إسلام أباد/ 14 أكتوبر/ سايمون كاميرون مور: تبدأ الولايات المتحدة هذا العام إنفاق 750 مليون دولار في الأماكن التي لا يمكن لقواتها ان تذهب إليها على أمل ان تصبح المناطق القبلية في باكستان أقل ترحيبا بأعضاء تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وإذا نجح الأمريكيون فأنهم يأملون في ان تنضم دول أخرى إلى ضخ ما يصل إلى ملياري دولار لتطوير وتأمين المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية بحلول عام 2015. ولم يعتقد أحد من قبل ان الأمر يستحق المخاطرة بالحياة والأموال لأحداث تغيير دائم في منطقة حاربت فيها قبائل مستقلة بشراسة ضد التدخل الخارجي لعدة قرون. لكن البديل اليوم هو السماح بأن تصبح البيئة في المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية أكثر مواءمة للتشدد الإسلامي. وقال دبلوماسي أمريكي كبير في إسلام أباد للصحفيين «ليس لدينا مثل هذا الاختيار. يجب ان نذهب وان نفعل هذا الشيء.» وحملة التفجيرات الانتحارية الشرسة التي خرجت من المناطق القبلية لزعزعة استقرار الرئيس برويز مشرف أثارت الفزع في الغرب بشأن مستقبل باكستان التي تمتلك أسلحة نووية وخاصة بعد اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو الشهر الماضي. وتخشى الولايات المتحدة من ان يستخدم متشددون إسلاميون هواتف تعمل بالأقمار الصناعية وأجهزة كمبيوتر محمولة في المباني الطينية في المنطقة الحدودية الشمالية الغربية في التخطيط لهجوم مدمر في الغرب مثلما فعلت القاعدة في أفغانستان 2001 وأجبر الخطر الناجم من طالبان واشنطن على زيادة القوات في أفغانستان بأكثر من عشرة في المائة إلى 30 ألف جندي. ولن يسمح مشرف للقوات الأمريكية بدخول الأراضي الباكستانية لمحاربة عدو مشترك.، لكن مسؤولين عسكريين أمريكيين يرون استعدادا أكبر من جانب باكستان لقبول نوع من المساعدة يشمل التدريب على عمليات مواجهة التمرد. ونشرت باكستان نحو 100 ألف جندي في المنطقة القبلية التي تقع على الحدود مع أفغانستان لكن النتائج لم تكن تامة لأسباب من أهمها ان المتشددين حصلوا على تأييد رجال القبائل الفقراء والأميين الذين لديهم الاستعداد لتلبية نداءات الجهاد. وقال الدبلوماسي الأمريكي «الحملة العسكرية في المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية لم تقلل من تجنيد المتطرفين أو التدريب أو العمليات.» وقدمت الولايات المتحدة بالفعل عشرة مليارات دولار لباكستان معظمها للجيش في السنوات الست منذ ان أصبح مشرف رجل باكستان القوي حليفا في أعقاب هجوم القاعدة على برجي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وتم اعتقال مئات من أعضاء القاعدة في السنوات الأولى لكن الشبكة أعادت تنظيم نفسها مثلما فعلت حركة طالبان. ويقول منتقدون ان الولايات المتحدة أقدمت على رهان خاسر وعرقلت الديمقراطية من خلال دعمها لزعيم جاء إلى السلطة في انقلاب عسكري منذ أكثر من ثماني سنوات.، لكن هذا التحالف كان مكلفا أيضا بالنسبة لمشرف. فهو متهم بخوض حرب أمريكية والانتخابات التي ستجري الشهر القادم يمكن ان تثبت أنها حاسمة بالنسبة لمستقبله. ويدعو مراقبون مستقلون مثل المجموعة الدولية لإدارة الأزمات ومقرها بروكسل منذ فترة طويلة إلى برنامج تنمية لإعادة المنطقة القبلية إلى السيطرة الباكستانية لكنهم يقولون أيضا ان الأطراف السياسية الأخرى يجب ان يسمح لها بالعمل هناك لكسر احتكار الأحزاب الإسلامية. وإجمالي نسبة الأمية بين سكان المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية ويبلغ عدد سكانها 3.2 مليون نسمة هي 17 في المائة فقط مقارنة مع 56 في المائة على مستوى البلاد وهناك طبيب واحد فقط لكل 6750 نسمة. والمجتمعات القبلية تعبت من الوعود الجوفاء للحكومة وجاء في تقرير لمجموعة أزمة في أواخر عام 2006 ان «التوقع يتحول إلى عدم انتماء». وقال مالك خان مرجان وهو من شيوخ العشائر في إقليم شمال وزيرستان «الحكومة أنفقت مليارات الروبيات في السنوات الأخيرة لكن أين هي النتائج ؟.» وأعلنت واشنطن التي طلب مشرف منها المساعدة أنها ستنفق 750 مليون دولار على مدى خمس سنوات في أوائل عام 2007 لكن الإنفاق الحقيقي سيبدأ هذا العام لتوفير وظائف وتدريب مدرسين وبناء مدارس وتمهيد طرق وزيادة الأعمال وبصفة عامة تحسين قدرات الإدارة في المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية. وسيتم التنفيذ من خلال الجيش الباكستاني والسلطات المدنية لتجنب عدم الثقة. وقال البريجادير متقاعد محمود شاه الرئيس السابق للأمن بالمناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية في بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي «نرحب بالمساعدات لكن دون قيود مقترنة بها.»، وقال «يجب ألا تستخدم أداة لاختراق نظامنا للإدارة في المناطق القبلية.» والخطة بالنسبة للمناطق القبلية تقوم على محورين. وقال مسؤول أمريكي على علم بالمناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية وهو يكرر ما يتردد في أفغانستان والعراق «لا يمكن ان تكون لديك تنمية بدون امن ولا يمكن ان يكون لديك امن بدون تنمية.» ويزمع الجيش الأمريكي تزويد قوات الكوماندوس الباكستانية بمزيد من الطائرات لخوض حرب ثوار.، كما تزمع بريطانيا تقديم 470 مليون دولار لتطوير المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية وبلوخستان وهي الأكثر فقرا بين الأقاليم الأربعة الباكستانية وتوصف بأنها ملاذ آخر لطالبان بالإضافة إلى مبلغ 30 مليون دولار لفرض القانون في المنطقة. ويقول مسؤولون أمريكيون انه بحلول نهاية عام 2008 سيصبح هناك بعض النشاط بموجب تطوير المناطق القبلية وخطة أمنية مستمرة في جميع الوكالات القبلية السبع. ويشمل هذا جنوب وزيرستان حيث قتل ما يصل إلى 200 شخص في الأسابيع الأولى من يناير في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين موالين لبيت الله محسود قائد طالبان الذي يوصف بأنه مخلب القط بتنظيم القاعدة.