من حق الطلاب والطالبات ، في الجامعات اليمنية - (حكومية ) كانت أو (أهلية) - ومنها جامعة عدن .. أن يعبروا - مثلهم مثل غيرهم ، من المواطنين اليمنيين، عن آرائهم وأفكارهم .. وأن يمارسوا حرياتهم بالوسائل الديمقراطية السلمية - المدنية والحضارية ، بموجب ما يكفله الدستور والقانون. ولكن من الخطأ أن يتم استغلال الديمقراطية والحرية إلى حد تجاوز ضوابطها وتحويل ممارستها إلى (أفعال مسيسة) خارجه عن النظام والقانون ، وليست ذات صلة بالحقوق الطلابية المتعارف عليها تستهدف تعكيرسكينة الجامعة وجوها الآمن ، والتأثير على أداء رسالتها العلمية والوطنية ، التي أنشئت من أجلها ، وتعطيل وشل حركة نشاطها ودنياميكيتها - كمصنع بشري لتخريج الكوادر الوطنية المتخصصة ، رجال الغد والمستقبل الذين يعول عليهم الوطن والمجتمع - وزرع الفتنة والشقاق والفرقة وتكريس ثقافة العداء والكراهية بين منتسبيها ، مما ينعكس سلباً في المقام الأول .. على تحصيلهم العلمي - الأكاديمي .!!فما ذام مع هناك ديمقراطية وحرية رأي .. فليس إذن ما يمنع الطلاب من ممارستها ، بسلمية ومدنية وحضارة راقية - كجامعيين .. فيما إذا كانت هناك لهم مطالب حقوقية ، في نطاق العملية التعليمية الأكاديمية - ومن دون (تسييس) أو (وصاية حزبية) تأتي من خارج أو من داخل الجامعة ، وفي ضوء اللوائح والضوابط المنظمة لذلك - لهم وعليهم .. وهذا (مبدأ حقوقي) متعارف عليه في كل جامعات العالم - عربية وعالمية .. وجامعة عدن ليست أستثناء ، ولا أظن أن الطلاب الجامعيون يجهلون هذه الابجديات الديمقراطية في الحياة الجامعية.!!إنه لمن المؤسف .. أن يفهم -( بعض) من طلاب الجامعة .. أ، حقهم في حرية التعبير - يعني تغليب المصلحة السياسية - الحزبية .. على المصلحة التعليمية - التي هي الأساس .. بمفهومها الأكاديمي والحقوقي ، إذ يدل التصعيد الطلابي المتعمد الذي يجري الدفع به هذه الأيام ، في كليات جامعة عدن .. ان، هناك - (بعضاً) من أحزاب المعارضة - فرادى أو مجتمعة .. تحاول ومن خلال أعضائها من الطلاب ، نقل أزماتها من الشارع إلى الجامعة ، مستغلة في ذلك المناخات الديمقراطية ، لتمرير أهدافها وتوجهاتها من بوابة الجامعة هذه المرة ، وهي توجهات خطرة - مدروسة ومنظمة بإتقان .. تستهدف أول ما تستهدف ، تعكير صفو الأجواء الأكاديمية ، في هذا الصرح المقدس .. الآمن والمستقر ، من خلال تغليب السياسي - الحزبي .. على الحقوقي الأكاديمي الطلابي البحث - خاصة بعد أن اخفقت هذه الأحزاب في الوصول إلى أهدافها - القريبة والبعيدة ، من الشارع، حيث فشلت كل محاولاتها المتكررة لتهييجه ، عبر ماتسمى .. بالاعتصامات والاحتجاجات والمسيرات ، التي أصبحت مملة وأشبه بـ (الموضه) .. وتقليعة - اعتصامات من أجل الاعتصامات .. ليس إلا !! ويعتقد بعض الطلاب - ممن يتصدرون مثل هذه الأفعال - حينما تلجأ رئاسة الجامعة ، أو عمادة الكليات - ومن واقع مسؤوليتها ، التي يحددها القانون للحفاظ على سكينة واستقرار الجامعة .. بعدم السماح بالتمادي أو التطاول الفج والعنجهي الطفولي واللامسؤول .. لإرباك وتعطيل سير العملية التعليمية الأكاديمية - إنما يعني ذلك مصادرة لحقوقهم والتعدي على حرمات كلياتهم ، وعسكرتها - وكأنهم نسوا أو تناسوا - إنهم مازالوا ..( طلاباً ) ينشدون العلم وليس (السياسة والحزبية) .. وأنهم خاضعون لأية إجراءات تتخذها الجامعة ، في سبيل السيطرة على الموقف لإعادة الحياة الطبيعية إلى هذا الصرح التعليمي الأكاديمي الرائع والمقدس - وأكرر ..( المقدس) ، لكي يفقه ويفهم ويتعلم أمثال هؤلاء .. أ، الجامعة ليست (زريبة غنم ) - ولا يمكن أن تكون هكذا .. ولا ساحة مستباحة ، لكل من هب ودب ، كما أ، ذلك لا يمنع أيضاً .. أن تتخذ قيادة الجامعة - رئاسة وعمادات - أي إجراءات بحق الطلاب النزفين .. العابثين .. الخارجين عن السيطرة ، وبموجب اللوائح والضوابط المقررة ، لكي يعود إلى رشدهم وإلى جادة الصواب ، وينأوا بأنفسهم - كطلاب علم.. عن النزعات الحزبية الضيقة ، حتى لايكونوا (مطية سهلة) لنقل أزمات أحزابهم ، إلى الحرم الجامعي ، الذي يعود له الفضل في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم وتخصصهم .. وعيب (الواحد يبول في صحن يأكل منه) !!!إن الذين يدفعون ، ببعض من طلاب الجامعة ، لتجاوز النظام والقانون .. والدفع بهم إلى متاهات خارج النطاق الحقوقي التعليمي الأكاديمي - كأن يطالبوا بإطلاق سراح أشخاص (موقوفين) لدى أجهزة النيابة والضبط القضائي ، على ذمة أعمال يجرمها القانون - ومازالوا في وضع (المتهم ) .. فهذا أمر لا علاقة لطلاب الجامعة فيه .. فالجامعة شيء .. وما يحدث خارجها شيء آخر - تعالوا نقرأ بعضاً من (بياناتهم): - ( نطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، لا لعسكرة المدن ، نعم للقضية الجنوبية ، ارفعوا المظاهر المسلحة) ، لكنهم لم يقولوا في بياناتهم: - ( نطالب بتخفيض الرسوم الجامعية ، تطوير وتحديث المناهج الأكاديمية لمواكبة تطورات العلم ، تحسين الأداء الجامعي ، دعم البحث العلمي ، الاهتمام بدراسات المرأة). لقد تعاملت رئاسة جامعة عدن وعمادة الكليات - أكثر من مرة ومن واقع مسؤوليتها الأبوية والتعليمية - لتجاوز كثير من الاندفاعات لبعض الطلاب حرصاً فيها على تحصيلهم الأكاديمي .. وتحملت المتاعب بهذا الشأن .. ولكن هذه المرة الوضع يختلف ، فهل يفهم العابثون ذلك ؟!
دعوا جامعة عدن لرسالتها العلمية والوطنية !!
أخبار متعلقة