قصة قصيرة
سبعة وثلاثون عاماً من العمل والنجاح والتميز والمعاناة والانكسار.. تنبت الجراح وتكبر ويمضي الليل فأ تمدد وحدي وتضيق شقتي بي.. (( عفواً المعذرة لهذا السهو مني فأنا لا املك شقة)).. أتمدد أكثر فيرعبني الصمت ويهوي سقف الحجرة فوق رأسي الملغوم.. وتبدأ معدتي في الاستغاثة، والأرض التي عشقتها ومازلت اعشقها شاهد عيان.قالت في عشق، في حنين يمانية: ها أنت تبدأ موتك!قلت وأنا أتنفس بصعوبة: كل منا يموت بطريقته.ثمة علاقة قوية وحميمة تشدني للقاء والتعرف عليها .. العاشرة صباحاً الأحد، ميعاد اللقاء بها.. طرقت باب مكتبها فاتحاً الباب مستأذناً بالدخول .. مددت يدي لمصافحتها.قلت: محمد حسين.قالت: أهلا وسهلاً.. قالت ذلك في ألم ثم ولت وجهها نحو النافذة.قلت لها من غير تردد: تجمعني بك خارطة العذاب. النجاح، العذاب. نظرت إليها ثانية إلى تقاطيع وجهها الجميل.. وحين نظرت إلى عينيها تأملت تقاسيم وجهها المليء بالثقوب والأحزان.. قرأت في ملامحها معنى الحقيقة.. قلت لها أن محطات عذاباتي كثيرة..مليئة بالثقوب والأحزان .. ولكني قوي صلب لا أجور لا أخون ولم أتعلم الخيانة..حدقت إلي ثم هزت رأسها وقالت:-اعرف الكثير عنك.قلت لها- وانت ايضاً صدرك مليء بالثقوب والأحزان؟كنت بدوري استمع إليها في أنتباه شديد.. كان معها اللقاء الأول تعلمت منه الحب، الوفاء، الصدق.. تعلمت منه العشق.. تعلمت منه يمانية غالية الصفات يمانية لاتهاب الممات.. يمانية.