بوش وبلير
واشنطن / وكالات :اجرى الرئيس الأميركي جورج بوش محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في البيت الأبيض أمس تبحث الإستراتيجية المستقبلية في العراق. ويأتي ذلك بعد يوم من نشر تقرير للجنة بيكر هاميلتون والتي أوصت بتغيير مهام القوات الأميركية في العراق، وبدء محادثات مباشرة مع إيران وسوريا.ومثلما فعلت مجموعة دراسة العراق -التي يترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والسيناتور الجمهوري السابق لي هاميلتون- من المتوقع أن يحث بلير بوش على تبني سياسة سلام أوسع في الشرق الأوسط لحسم الأزمة في العراق.وتوقع المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن تكون محادثات بوش وبلير مفتوحة للغاية، مشيرا إلى أن النقاش سيتطرق للتقرير وبعض توصياته.وقد رحبت وزيرة الخارجية البريطانية بتقرير لجنة بيكر هاميلتون، مشيرة إلى أن نتائجه تتطابق "بشكل عام" مع رأي لندن. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني شارك الشهر الماضي في المشاورات التي سبقت صياغة التقرير، موضحة أن بلير سيبحث مع بوش توصيات اللجنة.ووصل بلير الليلة قبل الماضية إلى واشنطن، ومن المتوقع أن يبحث مع بوش -إضافة إلى العراق- الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والدعوات لتحريك عملية السلام المجمدة من أجل ضمان استقرار أكبر للمنطقة.وشدد تقرير بيكر هاميلتون على ضرورة تقديم "دفعة جديدة للجهود الأميركية بشأن التوصل لسلام شامل في الشرق الأوسط".وقد صفت وزيرة المغتربين السورية بثينة شعبان تقرير لجنة بيكر هاميلتون بأنه مساهمة مرحب بها لتغيير السياسة الإستراتيجية الأميركية في المنطقة. واعتبرت في تصريح للجزيرة أن التقرير خطوة مهمة، تعني انتهاء حقبة تدخل الولايات المتحدة في المنطقة واحتلالها للعراق.وقبيل صدور التقرير أشار فاروق الشرع نائب الرئيس السوري إلى أن "هناك فرصة أمام الولايات المتحدة لتصحيح سياستها في المنطقة رغم أنها تأخرت كثيرا". وأعرب عن استعداد دمشق وطهران بوصفهما جارين للعراق للمساعدة في إيجاد حل للأزمة العراقية، موضحا أنه بغير إشراكهما لن يكون من السهل إيجاد حل "للمأزق في العراق".على الجانب الإيراني اعتبر وزير الخارجية منوشهر متكي أن أي "قرار للولايات المتحدة بالانسحاب من العراق لا يحتاج إلى أي مفاوضات مع إيران أو دول أخرى في المنطقة". وقال إن "تقرير بيكر مهم في بعض نقاطه".واعتبر عضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أغا محمدي أن التقرير يستحق دراسة جدية، غير أنه أوضح أن مشاركة واشنطن في حوار مع طهران ينبغي أن تستند إلى إستراتيجية تضمن تحقيق مكاسب للجانبين.من جهته وصف بوش التقرير بأنه "تقييم قاس"، وقال للصحفيين عقب اجتماع مع أعضاء اللجنة "لقد قلت لأعضاء اللجنة إن هذه الإدارة ستتعاطى مع هذا التقرير الذي يحمل اسم (الطريق إلى الأمام) بشكل جدي للغاية".ورغم ذلك أشار بوش إلى أن التقرير "يشكل فرصة لإيجاد آلية مشتركة بين الجمهوريين والديمقراطيين".وأوصى التقرير بإجراء محادثات مباشرة مع إيران وسوريا بشأن الملف الأمني في العراق "من أجل الحصول على التزام منهما باتباع سياسات بناءة بشأن العراق وغير ذلك من القضايا الإقليمية".وعلى الجانب العراقي قال وزير الخارجية هوشيار زيباري إن تقرير بيكر هاملتون لا يحمل تهديدا بقطع الدعم الأميركي عن الحكومة العراقية إن لم تحرز تقدما وأشاد في لقاء مع الجزيرة بأداء حكومته، وأضاف أن أداء قوات الجيش العراقي يتحسن باستمرار.أما حركة المقاومة الإسلامية الجناح السياسي لكتائب ثورة العشرين فقالت في بيان لها بخصوص تقرير لجنة بيكر هاملتون، إن هزيمة الاحتلال وشيكة، وإنه لا شيء قادر على إنقاذه من التهلكة التي تحيط به غير الانسحاب الفوري والكامل من العراق.وأشارت إلى أن الغرض الحقيقي من توصيات اللجنة إشعال الحرب الطائفية وتقسيم البلاد عن طريق إسناد مهمة الأمن لجيش وشرطة هم في الواقع مليشيات تنتمي إلى أحزاب.