استناداً إلى تقارير طبية.. يوسف عبدالله أصيب بالرأس وخلعت كتفه اليسرى .. ومحمد علي محسن وعيسى عبيد يسلم وجدت في وجوهيهما وصدريهما إصابات ناتجة عن ضربات قوية .. هؤلاء الثلاثة هم من عمال مؤسسة كهرباء عدن ذهبوا مطلع الشهر الحالي في مهمة طارئة لإصلاح عطل في شبكة الكهرباء بإحدى مناطق مديرية البريقة وعندما كانوا في طريق العودة على سيارة المؤسسة اعترضهم جمع من الغاضبين وضربوهم تلك الضربة الجامدة التي خلع فيها كتف وهشمت صدور ورؤوس أولئك العمال وتركوهم في العراء بعد أن أخذوا سيارة الطوارئ التي عثرت عليها الشرطة لاحقاً وهي في حالة ضر لا يقل عن الضر الذي لحق بالعمال الثلاثة الذين ركبوها.- إصابات العمال الثلاثة وما لحق بالسيارة الحكومية لم تسجل ضد مجهول.. فا لفاعلون معروفون، والمؤسف أن اثنين من الفاعلين جنديان أحدهما محسوب على شرطة النجدة والآخر محسوب على ( اللواء 31 مدرع).- الجنديان تم توقيفهما من قبل المسئولين عنهما ، ولكن هذا لا يكفي ، ولا تغني مساءلتهما عن مساءلة المدنيين الآخرين الذين اعتدوا على موظفين عموميين أثناء العمل أولاً ، والحقوا بهم ضرراً بالغاً ثانياً وزادوا أخذوا سيارة مؤسسة خدمية ونهبوا محتوياتها ثالثاً..- الفاعلون قد تكون لهم دوافع مبررة من قبلهم.. لكن هذا لا يهم .. المهم هو أن هناك جريمة ارتكبت بحق موظفين عموميين وهناك سيارة ملكية عامة تعرضت للنهب والإتلاف.. لماذا لم تتحرك سلطات الضبط القضائي ونيابة الأموال العامة لضبط الجناة والتحقيق في القضية وإحالة ملف الواقعة وأبطالها إلى القضاء لينصف المظلوم ويعو ض المتضرر ويعاقب الجاني؟!- لا أتعاطف مع أولئك العمال لأنهم ضعفاء ومساكين يجب أن يكون مفهوماً أن الموظف العام صغيراً كان أو كبيراً قو ياً أو ضعيفا ويجب أن يحظى أو يحاط بالحماية الكافية لكي يتمكن من القيام بمهام وظيفته ، ويجب أن يردع كل من يعتدي على الموظف العام لأسباب ترجع إلى قيامه بواجبه .. كيف يمكنني أن أتمسك بواجباتي بينما أنا أر ى زميلي في العمل يضرب أو يهان بسبب أدائه لواجبه .. ثم أرى المعتدي ينعم بالحماية والسلامة؟!لكي تكون مؤسستنا قوية وفعالة يتعين أن يكون القائمون عليها والعاملون فيها أقوياء يشعرون بالثقة ويطمئنون بأن القانون يحيطهم بالعناية والحماية.- سأفترض الآن أن مدير الأمن ورئيس نيابة الأموال العامة ومدير مؤسسة الكهرباء في عدن من قراء هذا العمود . ولذلك أتمنى عليهم أن يفعلوا ما هو صواب تجاه هذه الواقعة.
أخبار متعلقة