المصري محمد عبد الوهاب أحدث الضحايا
لم يكن حادث وفاة اللاعب المصري محمد عبد الوهاب خلال إحدى الحصص التدريبية مع فريقه الأهلي هو الحادث الأول في الملاعب العربية والعالمية وبالتأكيد لن يكون الأخير، الأعوام الأخيرة شهدت العديد من الحوادث المشابهة ولفظ لاعبين كانوا في ريعان شبابهم أنفاسهم الأخيرة تاركين علامات استفهام كبيرة حول رحيلهم المفاجئ، وبهذه الطريقة.وبحسب أحد أعضاء اللجنة الطبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فإن 20 ألف شخص يموتون كل عام وهم يمارسون الرياضة، معظمهم يسقطون ضحايا للأزمات القلبية.هذه الأعداد المرتفعة باطراد أدت إلى فرض الفيفا على جميع المنتخبات التي شاركت في بطولة كأس العالم الأخيرة (ألمانيا 2006) تقديم شهادات طبية لجميع اللاعبين تستبعد خطر تعرضهم لازمات قلبية، وهو أمر لم يكن متبعا في البطولات السابقة لكأس العالم، ما يعني أن الفيفا بدأ يستشعر الخطر الذي يحدق بالرياضيين ومنهم لاعبي كرة القدم المحترفين على اعتبار أن أي لاعب كرة محترف في العالم يقع تحت مسؤوليته.اما أن تقريرا مخيفا نشرته مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية العام الماضي أشار إلى أن العمر المفيد للاعبي كرة القدم المحترفين تراجع للنصف خلال العقدين المنصرمين، وذلك بسبب الجهد الكبير الذي يبذلونه في الملاعب وبشكل مستمر، وأكد التقرير "بأن العمر المفيد للاعبي الكرة تراجع من 12 إلى 6 سنوات" وأشار إلى أن "لاعبي كرة القدم أكثر إنتاجية، لكن عمرهم يتناقص"!.وكان نادي تشيلسي الانكليزي من أوائل الأندية في العالم التي بدأت تتبع إجراءات صارمة بخصوص الفحوصات الطبية للاعبي الفريق، ولا سيما فحوصات القلب، فقد استدعى النادي قبل بداية الموسم الماضي وبناء على طلب مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينهو أحد أشهر أخصائيي القلب في بريطانيا الدكتور دنكان ديموند، وذلك لإجراء فحوصات للقلب لجميع لاعبي الفريق للتأكد من سلامتهم قبل بدء الموسم الجديد الذي يبذل فيه اللاعبين جهدا خرافيا.وقال ديموند حينها " إننا نجري فحوصا للقلب بالأشعة للاعبي الفريق الأول بتشيلسي بسبب بعض الكوارث التي تعرض لها لاعبو كرة القدم وتسببت بوفاتهم على نحو مفاجئ ، الأمر هنا لا يتعلق بانسداد الشرايين إنما بحالات قلبية نادرة لا تكشف بالفحوصات العادية ".وتابع بأن "هذه الفحوص الخاصة تأخذ في الاعتبار أنها لا تجرى على قلوب أشخاص عاديين و إنما قلوب اللاعبين الرياضيين على درجة عالية من اللياقة البدنية حيث يجب أن تكون قلوب هؤلاء اللاعبين قوية مثل قلوب خيول السباقات"!.مما سبق يتضح بأن الجهد الكبير الذي يبذله اللاعبين دون الحصول على الحد الأدنى من فترات الراحة والاستجمام، يعتبر أحد أهم مسببات تعرضهم لأزمات تؤدي إلى وفاتهم، وهو ما قد ينطبق على اللاعب المصري محمد عبد الوهاب، فالأرقام تؤكد انه خاض مع فريقه ومنتخب بلاده موسما استثنائيا ولم يحصل على القدر المطلوب من الراحة بعدما خاض بطولة الأمم الإفريقية "المجهدة" بعد موسم "متعب" مع الأهلي الذي كان يلعب على عدة جبهات، ومن ثم بدأ معه موسم جديد بكل ما يحتاجه من مجهود، ليدفع اللاعب - بحسب وجهة نظر البعض - ثمن سوء الإدارة الرياضية في مصر وأفريقيا والتخطيط غير الدقيق للبطولات ومواعيدها سواء المحلية في مصر أو القارية في أفريقيا.