المشاركون في حلقة النقاش التي نظمتها جامعة عدن وصحيفة (14 أكتوبر) بمناسبة 17 يوليو تحت عنوان “فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبناء الدولة الحديثة:
عدن/ محمد عبدالله أبوراس/ تصوير/ علي الدرب:اختتمت أمس في جامعة عدن حلقة النقاش التي نظمتها جامعة عدن وصحيفة «14 أكتوبر» بمناسبة الذكرى الـ (31) للسابع عشر من يوليو، يوم انتخاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لرئاسة الجمهورية، وكانت الندوة تحت عنوان «فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبناء الدولة اليمنية الحديثة».وفي الندوة التي شارك فيها أكثر من خمسين عالماً وأستاذاً جامعياً وصحفياً القى الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور كلمة تناول فيها بالدراسة والتحليل خصوصية ملامح الفترة التاريخية التي تولى فيها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في الجمهورية العربية اليمنية والاحداث التي دفعته إلى ذلك صبيحة السابع عشر من يوليو 1978م يوم الاقتراع السري المباشر لمجلس الشعب التأسيسي وإعلانه رئيساً للجمهورية.وأشار في مداخلته إلى اضطراب الأوضاع في تلك الفترة في اليمن عموماً وتوالي عمليات اغتيال الرؤساء وتردي الأوضاع الأمنية خصوصاً في المحافظات الشمالية والغربية وعجز القانون وسلطة الدولة، بل وغيابهما كليا عن معظم المناطق مقابل سيادة سلطة القبيلة، فضلاً عن وجود حركة تمرد مسلحة في المناطق الشمالية والصراعات الحادة مع النظام في الجنوب التي استنزفت الطاقات والامكانات الشحيحة للدولة.واوضح بن حبتور ان هذه الظروف مجتمعة يضاف اليها حالة الفقر والأمية السائدة والتدخلات الأجنبية دفعت الكثيرين من الساسة المرموقين والشخصيات الاجتماعية والثقافية إلى العزوف عن تولي رئاسة الدولة ورفض تحمل مسؤولياتها، ومن هنا جاء القرار الشجاع لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي تصدى لهذه المهمة التاريخية وتحمل مسؤولية الوطن والخروج به من النفق المظلم.كما أشارت المحاضرة إلى ابرز الملامح السياسية التي انتهجها فخامة الرئيس منذ توليه للسلطة وهي التسامح ودعوة كل الوطنيين للمساهمة في صنع الدولة اليمنية الحديثة وتحرير القرار السياسي من أسر التدخل الخارجي، وفرضه هذا الأمر بشكل تدريجي، إضافة إلى بناء الإنسان والمؤسسات التي تحمي الدولة.كما تطرق الدكتور بن حبتور إلى ابرز الانجازات التي تحققت للوطن في ظل رئاسة فخامة الرئيس والتي لخصها في بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة المؤسسات والقانون، وفصل السلطات كشرط لبنائها، مشيراً إلى ابرز المحطات التي عاشها فخامة الرئيس خلال الفترة الممتدة لحكمه والتي لخصها في تأسيس المؤتمر الشعبي العام والتعامل بعقلانية مع الخصوم وترسيخ الانتخابات والانتقال السلمي للسلطة وتثبيتها بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع وحسم قضية الوحدة في السابع من يوليو 94م وتعزيزه لمبدأ التسامح.من جهته أكد الأستاذ احمد الحبيشي رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر رئيس التحرير ضرورة مساندة الوطنيين الغيورين على وحدة الوطن ومصالحه إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية في تطبيق برنامجه الانتخابي الذي يحدد مواطن الاشكالات والصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسبل التعامل معها التي حددها بتوسيع رقعة ممارسة الديمقراطية وتوسع صلاحيات الحكم المحلي كمدخل أساسي لعلاج الاختلالات وتحقيق النماء الاقتصادي والاجتماعي.