لم ينتظر الإيرانيون طويلا للرد على القرار الذي اتخذه الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يوم الخميس، والقاضي بتجميد مشاركة الأندية والمنتخبات الإيرانية في جميع الأنشطة والمنافسات الدولية بسبب التدخل الحكومي في إدارة شؤون كرة القدم في البلاد.فقد أصدرت منظمة التربية البدنية الإيرانية التي تعتبر السلطة الرياضية الأولى في البلاد، بيانا صحفيا عبّرت فيه عن رفضها لهذا القرار، معتبرة "أنه جاء نتيجة لضغوط دولية تهدف إلى حرمان إيران من المشاركة في الاستحقاقات الدولية".وأضاف البيان الذي صدر عقب اجتماع طارىء عُقد في طهران لدراسة قرار الفيفا بحضور عدد من الشخصيات الرياضية أن "إيران ترفض هذا القرار وتعتبره مجحفا بحق فرقها الرياضية بكرة القدم، وتدعو الإتحاد الدولي لكرة القدم لإعادة النظر فيه".وكانت لجنة الطوارئ التابعة للفيفا قد أعلنت في بيان رسمي نشر على موقع الفيفا الإلكتروني عن إيقاف مشاركة إيران في مسابقاته بسبب ما اعتبرته تدخلا حكوميا غير مبرر في شؤون كرة القدم المحلية، مما يعد انتهاكا للمادة 17 من قانون الفيفا، إذ تنص هذه المادة على ضرورة ألا تتعرض اتحادات كرة القدم الوطنية لأي تدخل حكومي.وكان الفيفا والاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد منح إيران في أغسطس الماضي مهلة حتى يوم 15 نوفمبر الجاري لإعادة رئيس الاتحاد المنتخب محمد دادكان الذي تمت إقالته في وقت سابق، لكن السلطات الإيرانية رفضت الانصياع لذلك وأبقت مهمة إدارة شئون كرة القدم بيد منظمة التربية البدنية، في ظل عدم وجود إتحادا لكرة القدم.وبررت المنظمة ذلك بأن الرئيس السابق لإتحاد الكرة كان قد قدم استقالته إليها وقبلها الفيفا بحسب ما ذكره الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.وتكونت لجنة الطوارئ من رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر وأعضاء يمثلون الاتحاد القارية الستة، وقد طالبوا في بيانهم بتشكيل لجنة تطبيع معينة من الفيفا والاتحاد الآسيوي لكرة القدم تعكس الواقع الكروي الإيراني، وكتابة دستور جديد يعتمد على دستور الاتحاد الدولي كمقياس، وتنظيم انتخابات جديدة تحت إشراف الاتحادين الدولي والآسيوي بعد المصادقة على الدستور الجديد للاتحاد الإيراني.وبحسب ما ذكر الفيفا فإن رفع تعليق العضوية سيعتمد على تطبيق المطالب المذكورة في البيان بشكل كامل من قبل السلطات الحكومية ذات العلاقة. وبرزت الأزمة بين الفيفا والسلطات الإيرانية إلى السطح عقب نهائيات كأس العالم التي أقيمت الصيف الماضي في ألمانيا، وفشل المنتخب الإيراني بتحقيق النتائج المرجوّة، حيث تمت إقالة مجلس إتحاد الكرة بالكامل برئاسة محمد دادكان، بالإضافة للجهازين الفني والإداري للمنتخب بعد ضغوط كبيرة من نواب مجلس الشورى الإيراني، وأنيطت مهام إدارة كرة القدم بمنظمة التربية البدنية وهو ما اعتبره الاتحاد الدولي مخالفة واضحة للقوانين المعمول بها في جميع الاتحادات المنضوية تحت لوائه.وقال حينها المتحدث باسم الفيفا اندرياس هيرين بأن "مجلس الإدارة الذي كان يترأسه محمد دادكان يتمتع وحده بالصفة القانونية تجاه الاتحادين الدولي والآسيوي، وأن موعد 15 نوفمبر سيكون المهلة الأخيرة لعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي في الاتحاد الإيراني، وبعدها سيتخذ إتحاده ما يراه مناسبا من إجراءات".وفي أول تعقيب من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على القرار قال القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد، أنه يتمنى من السلطات الإيرانية قبول الشروط التي وضعها الفيفا، باعتبار أنها الحل الوحيد لانتهاء الأزمة، ولكي تتمكن المنتخبات الإيرانية من المشاركة في البطولات القارية.
أخبار متعلقة