لندن / متابعات: رفض المفكر الاسلامي المعروف نهرو طنطاوي ما قاله المدعو أبو قتادة الفلسطيني بانه من حق احاد الناس تكفيرالخارجين عن الملة والمتحللين من عقيدة الولاء والبراء ، حيث اصدر فتاوى سابقة قبل اعتقاله في لندن راجت بين المهاجرين المسلمين تحلل قتل أبناء الذرية من ضباط الشرطة والجيش في الجزائر ومصر وكذلك استحلال أموال الكفار في الغرب. جاء ذلك في مقابلة نشرتها مؤخرا صحيفة (( الشرق الاوسط )) السعودية التي تصدر باللغة العربية من لندن مع المفكر الاسلامي نهرو طنطاوي المعروف بآرائه المتميزة في قضايا الفكر الاسلامي والفقه القرآني.وانتقد طنطاوي تكفير الناس واستحلال أموالهم ودمائهم مشيرا الى ان تكفير المسلمين والحكم بالخروج من ملة الإسلام يتطلب التحقق من عدة أمور لا يعرفها إلا الله وحده، لذلك لا يحل لأحد ولا يحق له إطلاق حكم الكفر لشخص منتسب إلى الإسلام ينطق بالشهادتين ويقيم شعائره مهما صدر منه من أقوال أو أفعال توجب الكفر ما لم يعلن ردته وانسلاخه عن الإسلام صراحة واعتناقه دينا آخر أو لم يعتنق فهذا كافر مرتد ولا يحل قتله لعدم وجود نص في القرآن بقتل المرتد .وحول ظاهرة إطلاق اللحية التي اصبحت لدى جماعات الاسلام السياسي شيئا أساسيا ، والتمادي في طول اللحية بات من التقرب إلى الله عز وجل، فيما يعتبر البعض أن حلق اللحية هو من الفسوق والخروج عن الملة ، قال المفكر الاسلامي نهرو طنطاوي إن إطلاق اللحية أو عدمه هو أمر شخصي بحت ولا يمت للدين بصلة. ولو كان أمرا دينيا جوهريا لذكره الله في القرآن. وأما عن الأحاديث التي وردت في اللحى فالله أعلم بصحتها، وعموما هي من أحاديث الآحاد بمعنى أنها ظنية مشكوك في ثبوتها عن الرسول الكريم بحسب قوله.وتناول الحوار حالة الارتباك التي اصابت المسلمين في الغرب لجهة الخضوع لفتاوى غير مناسبة لحياتهم وظروف مجتمعاتهم في الغرب ، او للمطالب التي تدعو الى صياغة فقه جديد لمسلمي الغرب حيث اوضح طنطاوي ان المسلمين في الغرب لا يحتاجون إلى فقه جديد، بل يحتاجون الى فقه صحيح يستند إلى فهم صحيح لكتاب الله ، مشيرا الى ان إن دين الله يمارس في أي بقعة من الأرض وفي أي زمان دون حرج أو مشقة فقط لو فهمنا كتاب الله فهما صحيحا.وشدد طنطاوي على ان رجال الدين في العالم الاسلامي يتحملون جزءا من المسؤولية عنهذه الاشكاليات ، موضحا ان هناك نوعين من رجال الدين ، حيث يضم النوع الاول موظفين تقليديين حتى النخاع، وهؤلاء اختاروا بمحض إرادتهم أن يكونوا مغلوبين على أمرهم، متمسكين بالتراث حتى وكأن الزمن وقف عند القرون الأولى للإسلام لا هم لهم إلا حفظ المتون والحواشي وآراء المذاهب المختلفة. أما عن وظائفهم فتتلخص في محاولة تلبيس الحاضر ثوب الماضي، واختراع أحكام واستنساخها لكل ما يستجد من تطورات في الدنيا ، ومناصرة الحكام ومباركتهم وإضفاء الشرعية على أقوالهم وأفعالهم وأحلامهم وأنفاسهم.وتراهم دائما خائفين. خائفين من ماذا؟ من كتاب ، من قصيدة ، من فيلم من أغنية من مقال. وهنا يتساءل المرء ما هذا الدين الهش الضعيف الذي يهزه كتاب أو أغنية أو مقال أو فيلم، فهم خائفون ومتربصون من كل جرة قلم أو مشهد في فيلم أو كوبليه في أغنية أو رأي في مقالة أو كتاب. اما النوع الثاني من رجال الدين فيضم أصحاب التيارات الدينية السياسية الذين قامو باختطاف الإسلام لأغراض سياسية بهدف الاستيلاء على السلطة واعادة نظام الخلافة على حد زعمهم، موضحا ً ان هؤلاء يتحركون في إطار سياسي ودائما متربصون وخائفون من كل جديد ومن أي نقد أو تطوير، ويقومون بتنفيذ أحكامهم على الناس بأيديهم في حكمهم على أحد بالكفر أو الردة. وفى اتجاه آخر قال طنطاوي ان هناك مفكرين اسلاميين وليبراليين ابدعوا ابحاثا وافكارا جادة، وإن كان يختاف معهم كثيرا في أطروحاتهم إلا أنهم أصحاب فكر جاد متجدد ومتميز وجدير بالقراءة والمناقشة ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور فرج فودة ونصر حامد أبو زيد ومحمد أركون والمستشار العشماوي وعابد الجابري ومن الأدباء الأستاذ نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهما الكثير ، و من الكتاب السياسيين والمفكرين الإسلاميين محمد عمارة وفهمي هويدي والشيخ محمد الغزالي رحمه الله والأستاذ هيكل وغيرهم الكثير. ونوه طنطاوي الى ان هناك ايضا بعض من يدعون أنهم مثقفون وكتاب. فهؤلاء ليسوا بمبدعين ولا مفكرين، هؤلاء أشبه ما يكونوا بالباعة الجائلين وهم أرباع وأنصاف المثقفين من الصحفيين والكتاب والشعراء والباحثين عن الشهرة ولقمة العيش أيا كان مصدرها حلالا أو حراما أو رشوة أو ابتزاز، والباحثين عن أي حيلة وأية وسيلة للوصول للشهرة إما عن طريق مقالات أو كتابات أو قصائد شعرية يسخرون فيها من الجنة والنار والملائكة والله والأنبياء والتاريخ والجغرافيا والمقدسات والثوابت ويلعنون كل شئ حتى أنهم يلعنون اليوم الذي ولدوا فيه لماذا لا أدري؟وأستغرب حال هؤلاء القوم ووصفهم بانهم مرضى نفسيون يحاولون بشتى السبل أن يضعوا لأنفسهم قدما بين المفكرين والمبدعين وهم خاوون من أي فكر جاد وجديد ومستنير يستحق الدراسة والقراءة والبحث. وتساءل طنطاوي عن الابداع على الصعيد البيولوجي والفيزياء والطب والكيمياء والفلك والمعلوماتية في عالمنا العربي والإسلامي ، واعرب عن قناعته بانه لا يوجد أحد وإن وجد فهو هناك بعيد في أحضان الغرب ، بمعنى أن إبداعنا هو عبارة عن كلام في كلام في كلام وليته كلام مفيد كالفلسفة الغربية التي غيرت مجرى التاريخ في أوروبا، مشيرا الى ان الخواء العقلي والروحي في عالمنا العربي والاسلامي هو الذي افرز لنا شرائط اسامة بن لادن و كليبات هيفاء وهبي !!!! ونظرا لأهمية ما جاء في هذا الحوار من قضايا وافكار وآراء تتعلق بالوعي الديني وسبل النهوض باوضاع الأمة الاسلامية ستعيد صحيفة ( 14 اكتوبر ) في يوم الأربعاء القادم نشر النص الكامل للحوار الذي اجرته صحيفة الشرق الاوسط مع المفكر الاسلامي نهرو طنطاوي .
الخواء العقلي والروحي افرز شرائط بن لادن وكليبات هيفاء وهبي
أخبار متعلقة