وأشار في مداخلته لحلقة النقاش إلى تبني فخامة الرئيس منذ اليوم الأول لتوليه السلطة مبدأ الديمقراطية والذي كرره لخمس مرات في سياق خطابه الأول التاريخي ووضعه أولوية في برنامجه الانتخابي وكضمان لتطور ونماء المجتمع وديمومة وحدته.وتطرق في كلمته إلى حرب صيف 94م ونتائجها، مؤكداً انه ليس فيها طرف منتصر أو مهزوم، مشيراً إلى ان ما جرى بعد ذلك هو ما أوصل الأوضاع إلى ما هي عليه حيث تم احياء السلاطين والقوى الظلامية التي حاربت الثورة اليمنية وركبت فيما بعد موجة الدفاع عن الوحدة وهم في حقيقة الأمر الخصوم التاريخيون للوحدة اليمنية.وأوضح في مداخلته ان من تم إعادة الاعتبار لهم- تلك القوى الاجتماعية التي هزمتها ثورة 14 أكتوبر من السلاطين ورموز العشائر والمشيخات- وتمكينهم من أراضي الدولة ومؤسساتها هم من يعملون الآن على الانتقام من الثورة اليمنية وضرب مبادئها والتآمر على الوحدة وتوجهاتها في التنمية والتطور وبناء الدولة اليمنية الحديثة.كما قدم د . خالد عمر عبدالله باجنيد ورقة عمل بعنوان «الرئيس علي عبدالله صالح وتحديات بناء الدولة اليمنية»، تناولت تحديات مسيرة البناء في اليمن، مشيرة إلى أن فخامة الرئيس استطاع الخروج في كل مرحلة من مراحل الأزمات والتعرجات بصورة أقوى حتى استطاع أن يؤمن الاستقرار ويعزز العوامل التي هيأت السبل نحو وضع الأسس لبناء الدولة اليمنية الحديثة.وأشارت الورقة إلى التحديات التي تواجه بناء الدولة الحديثة ومنها الموروث العشائري والقبلي والمناطقي والطائفي الذي يحد من المحاولات التي جرت وتجري لبناء دولة معاصرة على أساس مؤسسي ووفق أسس ومقومات وعناصر الحداثة، إلى جانب معوقات الأطروحات السياسية والدينية في الخطاب الديني والسياسي لتبرير بعض القوى رؤيتها المعيقة لبناء الدولة.وشددت الورقة على أن مظاهر العنف والتعصب أضحت خطورتها تهدد مفاصل الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي.وأكدت الورقة أن التغذية المنظمة والموجهة لمظاهر التعصب والعنف تجعل من التطرف منهجا متميزا للانغلاق والتصلب بحيث يختفي منطق التسامح.وأكدت الورقة أن المسؤولية تقع على كافة أطراف العقد السياسي والاجتماعي في رعاية التجربة الوطنية والديمقراطية ما يتطلب توافر جهد المجتمع السياسي والمدني بنزعة سلمية في الرؤية والسلوك لصياغة التجربة الديمقراطية برؤية الواقع اليمني. عقب ذلك قدم الدكتور سليمان فرج بن عزون ورقة بعنوان «الرئيس علي عبدالله صالح والمسألة الاجتماعية» سلطت الأضواء على الإنجازات التي تحققت في مجال التعليم وأثرها الاجتماعي في تطور المجتمع، وما تحقق في مجال خفض معدلات الأمية وصولاً إلى أهداف الألفية في تحقيق هدف التعليم للجميع بحلول العام 2015.كما قدمت د . ابتهاج سعيد الخيبة ورقة عمل تحت عنوان «الرئيس علي عبدالله صالح والإصلاحات الاقتصادية» ركزت على المراحل التي مرت بها عملية هذه الإصلاحات منذ العام 1995م حتى يومنا التي هدفت إلى تعزيز وتحسين معدل النمو الاقتصادي ووضع المعالجات الاقتصادية للحد من الفقر والبطالة إلى جانب استكمال ومواصلة الإصلاحات المؤسسية والإدارية وتوطيد منظومة الحكم الجيد.وقدّم د . أحمد مهدي فضيل مداخلة بعنوان «فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبناء الدولة اليمنية الحديثة» تناولت مسار التنمية منذ بداية الثورة حتى يومنا هذا.واستعرضت الورقة خطط التنمية في جنوب الوطن وشماله وصولا إلى يوم الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م.