صباح الخير
محمد الاميرها .. قد أزفت العطلة الصيفية المديدة .. الطويلة المدى للتلاميذ والطلاب , وتبدأ – عادة – كما تنتهي دون فائدة منها إن لم تأتِ نتائج عكسية لما هو مأمول منها .فالتلميذ يبدأ إجازته لا يجد فيها سوى بعض الراحة في أيامها الأولى .. وبعدها يبدأ خوض معركة قاسية مع الفراغ اللامتناهي .وذلك أنه إذا أخذنا بتعريف وقت الفراغ لقلنا: إنه الوقت الذي يبقى فيه التلميذ طليقاً – غير مقيد بأي التزامات ويمكنه أن يمارس أنشطة وهوايات اختيارية .وفي العطلة الصيفية يجد نفسه أسيراً لفراغ طويل ممتد إن لم نقل موحشاً , مما يعكر عليه صفو فرحة الأيام الأولى .. ويستشعر تارة أخرى بوطأة ثقل الإجازة وقسوة طولها وتطاولها .وتعمد بعض الأسر إلى ابعاد أبنائها إلى الشارع لتخفيف وطأة مشاكساتهم .إلا أن الشارع كبير ومسالكه وعرة ومتاهاته خطرة , فالطفل / التلميذ الذي يعاني الفراغ تكالبت عليه الظروف وكأنما أصبح البيت بيئة طاردة له , ومسؤولو العملية التربوية يعتقدون إن مهمتهم تنتهي بانتهاء الفصل الدراسي الأخير .لذا فإن إلقاءه في الشارع المتعدد الأوجه يجبره على ملء هذا الفراغ بأول ما يصادفه وبتعلم سلوكيات جديدة وكثيرة السلبية .. دون أن يتنبه لهذه الأخطار أو يكترث لها .. أو مما قد يصيبه من أذى جسماني أو نفسي .. أضف إلى تبديد طاقاته هدراً دون أن يفيد أو يستفيد منها .وأخطر من ذلك ما يتعرض له في سنه اليافعة التي لا تراعي فيها كثير من الأسر خصائص هذا السن الانتقالية الصعبة , وما يتعرضها من نمو انفعالي .وهكذا سيظل التلميذ / الطفل / المراهق يتخبط عشوائياً إن لم يجد الوسيلة التي توصله إلى الهدف .إلا إنه يتحول إلى شعلة من الحركة والنشاط , إذا وجد إن المدارس قد تحولت في الصيف إلى نوادٍ ومراكز صيفية ويستعيد صفاء ذهنه عندما يرى الجانب الشخصي الذي يريده فيقبل عليها برغبة وحب كبيرين، الأمر الذي يجعل الاستفادة المصحوبة بالرغبة تتحكم به على الدوام.