حفصة ناصر مجلي(1)كان ذلك الباص العمومي هو الأخير المتوجه إلى القرية.. تزاحم الركاب.. تدافعوا.. لم يبق له من مكان في الباص ثمة أمل.. فالكرسي بجانب السائق لا يزال راكباً آخر.. نظر إلى السائق.. نظر إليه هو الآخر.. أشار إليه بيده طالباً منه التوقف.. التفت الراكب بجانبه .. أبدى الراكب امتعاضه.. التفت السائق إلى الخلف حيث كومة الركاب التي تكاد تخنق الباص.. أومأ بيده قائلاً :-تعال أنت وأجلس هنا بجانب الشيخ وهو سيجلس في مكانك.-رد عليه : ولماذا؟ .. هاهأما الرجل فقد اكتفى بالصعود فهذا الباص هو الباص العمومي الأخير العائد إلى قريتهم.(2)طلب المدير من أعضاء اللجنة اعطاءه أفكاراً لمشروع أو طريقة تساعد على تنمية وتوطيد أواصر المحبة بين أعضاء الشركة ومحاولة دمجهم معاً.. خاصة بعد أوقات العمل الرسمي فروابط كهذه ستزيد من فرص النجاح ما دام التعاون يسري في جسد المنظمة. كسيل ينساب بسلاسة بدأت الأفكار تملأ طواريد الصفحات الممتدة أمامهم وكل يدلي بدلوه.. قبيل الانتهاء.. رفع أحد الأعضاء يده قائلاً : أنا على استعداد للمشاركة في هذه الأفكار.. لكن أن جلس مع خط (110) في (مقيل) واحد.. أبداً.. تطأطأت الرؤوس.. ساد الصمت.. لكز أحدهم الرجل هامساً : ما بك ألا تدري هو.. حملق المدير فاغراً فاه.. بينما جمع البقية أوراقهم ليستمروا في العمل.(3)واحدة تتحدث والأخرى تعلق.. تتقاطع الكلمات وتختلط الأصوات في مكان واحد تجمعهن ( التفرطة).. التفتت أحداهن لتهمس في أذن الأخرى..-فاطمة كم لديها بنات؟-هاه.. لديها ثلاث بنات.. ما شاء الله كلهن متعلمات ومؤدبات.. فاطمة ربت بناتها جيداً، لكن.. لماذا تسألي؟ لا تقولي.. -نعم، أريد أحدى بناتها لإبني.. ما المشكلة؟-ألا تدرين؟-ماذا؟-إنهم.. ليسوا..-هاااااااااااه!-ليمتزج الصوت بباقي الأصوات.. وقبل خروجهن لا ينسين أن يودعن فاطمة " جارتهن " !
|
ثقافة
قصة قصيرة
أخبار متعلقة