كان منها متعلقا بالنواحي الإدراكية أو المعرفية أو الاجتماعية والانفعالية لأن العالم الإدراكي للطفل الصغير يعتمد اعتمادا كبيراً على حاسة البصر مما يترتب عليه عدم القدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة حيث أن آثار فقد البصر أو قصوره تجاوز كثيراً الأثر المباشر وهو نقص المعلومات البصرية ، والنتيجة المتوقعة هي عبء متزايد على القنوات الحسية الأخرى ، إذ يجب أن تعمل هذه القنوات دون المساعدة التي يتيحها البصر عند الطفل المبصر فتلعب حاسة البصر دوراً بالغ الأهمية في تطوير وبناء المفاهيم كمساند للحواس الأخرى وفقدانها لا يجعل الحواس تعتبر بدائل كافية لبناء المفاهيم ليستطيع الطفل إدراك البيئة المحيطة به.لذا فإنه ينظر للإبصار أنه حاسة مسافة تزودنا بالمعلومات القادمة من البيئة المحيطة بنا حيث أننا نستخدم بصرنا في أمور كثيرة خلال ممارساتنا اليومية فإننا نستخدم أبصارنا للدفاع عن أنفسنا كاستخدام البصر في عبور الشارع «مثلاً» والدور الذي تلعبه هذه الحاسة أكثر فعالية من الدور الذي تلعبه الحواس الأخرى. فعند ما يفقد الطفل حاسة البصر فإنه يلجا إلى توظيف الحواس الأخرى وبخاصة السمع واللمس. لذلك فأن فقدان الإنسان حاستي البصر والسمع يجعله لا يدرك العالم من حوله فهما تختلفان عن الحواس الأخرى لأنهما تحذراننا وتساعداننا في الوقاية من مخاطر البيئة المحيطة .من هنا يتضح لنا أهمية وضع برامج تجعل المعلم في الصف العادي يتعرف على المشاكل البصرية بين أوساط الطلاب العاديين من خلال اكتسابه بعض التدريبات والمهارات للتعرف على العوامل والعلامات الواضحة التي تجعله يستطيع اكتشاف الطالب الذي يعاني من مشاكل في البصر وذلك أثناء الحصة الدراسية وهنا يبرز دور و أهمية المعلمين في الاكتشاف المبكر للإعاقة ، و على الرغم من أنه توجد معاهد ومراكز وجمعيات خاصة بالمعاقين بصريا إلا أنه ليس كل من يعاني منها يتلقى الخدمات الخاصة بل أكثرهم بيننا وهم لا يعلمون أنهم يعانون من مشاكل بصرية، لذلك فإن مبادرة فحص النظر للأطفال الملتحقين بالمدارس من شأنه أن يلعب دورا حيويا في المساعدة على تحديد مشاكل النظر في مرحلة مبكرة، لأنها لو تركت بدون الكشف عنها، فقد تقود إلى تطورات خطيرة في الوضع الصحي للأطفال مستقبلا. فإذا لم يكتشف ضعف النظر لدى الطفل مبكراً قد يؤدي إلى إدراجه في فصول ذوي الاحتياجات الخاصة فالعين تساهم في قدرة الإنسان على التعلم بنسبة 83 % .[c1]الإحصائية الدولية للمكفوفين وضعاف البصر[/c]
من أنشطة جمعية الأمان للكفيفات
أشارت بيانات منظمة الصحة العالمية من خلال الإحصائية التي أجرتها عام 2002 إلى أن : عدد المصابين بصريا في العالم 161 مليون شخص منهم 124 مليون ضعيف بصر و 37مليون كفيف وأن 80 % من المصابين بصريا موجودون في الدول النامية.[c1]* أختصاصية برنامج التأهيل البصري لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة بصرياً مدربة في الفريق الوطني.[/c]