رحب بتصريحات أولمرت حول السلام
فلسطين المحتلة / وكالات :تجري عدة تحركات دبلوماسية لإنقاذ اتفاق الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل الذي لا يزال ساري المفعول منذ يوم الأحد رغم مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتجاوزاتها في الضفة الغربية وما يتبع ذلك من ردود عناصر المقاومة الفلسطينية.ولدعم تلك الهدنة يتوقع أن يجري الرئيس الفلسطيني محمود عباس غداً الخميس مباحثات مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في أريحا بالضفة الغربية.وقبل ذلك يجري الرئيس عباس محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. كما تحدثت صحف فلسطينية عن لقاء في عمان بين عباس والرئيس الأميركي جورج بوش المتوقع وصوله اليوم الأربعاء إلى العاصمة الأردنية لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. في غضون ذلك قال مسؤول فلسطيني كبير أمس الثلاثاء ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابلغ الاردن بأن محادثات الوحدة مع حماس بلغت "طريقا مسدودا" وأنه سيلجأ الى خيارات اخرى.وواجهت المحادثات بشأن تشكيل حكومة جديدة خلافا الاسبوع الماضي حول مطلب حماس الاحتفاظ بالسيطرة على وزراتي الداخلية والمالية. من جانب آخر شرع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أمس في جولة تشمل عددا من الدول العربية والإسلامية بهدف حشد الدعم للموقف الفلسطيني في ظل استمرار الحصار على الحكومة الفلسطينية.ويبدأ هنية تلك الجولة التي تعد الأولى من نوعها منذ توليه مهامه قبل نحو تسعة أشهر بزيارة مصر. وسيزور لبنان وسوريا وإيران والكويت وقطر إضافة إلى السعودية حيث سيؤدي فريضة الحج هناك.كما شكلت الهدنة موضوع عدة اتصالات ولقاءات على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ودول بحوض المتوسط (الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وسوريا وتونس والأراضي الفلسطينية وإسرائيل). وقد بدأ ذلك الاجتماع أعماله الاثنين في فنلندا الذي تضطلع بالرئاسة الدورية للاتحاد وأختتم أمس.وخلال الاجتماع أشاد الاتحاد الأوروبي بما أسماه بوادر أمل للسلام بالشرق الأوسط، بعد أيام من إعلان الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإعلان تل أبيب استعدادها لإطلاق كثير من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق جندي إسرائيلي أسير لدى فصائل المقاومة.وأكد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أنه ناقش هدنة غزة مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، وقال إن رباعي الوساطة للسلام بالشرق الأوسط الذي سيجتمع الشهر المقبل سيساعد بوضع آلية لمراقبة الهدنة.كما دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إسرائيل والفلسطينيين إلى احترام الهدنة. وقال "لدينا وقف لإطلاق النار ويجب أن يستقر". وأضاف "أن الأوروبيين والعرب يؤيدون وبطريقة عاجلة بحث المسألة والاستفادة من الوضع لاستئناف عملية السلام". ورغم الهدنة تواصل قوات الاحتلال منذ أمس اعتداءاتها في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية حيث اعتقلت أمس 13 فلسطينيا، وفي ظل تلك التجاوزان قالت قوى فلسطينية إن استمرار تلك الاعتداءات بالضفة قد يؤدي إلى انهيار التهدئة بين الجانبين.وأشارت الانباء إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس وتعرضت لإطلاق نار خلال قيامها بعمليات الاعتقال بالمدينة. كما أفاد أن فلسطينيين جرحا خلال هدم قوات الاحتلال لمنزل مأهول بقرية عربونية قرب الخط الأخضر شرقي بلدة جنين. وأضاف أن مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي بعد اقتحامه القرية وشروعه في الهدم دون سابق إنذار.وذكرت أيضا أن قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة اقتحمت بلدة قباطية جنوب جنين، وحاصرت منازل عدة بينها منزل زعمت أن مقاتلا يتحصن داخله.وأمام ذلك الوضع شدد إسماعيل هنية على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية بالمناطق الفلسطينية كافة وليس قطاع غزة وحده، وقال إنه "لا يصح استمرار الاغتيالات في الضفة الغربية حتى نضمن استمرار المناخات التي وفرناها فلسطينيا في اليومين الماضيين".في سياق ذلك رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء بتصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وقال فيها انه يمد يده للسلام.وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية أمس الثلاثاء "رحب الرئيس محمود عباس بالتصريحات الايجابية التي ادلى بها اولمرت" بخصوص مبادرة السلام.وأضاف البيان الرئاسي "كما رحب الرئيس باستعداد أولمرت العودة الى طاولة المفاوضات على اساس تنفيذ خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي تؤدي الى قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وحل عادل لقضية اللاجئين حسب القرار 194 ."وكان أولمرت قد قال يوم الاثنين أن اسرائيل مستعدة للافراج عن العديد من السجناء الفلسطينيين مقابل اطلاق سراح جندي اسرائيلي أسر في يونيو.وفي خطاب سياسي رئيسي عرض اولمرت تخفيف قيود الحركة بالنسبة للفلسطينيين وتحرير أموال مجمدة اذا ما توقف العنف ضد اسرائيل. وكرر استعداده للتخلي عن بعض الاراضي المحتلة من أجل التوصل لاتفاق سلام نهائي.وقال أولمرت "نحن مستعدون وراغبون في متابعة هذا المسار والاصرار الى أن نتوصل الى الحل المنشود."