وتناولت الورقة التحديات التي تواجه التنمية والمتمثلة في الكثافة السكانية وتداعيات الارتفاع العالمي في الأسعار.وأكدت الورقة أن يوم 17 يوليو يعد يوما فاصلا في عجلة التنمية استطاع اليمن - لأول مرة - ربط منهجي الديمقراطية والتنمية رغم الظروف والتحديات الإشكالية الذاتية والموضوعية.وقدم د . محمد سالم برعية ورقة بعنوان (فخامة الرئيس والصحة) تناولت بالإنجازات التي تحققت في عهد فخامته ممثلة بالتطور النوعي والكمي للخدمات الصحية وإيصالها إلى مستحقيها وبناء المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية المتطورة وإنشاء المزيد من الكليات والمعاهد الطبية ذات الكفاءة والإسهام في إيجاد كادر طبي وتمريضي وفني متطور.وتناولت ورقة د . حسين باسلامة (التحديات التي تواجه البناء الديمقراطي في الجمهورية اليمنية)، مشيرة إلى أن تجربة البناء الديمقراطي في اليمن قصيرة وناشئة وواجهت وتواجه تحديات داخلية وخارجية بسبب مشكلات موضوعية لعل أهمها ارتفاع أرقام البطالة والفقر في المجتمع وسيادة الثقافة الذكورية المعيقة لدور المرأة، وانتشار ظاهرة النزعات المناطقية والقروية والقبلية والعشائرية، والتناقض الحاد بين القوى الليبرالية والتيارات الدينية المتشددة.واختتمت الورقة بأن التجربة الديمقراطية في اليمن بحاجة إلى فترة زمنية لمعالجة الآثار السلبية المعيقة للتطور الديمقراطي في المجتمع والدولة.واستعرض د . عبدالله الحو في ورقته التي تحمل عنوان (فخامة الرئيس والصحافة اليمنية) الأوضاع السياسية الجديدة وما نتج عنها من تطورات مثل قيام الوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والتي ساهمت في تطور الصحافة في ظل الديمقراطية الناشئة وتحت ظلال السماوات المفتوحة والمليئة بالقنوات الفضائية التي كان لها تأثير على الوعي الإعلامي والسياسي في المجتمع.وأكدت الورقة أن الصحافة منذ 17 يوليو 1978م شهدت تطورا ملحوظا وذلك بفضل الرؤية الثاقبة للأخ الرئيس وبفضل المُناخ الديمقراطي الذي تمتع به الوطن ما يجعلها بالفعل المرآة العاكسة لقضايا المجتمع ومشكلاته.فيما أشار الدكتور محمد أحمد لكو في مداخلته الموسومة «الرئيس علي عبدالله صالح والحكم المحلي واسع الصلاحيات»، إلى أن اهتمام الرئيس بالحكم المحلي قد بدأ قبل قيام دولة الوحدة، حيث أدرك أهمية تنشيط الحركة التعاونية باعتبارها حجر الأساس للبناء الديمقراطي، مستعرضا مسارات هذه الحركة منذ إنشائها في شهر يوليو 1979م عندما أجريت أول انتخابات للمجالس البلدية، ثم وصل إلى عام 2000م حينما صدر القانون رقم (4) لعام 2000م الذي جرت في ظله دورتان انتخابيتان للمجالس المحلية، ثم تناول التعديلات على قانون السلطة المحلية رقم (4) لعام 2000م لتعزيز وتطوير دور المجالس المحلية والذي تلاه انتخاب المحافظين على مستوى المحافظات.واعتبر الدكتور لكو هذه المرحلة هي المرحلة الأولى أما الثانية فقال إنها تتمثل في مبادرة الرئيس المقدمة إلى قادة بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية في رمضان عام 2007م، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تطوير النظام السياسي الديمقراطي في بلادنا مستعرضا أبرز نقاط المبادرة التي تقدم بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.وقال الدكتور لكو إن ذلك يتجلى باهتمام فخامته بتطوير نظام السلطة المحلية إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات وتساءل ما المقصود بالحكم المحلي وأهدافه؟ ثم استعرض مهام وواجبات الحكم المحلي ومهام وواجبات السلطة المركزية، ثم خلص الدكتور لكو إلى ما اعتمل مؤخرا من تنفيذ لتوجيهات فخامة الرئيس بعقد المؤتمرات المحلية للسلطة المحلية على مستوى الأمانة والمحافظات لمناقشة القضايا ورفعها إلى المؤتمر السنوي الذي سيعقد لاحقا.أما الأخ محمد الحاج سالم فقد استعرض في الورقة المقدمة من منتدى الوحدة اليمنية الثقافي والاجتماعي بمحافظة أبين، الأوضاع التي كانت سائدة قبل تولي الأخ الرئيس مقاليد الحكم، والأوضاع التي كانت عندما تولى الحكم والظروف المحيطة بالبلد حينها، مشيرا إلى أنه نجح في إخراج الوطن من أزماته وتحسنت أوضاع الناس المعيشية والاقتصادية والاجتماعية مبرزا دوره في التسامح وسيادة هذه الروح موضحا ما أداه الرئيس من واجب تجاه إخوته النازحين إلى شمال الوطن آنذاك ووقفه الحروب الأهلية وأوقف الحملات الإعلامية بين الشطرين وإحياءه مبدأ الثقة عند التعاطي مع الشأن الوطني.. هذه الجهود التي كللت باتفاقية الثلاثين من نوفمبر 1989م حول حرية التنقل بين الشطرين تمهيدا للإنجاز الوطني الكبير بإعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م.ثم استعرض المنجزات التي تحققت منذ قيام الوحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي في القضايا المصيرية لأمتنا العربية وأبرزها القضية الفلسطينية.وخلص الحاج إلى التساؤل : من يستطيع أن ينكر تلك المحطة التاريخية التي كانت الأساس الوطني والديمقراطي لكل المنجزات والمكاسب التي تحققت منذ 17 يوليو؟.أما الأخ أيمن محمد ناصر فقد استعرض في مداخلته جملة التحولات والإنجازات التي جرت منذ تولي فخامة الرئيس الحكم.كما استعرض جملة الاخفاقات التي حدثت، مشيرا إلى أن بعضها موضوعي وبعضها ذاتي، وهي اخفاقات تستحق الوقوف أمامها وتقييمها بموضوعية.وناشد الأخ أيمن ناصر الأخ الرئيس التعامل الموضوعي المعهود وبروح التسامح التي صارت قيما نبيلة تحسب له بإطلاق سراح المحتجزين في الأحداث الأخيرة والتعامل معهم كأبنائه وإخوته وأهله.إلى ذلك رفع المشاركون في ختام حلقتهم النقاشية العلمية برقية تهنئة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بيوم الديمقراطية السابع عشر من يوليو ومن خلاله إلى الشعب اليمني، مؤكدين وقوفهم الدائم إلى جانب نضالات الشعب اليمني في الدفاع عن الوحدة والثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر ومبادئها والعمل كل من موقعه على تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس كأساس للعمل الوطني ولحل مشكلات التنمية في المجتمع، معبرين عن شكرهم وامتنانهم العميقين لما يوليه من اهتمام من أجل الحفاظ على أمن واستقرار ورفعة الوطن اليمني وتنميته في ظل وحدته المباركة.وخرج المشاركون في حلقة النقاش بعدد من الاستخلاصات والتوصيات في ختام نقاشاتهم أهمها التوسع في البحث والدراسة في الدور التاريخي لفخامة الرئيس الرمز في إعادة توحيد الأرض اليمنية والحفاظ عليها، التأكيد على أهمية التوعية الجماهيرية بقيم ومبادئ الثورة اليمنية ومواجهة الأفكار الهدامة والانفصالية والتمسك بالوحدة اليمنية.كما أكد المشاركون أهمية مواصلة تنفيذ برنامج فخامة الرئيس الانتخابي وتعزيز مبدأ الحكم المحلي واسع الصلاحيات مثمنين في الوقت ذاته جهود فخامة الرئيس لتطوير النظام السياسي والديمقراطي في البلاد فضلاً عن مواجهة رواسب العادات والقيم القديمة والسعي لتعزيز قدرات مؤسسات الدولة الحديثة.