لم يقتصر تأثر الإنسان صحياً من نشاطاته الكثيرة المضرة بالطبيعة والبيئة، كزيادة نسبة الرصاص في الجو، ووجود الزئبق في الأطعمة، وتهتك طبقة الأوزون وارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض.. بل أنّ رعايته لزراعة بعض النباتات ذات التأثيرات المخدرة واستخلاص مواد كيماوية خطرة تؤثر على صحة الإنسان وقدراته العقلية وينجم عنها كوارث اجتماعية واقتصادية وبيئية.لقد عرف أجدادنا خواص بعض النباتات وقدرتها على تسكين الآلام وشفاء بعض الأمراض، فالمصريون القدماء عرفوا نبات الخشخاش الذي يصنع منه الأفيون في وقتٍ مبكر، وكانوا يستخدمون نبات الخشخاش كدواء لتهدئة صراخ الأطفال، والأفيون لعلاج أمراض العيون.ونقش الإغريق صوراً لنبات (الخشخاش) على جدران المقابر والمعابد.. أما الهندوس فكانوا يعتقدون أنّ الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط، ثم تستخرج منه باقي الآلهة ما وصفوه بالرحيق الإلهي ويقصدون بالقنب (الحشيش) وهي كلمة لاتينية تعني الضوضاء، لأنّ متعاطي القنب يثير الضوضاء ويشعر ببعض النشوة، والسومريون اعتبروا الأفيون نبات السعادة، وقد وصفه ابن سيناء لعلاج التهاب غشاء الرئة المعروف آنذاك (بداء ذات الجنب).وقد قاومت الصين إغراق أسواقها بهذا المخدر (الأفيون) فاندلعت الحرب بينها وانجلترا المعروفة بـ (حرب الأفيون) بين عامي 1839 – 1842م وانتهت بهزيمة الصين وتوقيع معاهدة نانكين عام 1843م التي استولت فيها بريطانيا على هونج كونج وفتحت الموانئ الصينية أمام البضائع الغربية.والغريب أنّ الولايات المتحدة الأمريكية عرفت (الحشيش) في بداية القرن العشرين حيث نقله إليها العمال المكسيكيون.والحقيقة أنّ هذه النباتات ذات التأثيرات المخدرة استطاع بعض العلماء استخلاص علاجات مسكنة منها كالمورفين المشتق من الأفيون ليستخدم في العمليات الجراحية وكذا الحال بالنسبة للامنتياميفات (المنشطات) بيد أنّ الإنسان أساء استخدام هذه النباتات المخدرة والمواد المستخلصة منها وتاجر بها فخرجت من إطار الفائدة منها إلى تدمير صحة الإنسان، فاليوم يتواجد أكثر من مائتي مليون مدمن في جميع أنحاء العالم من النساء والرجال والأطفال وتتداخل تجارة المخدرات مع جرائم العصابات المنظمة التي يمتد عملها على الدعارة والسرقة والخطف وتجارة الأطفال وغسل الأموال .. فجاء شعار اليوم العالمي لمكافحة الإدمان : "المخدرات تقتل" وذلك حرصاً على صحة الإنسان.إنّ مشكلة المخدرات مشكلة عالمية تقض مضاجع المسؤولين وأجهزة الدولة وترتبط بانتشار الجريمة وتفشي مرض نقص المناعة المكتسبة وتفكك الروابط الأسرية وعرى المجتمع وتستفحل أمراض الكآبة والتوتر النفسي وكذا الانتحار.وهناك نوعان من إدمان المخدرات أحدهما إدمان نفسي، حيث يستطيع متعاطي المخدرات ترك العقار دون آثار بدنية حادة، وآخرهما إدمان جسدي كاستخدام الأفيون ومشتقاته، إذ يؤدي امتناعها إلى ظهور عوارض جسدية خطيرة.. وتتفاوت المخدرات في مستوى تأثيرها وخطورتها وفي طريقة تعاطيها (مسكرات، مهدئات، منشطات، مهلوسات،...) وهي طبيعية أو مصنعة، وبعضها بسبب اعتماداً نفسياً وعضوياً مثل الأفيون والمورفين والكوكايين والهرويين، وبعضها يسبب اعتماداً نفسياً فقط كالحشيش، ويجري تعاطيها بطرق مختلفة كالتدخين والحقن والشم أو البلع للحبوب المخدرة.ولتحسين صحة الإنسان علينا أولاً اعتماد برامج التوعية ومن ثمّ معالجة القضايا المؤثرة على الصحة.. فلابد من وقفة انتباه أمام مارد الإدمان على المخدرات، فشباب اليمن ليس بمنأى عن ظاهرة المخدرات العالمية وقد ضبطت الجهات الأمنية أكثر من شبكة تهريب المخدرات.. والإدمان هو قيام الشخص بتعاطي شيء محدد باستمرار بشكل لا يمكن السيطرة عليه بحيث أنّ كثرة تعاطي هذا الشيء يؤدي إلى الضرر بالصحة وبالتالي إلى المرض.. والإدمان مرض مزمن يؤدي إلى اضطرابات سلوكية مزمنة وبحاجةٍ إلى علاج ولمدة طويلة.فالقات في اليمن منشطاً وله درجة متوسطة من الإدمان النفسي ويؤدي إلى الإصابة بسرطان اللثة والفم والمعدة.. كما أنّ السجائر ورشف النارجيلة والشذوذ الجنسي من الإدمان غير المحظور حظراً تاماً.وعموماً فإنّ اليمن من الدول النظيفة في معدلات تعاطي المخدرات، التي تشكل خطراً على الأخلاق والصحة العقلية والبدنية للإنسان، وقد أخذت حكومتها إجراءات الحد من شر هذه المخدرات وفرض الرقابة المشددة على تصنيعها والاتجار بها.. وهناك قوانين لمكافحة المخدرات والتصدي لجرائم المخدرات وآثارها الاجتماعية والصحية، كما أنّ الشريعة الإسلامية تقي الإنسان شر هذه المخدرات. [c1]عمر السبع [/c]
|
ابوواب
كم نصرف نظير الكيف والمنشطات وحبوب الهلوسة لتدمير الوجدان ؟
أخبار متعلقة