الشاعر / أحمد عباد الحسيني
يكتبها / عياش علي محمد الشاعر أحمد عباد الحسيني من مواليد الحوطة لحج عام 1944م ميلادية ، تلقى مبادئ القراءة والكتابة على يدي والده الشيخ العلامة عباد خضر الحسيني ، وعلى مكتبته العامرة بأمهات الكتب الفقهية والأدبية تفتح ذهن الطفل أحمد عباد الحسيني . ولما انتقل أحمد عباد الحسيني لينضم في صفوف المدرسة المحسنية في المرحلة الابتدائية ، كان من أبرز الطلاب إذ كان اطلاعه على الموسوعة الأدبية والفقهية التي كانت بحوزة والده ، له الأثر الأكبر في أن يقف في الصفوف الأولى والدرجات الممتازة .وساعدت القراءة وخاصة القراءة السياسية والأدبية والفقهية في أن يكون لزملائه عوناً ومساعداً في تجاوز الصعوبات التعليمية ، وكان حديثه لاينقطع عن القراءة ، واعتبره الكثيرون ( المحدث البارع للرواية ) والشعر فكان يطلق عليه الابن المعجرة ، وقالوا عنه إن عقله أكبر من سنة ( وصدقاً قالوا ) فأحمد عباد الحسيني الشاعر الثائر ( عمر قصير ) ونتاج كبير ( وآثار خالدة ) . أحب اللغة العربية فامثلك ناصيتها وصار مرجعاً لزملائه الدارسين والمدرسين ، وقرأ الفقه عن المذاهب المختلفة ويمكن القول إن والده الشيخ عباد الحسيني قد أحسن رعايته وتأهيله في اللغة والفقة والأدب وهو الذي انتصب عليه عوده فاستقام .وعندما اتم الشاعر أحمد عباد الحسيني دراسته الاعدادية ( عين مدرساً ) اختار أن يدرس الأدب وان يغلب عليه طابعه الفلسفي ، والتاريخي فكان لايرى الا في كوكبة يحيطونه بالحفاوة والتقدير . وأهتم الشاعر أحمد عباد الحسيني بالأمثال الشعبية في مستهل حياته ، فيحولها إلى أبيات شعرية ويكتبها على جدران بيته . فيقول [c1]قالوا وذي قالوه حق من كل بيدين اختنق [/c] وفي لقطاته اللفته هذا البيت الشعري الكاريكاتوري [c1]من طحس له بشحمه ركيته لحمه واللي معه جمجمة بعيد يعمد بسهمه [/c]وكتب الشاعر أحمد عباد الحسيني مسرحيات وطنية وهزلية منها : مسرحية (معتقل 14 ) وهي تتحدث عن فترة النضال الوطني ضد الاستعمار ، وانتصار الثورة .. فيها يغني الفنان حسن عطا قصيدة ملحقة باللون الهندي يقف حسن عطا وهو يلبس الثياب الهندية وعلى ذقنه لحية بيضاء طويلة يغني للثورة بالهندية . [c1]حضرات افاضل كرام اهدي تحياتي مع سلامات كثير وكل امنياتي مبروك عليكم عيد يا شعب عربي مجيد [/c]اما بداية كتابته الشعرية فإنها تقف إلى جانب ( بداية الفنان صلاح ناصر كرد ملحناً ) و ( بداية الفنان فيصل علوي أداء وغناء ) فتشكلت البداية الأولى للثلاثة أحمد عباد الحسيني بأغنية [c1]( باسألك بالحب يافاتن جميل ذي جعلني تحت سلطانك ذليل ليه ما صدتني عني تميل وأنت قد أصبحت ضوي والدليل [/c]( والملحن القدير صلاح ناصر كرد ) والفنان فيصل علوي كتب الشاعر أحمد عباد الحسيني عدة قصائد غنائية ، بأسماء آخرين ، ولم يستطع أن يجهر باسمه لقصائده تقديراً واحتراماً لوالده الشيخ عباد الحسيني الذي كان يريده خليفته في تحمل رسالة تعليم الفقه والدين على سائر طلابه . وكان يكتب الدان تحت اسم ( قاسم مهيم ) وأخرى باسم ( الشلن ) وهكذا ولم يجرؤ على إشهار اسمه على قصائده . وفي ذات يوم عزمه الملحن القدير صلاح ناصر كرد في مقيل كائن في ( عزبة ) قريبة تخص الفنان صلاح ناصر كرد .