أجرى اللقاء/محمد فؤاد /بسام محفوظخلصت عدد من الدراسات التي أجراها علماء نفسيون إلى أن القنوات الفضائية (الصفراء)أي تلك التي لا تضع حدودا لنشر الثقافة الجنسية الإباحية تعد المصدر الأول لانتشار هذه الثقافة المنحطة ،خصوصا بين الأطفال والمراهقين الذين يلجأ بعضهم إلى تحميلها عبر هواتفهم الجوالة ،مستخدمين نظام البلوتوث ،مايشكل خطرا عليهم وعلى أقرانهم .هذه الثقافة لعبت دورا في تغيير سلوك أبنائنا عن مساره الصحيح والطبيعي والسوي إلى مسار سيء جدا رغم محاولات الأسر ومنظمات المجتمع المدني شرح الأبعاد الخطيرة لتفشي هذه(الثقافة) الظاهرة المخلة بالمجتمعات عموما والمحافظة على وجه الخصوص .بهذا الصدد التقت صفحة “قوس قزح” بالدكتور .ياسين محمود أستاذ علم النفس الاجتماعي ومكتبات، وطرحنا أمامه عددا من علامات الاستفهام عبر مجموعة من الأسئلة عن الظاهرة فإلى الحصيلة :
* بداية دكتور ياسين من وجهة نظرك في هذه الظاهرة ، ماهو الشيء الذي دفع أبناءنا خصوصا والنشء لاستغلال هذه التكنولوجيا بغير موضعها المناسب؟- في البدء اشكر صحيفة 14اكتوبر وبالخصوص صفحة “قوس قزح”على إتاحة مثل هذه الفرصة لي ،أما مايخص سؤالكم فمن وجهة نظري إن هذه الظاهرة هي بوابة عبور ودخول للثقافة الغربية المنطوية على غزو فكري عبر الشركات الإعلانية والتلفزيونية المصدرة لمثل هذه الرسائل البصرية وعبر وسائل الإعلام (المجلات-القنوات الإباحية-الانترنت ) وكل هذا يندرج تحت مفهوم الربح السريع وتدمير الفكر والثقافة العربية الأصيلة ،أي محو الهوية العربية والإسلامية على وجه الخصوص.وأضاف د.ياسين أن القائمين على هذه المؤسسات لم يقوموا بتصدير ونشر مثل هذه المواد الإباحية إلا بعد أن عملوا دراسة تسويقية على المجتمعات العربية والإسلامية ومن خلال هذه الدراسة توصلوا إلى أن مثل هذا المجتمع المحافظ يعاني من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة فنجد أن مخرجات التعليم الأساسي والجامعي تجد طريقها إلى الشارع بحثا عن وظائف غير متوفرة فأصبحوا في نطاق البطالة التي تتراكم كل عام ،فالفراغ يلعب دورا كبيرا في حياة العاطلين عن العمل .كما أن المثل القائل”الصاحب ساحب”فمن خلال هذا المثل تنتشر تلك الأفلام وبالذات لمن هم في سن التعليم الأساسي باعتبار هذه المرحلة تشكل نسبة (80%) ممن يمتلكون أجهزة الموبايل الحديثة بنظام البلوتوث (الفيديو) حيث يتم عبره تبادل تلك المشاهد الإباحية ،وهنا يأتي دور الأسرة التي لم تتابع أولادها فكان من المفترض أن يكون التوجيه والإرشاد لولدهم بطريقة تربوية محببة بحيث إن هذا الولد لا يخاف من أسرته فيكون هناك علاقة حوار بين الأسرة والابن ولكن مع الأسف نجد غيابا لدور الأسرة المنشغلة في أمور أخرى تافهة مثل القات والسجائر وتدخين الشيشة فالأسرة ليس لديها الوقت طالما أنها تمارس هذا الأسلوب في متابعة تربية الأولاد ومراقبتهم بطريقة علمية تربوية نفسية، فالأسرة من خلال المتابعة تستطيع أن تكتشف إذا كان ابنهم مع أصدقائه يتبادل مع أصدقائه تللك الأفلام الإباحية وهناك طرق كثيرة في رقابة الأسرة ومتابعتها لابنها ،مثلا : أن تبحث في موبايل ولدها لتتأكد من خلوه تماما من أي مشاهد إباحية.* مره أخرى د.ياسين من وجهة نظرك من هي الجهة المسؤولة عن ظهور مثل هذه السلوكيات الخارجة على الأخلاق ؟فرد قائلا:في الحقيقة بالنسبة للجهة المسؤولة عن ذلك هي الرقابة المجتمعية التي تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على المجتمع من الغزو الفكري السيئ بفكر مغاير وعلى الجهات ذات العلاقة أن تتفاعل مع هذه الظاهرة الخطيرة.
ويقع هنا على الأسرة ونخبة المثقفين ووسائل الإعلام المختلفة مسؤولية التوعية حيث يستطيعون محاربة بعض تلك المحلات التجارية (مقاهي الانترنت)التي تروج لمثل تلك الثقافة الخطيرة عبر كسر شفرة المواقع المحجوبة الخاصة بالمشاهد الجنسية .*ماهو رأي علم النفس في هذه الظاهرة الخطيرة على النشء والمجتمع ككل؟رأي علم النفس بهذه الظاهرة الخطيرة وحسب قراءتي المختلفة وكوننا مجتمعا مسلما فقد أمرنا الله عز وجل من خلال القرآن وحثنا الرسول عليه الصلاة والسلام من خلال الأحاديث النبوية على الامتناع عن هذه الأفعال المشينة لأنها تسبب تفسخا أخلاقيا في سلوك الشباب كما أنها تؤدي إلى انحراف سلوكي وتسبب أمراضا أولها التهابات في الجهاز العضوي الذكري بسبب ممارسة العادة السرية أثناء مشاهدة المقاطع المستفزة جنسيا وكذا الآلام الحادة في البروستات ،بالإضافة إلى خطورتها على الجانب النفسي ،فتؤدي إلى شرخ في شخصية المراهقين وتجعل تفكيرهم شهوانيا * هل من كلمة أخيرة تحب أن تقولها في هذا اللقاء?- أتمنى من منظمات المجتمع المدني المتخصصة والأسرة والمدرسة أن يكونوا يدا واحدة في نشر الوعي الإسلامي المعتدل للمحافظة على جيل الأمة وعلى النشء (الشباب)الذين يعتبرون عماد هذا الوطن في المستقبل .