صباح الخير
عمر سعيد بالبخيت المثقفون والسياسيون والمحللون متأكدون تماماً أن المتخلفين هم الذين يخافون من الوحدة، يخشونها لقوتها عبر تاريخ المجتمع اليمني، ففي عهد الامامة والاستعمار كان النظام الامامي ومهما رفع في فترة من الفترات شعار الوحدة مع الجنوب اليمني ـ هكذا معترفاً به دولياً آنذاك في وجه التسمية الانجليزية الجنوب العربي ـ متضايقاً مما يرفعه من شعار مفروض من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر خشية أن يبتلع الجزء الجنوبي المتحضر من اليمن جزؤه الشمالي.وحتى بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م و14اكتوبر 63م كان الشعارمرفوعاً من الدولتين والخطى نحو تحقيقها بطيئة لاسباب أهمها انه في الشمال شهدت الحركة الثورية مقاومة من قوى التخلف المجتمعي وان في الجنوب تم التوحيد القسري والضم والالحاق لاثنتين وعشرين إمارة وسلطنة ومشيخة متباينة التحضر والتخلف، وظل أبناء العديد منها في ظل دولة مابعد استقلال الجنوب اليمني محرومين من حقوقهم السياسية، بل تم إبعادهم عن كثير من شؤون الدولة ان لم يكن الى خارجها وحرمان مناطق سلطناتهم وإماراتهم ومشيخاتهم من حقوق وخدمات عديدة حتى بزغ فجر جديد بتولي فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئاسة الجمهورية في صنعاء وأمر بالحريات والديمقراطيات ووصل التثقيف الى الريف وكذا التصنيع وجميع مجالات الحياة .وماأن ترتبت الأمور ووصلت الى حد متقارب حققت الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م وانتكس المتهربون منها والهاربون من مسؤولياتهم امام الشعب المتسترين لمواقفهم المنحرفة وشلت جميع اعمالهم الموجهة لطمس أهداف الشعب حتى عن الشعب نفسه.ولاول مرة في التاريخ اليمني وتاريخ المنطقة ينجح تشكيل تكتل كبير هو الجمهورية اليمنية في ظل ظروف خالدة هي ظروف الحياة ـ الحرية ـ الديمقراطية لاتمر وحسب، بل تؤهله بمرورها كي لاينتهي أو يتلاشى، ولن يجد أصحاب المطامح السياسية العائمة وغير المحدودة ومن يتبعهم أو يؤيدهم محلياً وعربياً ودولياً لأن اهدافهم ضيقة خارجة عن المعركة القومية الشاملة وخارجة عن برامج الاصلاحات المنشودة عالمياً. كما ان على الشعوب العربية أن تصحى من تخدير نشوة الانتصار على الاستعمار لتعمل على تحقيق الوحدة العربية الكبرى لضمان حل قضايا الحريات والديمقراطيات الجديدة.