نجامينا/وكالات:أفاد مصدر عسكري أن المتمردين التشاديين سيطروا أمس السبت على العاصمة نجامينا بعد مواجهات مع القوات النظامية استمرت أكثر من ثلاث ساعات، فيما لا يزال الرئيس إدريس ديبي في مقر الرئاسة. وقال المصدر إن «المدينة بأسرها باتت تحت سيطرة المتمردين ولم يعد هناك إلا معارك تمشيط»، مشيرا إلى أن الرئيس ديبي «لا يزال في المقر الرئاسي». وكان يسمع إطلاق نار كثيف في الصباح قبل أن تصبح الطلقات «متقطعة أكثر فأكثر» قبيل الساعة 12,00 (11,00 بتوقيت غرينتش).من جهته، كلف الاتحاد الإفريقي كلا من الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو والزعيم الليبي معمر القذافي مهمة «إيجاد حل تفاوضي للازمة الراهنة» في تشاد, على ما جاء في البيان الختامي لقمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا أمس السبت.وأضاف البيان ان «الجمعية طلبت من رئيس جمهورية الكونغو دنيس ساسو نغيسو والزعيم الليبي معمر القذافي الإشراف على جهود تهدف إلى إيجاد حل تفاوضي للازمة الراهنة بالتنسيق مع الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ورئيس مفوضيته». ودان القادة الأفارقة في البيان «بشدة الهجوم الذي شنته مجموعات مسلحة على الحكومة التشادية» مطالبين «بوضع حد فوري لتلك الهجمات وما ينجم عنها من إراقة دماء»، وقبل ذلك أعرب الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ (الغابون) عن «قلقه البالغ» مما يجري في تشاد مذكرا بان الاتحاد الإفريقي لن يقبل «تغييرات في الحكم بطريقة مخالفة للدستور». وقال مصدر عسكري أن المتمردين التشاديين سيطروا أمس السبت على العاصمة نجامينا بعد مواجهات مع القوات الحكومية استمرت أكثر من ثلاث ساعات.وقال المصدر إن «المدينة بأسرها باتت تحت سيطرة المتمردين ولم يبق إلا معارك تمشيط».إلا أن الوكالة نقلت عن وزير الخارجية التشادي القول إن الرئيس إدريس ديبي موجود في القصر الرئاسي، وإن الأمور تحت السيطرة.وقد خاض الطرفان معارك في العاصمة حول القصر الرئاسي ومبنى القيادة العامة، وقدر مصدر في الجيش الفرنسي بتشاد بنحو ألفين عدد المتمردين الذين دخلوا العاصمة.وأفادت مصادر إعلامية أن المتمردين دخلوا نجامينا من الناحية الشرقية بعد ساعات قليلة من وقوع معارك بينهم وبين الجيش الحكومي في تلك المناطق.وقد دعت فرنسا رعاياها في العاصمة التشادية إلى لزوم منازلهم وعدم التوجه إلى مراكز التجمع التي كانت قد حددت سابقا لهم استعدادا لإجلاء محتمل.وكان الفرنسيون المقيمون في العاصمة التشادية قد بدؤوا بموجب تعليمات سابقة التجمع في ثلاثة مواقع من المدينة استعدادا لإجلائهم في حال صدور طلب بذلك من السفارة الفرنسية.كما دعت الولايات المتحدة رعاياها إلى الاستعداد لإجلاء محتمل، أما الأمم المتحدة فقد أجْلت موظفيها غير الأساسيين بالفعل.وقد أبلغت تشاد الجمعة مجلس الأمن الدولي نيتها استخدام «حق الدفاع عن النفس» في مواجهة ما وصفته بـ»العدوان المنظم» من قبل الخرطوم, بما في ذلك ملاحقة «المعتدين» داخل الأراضي السودانية.يُذكر أن معارك ضارية جرت بين الجيش وحركات التمرد الرئيسية شرقي تشاد بين 26 نوفمبر والرابع من ديسمبر الماضي مما أدى إلى تعطل اتفاق السلام الموقع بين الجانبين في سرت بليبيا يوم 25 أكتوبر الماضي.وفي 13 أبريل 2006 تمكنت مجموعة من المتمردين من الوصول إلى أبواب نجامينا، إلا أن الجيش صدّها فلاذت بالفرار.في غضون ذلك قال بيان صادر عن مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس السبت إن ساركوزي أجرى محادثات مع الرئيس التشادي إدريس ديبي لبحث القتال الدائر حاليا في تشاد بين القوات الحكومية والمتمردين. وقال بيان من قصر الإليزيه أمس «أكد رئيس الجمهورية الفرنسية أن جميع الإجراءات اتخذت لضمان سلامة الرعايا الفرنسيين. كما أجرى محادثات مطولة مع الرئيس ديبي.» كما بحث ساركوزي الوضع في تشاد مع الجنرال جورجلان رئيس أركان الجيش الفرنسي وبرنار كوشنير وزير الخارجية ووزير الدفاع إيرفيه موران. وأضاف بيان قصر الإليزيه ان ساركوزي سيعقد اجتماعا آخر لبحث الوضع في تشاد.