صباح الخير
* « اتقوا الله في هذا الشعب المنتمين إليه .. راقبوا الله في أعمالكم وجشعكم » هكذا خاطب فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية كل تاجر يستورد المواد الغذائية ويبيعها للشعب بأسعار مضاعفة عن الأسعار الحقيقية بهدف الربح الجشع .. دون خوف من الله والحكومة ولا رحمة بالمواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هذا الجشع طالما اختفت الرقابة وغابت المحاسبة ليكون المواطن الذي تطحنه المعاناة اليومية فريسة لهذا الجشع .. ومخاطبة فخامة الأخ الرئيس المتكررة لهؤلاء التجار ومطالبته المتكررة للحكومة بتفعيل دورها الرقابي والمحاسبي ليس وليد اللحظة التي كشر فيها التجار عن أنيابهم برفعهم الأسعار ليزيدوا من معاناة الشعب .. بل جاءت منذ فترة وأتذكر هنا خطابه المهم في نهاية رمضان الماضي في مدينة عدن , حيث " حذر فخامته من ارتفاع الأسعار بصورة غير مبررة ومع قدوم عي-د الفطر المبارك , وطالب التجار والبائعين مراعاة الله في إخوانهم الفقراء , وطالب فخامته حينها الحكومة وخاصة وزارة التجارة والصناعة بأن تتحرر من- حالة الجمود والتفرج على جشع التجار دون رقابة ومحاسبة " , ولكن يبدو أن تحذير ومطالبة فخامة الأخ الرئيس حينها لم يسمعها المعنيون .. فزادوا في غيهم وظلمهم للناس فجاء البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس الذي حاز بموجبه على ثقة أبناء الوطن من أقصى اليمن الموحد إلى أقصاه في إعادة انتخابه قائداً وزعيماً للوطن .. أقول جاء هذا البرنامج قوياً صريحاً لصالح الشعب وتنمية الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية .. نعم لصالح الشعب في معركته ضد " الفساد والبطالة وتدني مستوى الخدمات ونهب الأراضي من قبل المتنفذين وغيرها من السلوكيات التي يعرف الشعب جيداً من المتسبب فيها والهدف الذي يسعى مفتعلي هذه الأزمات إلى تحقيقه بعد أن فقدوا مصالحهم في الوحدة وعجزوا عن حرف مسار الديمقراطية عن نهجها الصحيح .. نعم نقول إن البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس كان ترجمة لما يعاني منه الشعب ويتطلع إليه الشعب .* اليوم وبعد مرور عام من خطاب الرئيس في عدن والبرنامج الانتخابي له في سبتمبر 2006م , ونفاذ صبر الرئيس من هذه السلوكيات التي يئن منها الشعب , كان واجبه وهو قائد الوطن وأب الجميع ومسؤول عن كل مواطن أن يتخذ إجراءاته التي تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح دون القفز على الواقع والمتغيرات في الأسواق الدولية التي تشهد ارتفاعاً في أسعار معظم السلع التي تستهلكها شعوب العالم وفي المقدمة القمح والأرز .. وهي إجراءات بدلاً من أن تجد قبولاً أو حتى رضى من قيادات أحزاب " اللقاء المشترك " المتباكين كذباً وبهتاناً على مصالح الشعب , بدلاً من ذلك ولو بالشكل وليس بالفعل نجدهم ومن منطق أمراضهم الحقيرة يحرضون البسطاء من الناس على الفوضى وزرع القلاقل على الوحدة الوطنية واهمين بعودتهم إلى الحكم حتى بعد فشلهم في انتخابات سبتمبر الماضي حين أدرك الشعب أنهم أي – أحزاب اللقاء المشترك – لا يملكون مشروعاً وطنياً تحديثياً بل مشروعاً للعودة إلى الماضي الأسود الذي ودعه شعبنا دون عودة في الثاني والعشرين من مايو 1990م .* نحن اليوم ليس في صدد الحديث عن هذه الشرذمة المحسوبة على شعبنا , بل في صدد الحديث عن الجشعين الذين لا هم لهم إلا أكل قوت الشعب دون خوف من الله ومن الحكومة فبعد أيام يهل علينا شهر رمضان المبارك , شهر الرحمة والتوبة والتسامح والعتق من النار.. فهل سيخاف التجار الله في هذا الشهر المبارك ويرحمون الناس من جشعهم في الأسعار؟! .. الله يعلم .. ولكننا نقول لهؤلاء الجشعين هذه المرة لن تسلم الجرة وعين الحكومة وإجراءاتها وفقاً لتوجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية ستكون لهم بالمرصاد.. فأتقوا الله .