وفي هذا المقيل تواجدت الفرفة الموسيقية اللحجية وبينها الفنان عبدالكريم توفيق وكانوا يقومون بالبروفة النهائية لقصيدة أحمد عباد الحسيني ( كان واللي كان كان ) وبعد سماع الشاعر أحمد عباد الحسيني لحن هذه القصيدة وأعجب به ، أشاد بقدرات الملحن الأستاذ صلاح ناصر كرد . ولم يفوت الأستاذ صلاح ناصر كرد هذه الفرصة وسأل الشاعر أحمد عباد الحسيني سؤالاً مباشراً هل تريد أن يكون اسمك مسجلاً على هذه الأغنية أم كالمعتاد تريد أن يكون اسمك مجهولاً . رد عليه الشاعر أحمد عباد الحسيني هذه المرة يجب أن تحمل القصيدة اسمي ( واللي يكون يكون ) .وكانت البداية بأن تسمى أغاني أحمد عباد الحسيني باسمه : [c1]اغنية البرنامج كان واللي كـان كـان كان يــا فاتــن زمـان وسط قلبي لك مكا ن والعـواطف تـرجمـان كـان واللي كـان ماضي كنت حـاول بـك وراضي وانت متعصب وحاظى تفتكـر ذا يافـلان كنت أمـرني وتاهـي رد لـك طيب ونـاهيكنت متحمل دواهــــي كــــــم تجرعت الهـــــوان كنت صرح لك وانتـه دوب في أص أص وسكته يوم حل الصدق وقته افتهم قصـدك وبـانبان لي وحي الضميـــــــر والهـوى حاجة كثيرشفت أنك مش جـــــــدير للمحبـة والحنـان أصبحت قصة هــــــواك متعبـة للـي يبــا ك شوف شغلك بعد ذاك والـذي قد كـان كـان[/c]تطور العمل الفني بين الثلاثة أحمد عباد الحسيني والأستاذ صلاح ناصر كرد ، والفنان فيصل علوي وكان نتيجة ذلك ظهور أروع مجموعة غنائية في فترة الستينات من القرن الماضي تخص الثلاثة المبدعين .فغنى الفنان فيصل علوي للشاعر أحمد عباد الحسيني [c1]تقول العين إ ملكي وقال القلب بآه يعاندني ونا راضي وانا صابر عليه مضى وقتى على الفاضي وكم لي ارتجيه [/c]وغنى للشاعر أحمد عباد الحسيني الفنان أحمد يوسف الزبيدي[c1] ذا القمر نور والا ذا الحبيب طال بعدك ياظنيني ليه تغيب منتظـر وصلك وعطفـك بـارتشف مـن خمـر ثغـرك باطرح الغالي وباشى الهم جنبك يا حبيب [/c]وغنى الفنان فيصل علوي للشاعر أحمد عباد الحسيني [c1]ياشقي في يوم عيـدك يرحمك رب السماءذا الخبر ما با يفـيدك لاولا يسقيك مـاء جيت تسكب دموعك وانتـــه في ثوب الفـرح انت اللي ميلت عودك انت ذي قلـب سمـح [/c] توفي الشاعر أحمد عباد الحسيني في 23 ابريل 1969م بعد أن عانى من حالة نفسية طرأت عليه بعد مسيرة كفاح طويلة خاضها أحمد عباد الحسيني وصمود جبار للتحديات التي واجهته وهددت حياته وتاريخه النضالي .