يعتقد البعض أننا عندما نرفع أصواتنا وننادي بالحفاظ على عدن كمدينة آثارية وتاريخية وحضارية ، إنما لنكون معرقلين للنشاط التجاري والاستثماري والسياحي ،وهو اعتقاد خاطئ ، إذا لا يعقل أن يقف المثقفون وغيرهم ضد هذه الأمور ، لأن الأوطان لا تكبر إلا بنشاطها التجاري والاستثماري والسياحي لكن بعيداً عما هو لصيق بالتاريخ والآثار التي تعتبر مقدسة (أي غير قابلة للإزالة ) من باب اللفظ ليس إلا ، وغير قابلة للعبث أو المتاجرة .. إلخ .ذلك لأن التقديس هو لله وكتابه (القران الكريم ) حتى لا يؤاخذنا مؤاخذ على لفظ جسدنا فيه الأهمية والسمو لآثارنا التي تدل علينا ! وآثارنا عديدة ، لكن دعونا نتحدث عن آثار عدن المدينة التي تحتضننا جميعاً ، وبها من الآثار ما يجعلنا نفخر بها ونصونها ونحميها من العبث ، بل وواجب علينا أن ننبه الغافلين لأمور قد لا يفهمونها ، والنصح واجب بل والوقوف صفاً واحداً ضد من يحاول العبث مهما كانت مكانته .. وخير دليل ما يحدث لقلعة صيرة من نحت أسفل الجبل لغرض البناء والاستثمار .. أو هكذا ! والواجب هنا كان يفترض أن تقوم به الجهات الحكومية التي هي معنية بذلك أمام الله وأمام الناس والقانون والتقاليد .. لكن وماداموا قد سمحوا أو أصدروا تراخيص بشكل رسمي أو بدونه فإن الواجب علينا تنبيههم إلى خطورة الموقف ، وعدم الإقرار بما فعلوه ، والتوقف فوراً عن أية أعمال قد تؤثر على القلعة ، المعلم ، الحصن، الرمز، إن لم يكن اليوم ففي الغد الذي لا يعلمه إلا الله .إن أعمالاً كهذه يجب أن يتم توقيفها فوراً ، كما يجب أن يتم توقيف هدم بريد عدن الذي لو هدم فإن المنارة التاريخية المجاورة له ستهدم لقدمها ، وهي اليوم قد بدأت تظهر عليها التشققات ، لأنها لم ترمم ، وكأنهم منتظرون سقوطها بفارغ الصبر .. إن هذا المعلم يزوره أناس أتوا من أصقاع العالم وكنت أتحدث مع زميل لي في التربية حول المنارة وما كتب عنها من أنها لن تتأثر ببناء بريد جديد كتحفة لعدن بميزانية تقديرية تبلغ (780) مليون ريال ، كنا نتحدث ، بينما السياح يصورون المنارة من عدة اتجاهات ، ما جعلنا نتفرج عليهم بدهشة واحترام لأن ذلك لم يحدث محلياً ، وإذا بالأجانب يفعلون ذلك ، ترى هل يبقى هذا الأثر ؟ ! الله وحده يعلم !إننا ننبه إلى أن المعنيين يجب أن يفهموا قيمة هذه المواقع وغيرها قبل أن تحل علينا لعنة الأجيال وقبلها لعنة الله سبحانه . لتفريطنا بآثارنا تحت مسمى قد يصدق أو يكذب ، ولنحترم معالم التاريخ والناس الذين ماتوا وهم يحافظون عليها كحفاظهم على حدقات أعينهم ولذلك نرفع أصواتنا قائلين : ارفعوا أيديكم عن الآثار وحرروها وصونوها ، ولا تفعلوا بها ما فعلتم بالشواطئ والسواحل التي صارت معدومة في عدن التي كانت للجميع ، قبل الاستحواذ عليها وجعلها لمن يملك ، وكأننا في بلد لا يملك شواطئ أو سواحل أبداً .. هي صرخة لمن هم في السلطة والحكم .. لا تأخذوا كلامنا على أنه هزل ، بل هو جرس إنذار .. وأنتم وضمائركم
|
ثقافة
اقواس
أخبار متعلقة