وإذا كان الإرهاق والتعب أحد أهم مسببات الموت المفاجئ للاعبين، فإن ثمة سبب آخر راح العديد من اللاعبين ضحية له، ونجا بعضهم بأعجوبة منه، وهو بلع اللسان بشكل مفاجئ من قبل اللاعب أثناء المباراة، وما يسببه من توقف التنفس ليؤدي في حال تأخر إنقاذه إلى الوفاة، وهو ما حصل مع اللاعب التونسي الهادي بن رخيصة والعديد من اللاعبين، في الوقت الذي كان القدر لطيفا بلاعبين آخرين وتم إنقاذهم بعد حدوث الموقف معهم، وقد تكرر هذا الأمر أكثر من مرة في الملاعب السعودية والمصرية، مع لاعبين مثل ماجد عبد الله وعدنان عبد الشكور وراشد المقرن وبشير التابعي.ويرجع المتخصصين بلع اللسان من قبل اللاعبين أثناء المنافسات الرياضية إلى عدة أسباب منها تعرضهم لضربة عنيفة ومفاجئة على الرقبة مما يؤدي إلى حدوث ردة فعل عكسية فينسحب اللسان للداخل، أو إصابة مباشرة في للفك السفلي عن طريق ضربة عنيفة أو سقوط مباشر بعد الاشتراك مع لاعب آخر أو نتيجة إغماء.وأمام تلك المعطيات يبقى السؤال الأهم.. كيف سيكون مستقبل كرة القدم في العالم في ظل هذا الخطر المحدق بها خصوصا بعد أن تحولت أهدافها من الهواية والتسلية والترفيه إلى الاحتراف والعمل لتصبح تجارة وفيرة الربح في عالم متغير ومتبدل باستمرار؟!وبالتأكيد فإن الأيام المقبلة كفيلة بكشف المزيد من الحقائق التي من شأنها تغيير مسار "الساحرة المستديرة" لا سيما بعد أن عكف العديد من الأطباء والمتخصصين على البحث في أسباب شيوع ظاهرة "موت لاعبي كرة القدم الشباب". فيما يلي إحصائية لبعض اللاعبين الذين توفوا في السنوات الأخيرة وأرجع الأطباء سبب الوفاة إلى الإرهاق والتعب والمجهود الزائد:[c1]التونسي الهادي بن رخيصة[/c] توفي خلال مباراة لفريقه الترجي وكان سبب الوفاة هو بلع لسانه دون تمكن المسعفين من إنقاذه.[c1]الجزائري عبد الكريم قصباج[/c]توفي أثناء مباراة في الدوري المحلي لفريقه ترجي مستغانم، وقالت وكالة الإنباء الجزائرية انه أصيب بسكتة قلبية ناجمة عن جهد زائد.[c1]الكاميروني مارك فيفيان فويه[/c] توفي أثناء مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا في الدور قبل النهائي لبطولة القارات أمام في مدينة ليون الفرنسية عام 2003م ، وقال الأطباء بعد تشريح الجثة أن وفاته كانت طبيعية، لكن الكثير من علامات الاستفهام لا تزال تثار حول موضوع وفاته.[c1]المجري فيكلوس فيهر[/c] توفي أثناء مباراة فريقه بنفيكا البرتغالي مع فيتوريا غيماراش في الدوري المحلي عام 2004م ، وذلك بعد إصابته بأزمة قلبية حادة خلال المباراة.[c1]البرتغالي هوغو كونيا[/c]توفي خلال مباراة ودية لفريقه يونياو ليريا حيث سقط أرضا ولم يستطع الأطباء إنقاذه.[c1]البرازيلي سيرجينيو[/c]توفي اثر إصابته بأزمة قلبية خلال مباراة فريقه ساو كيتانو أمام ساو باولو في الدوري البرازيلي ، وقد فرض الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عقب وفاة اللاعب عقوبات مشددة على نادي ساو كيتانو بسبب معرفته المسبقة بإمكانية تعرض اللاعب للخطر.[c1]البرازيلي كريستان جونيور (داليما)[/c]توفي قبل دقائق من نهاية مباراة فريقه ديمبو سبورتس الهندي أمام موهون باجان في المباراة النهائية لبطولة كأس الهند، وقد سقط اللاعب أرضا بعد أن سجل هدفا لفريقه وواتُهم حينها حارس مرمى الفريق المنافس بتعمد بالاصطدام به بشكل متعمد مما أدى إلى سقوطه مغشيا عليه قبل أن يتوفي.[c1]الفرنسي دافيد دي توماسو[/c]توفي أثناء نومه وقد قال الأطباء بأن سبب الوفاة هو تعرضه لسكتة قلبية علما أنه كان يلعب لنادي أوتريخت الهولندي.